شكرا للدكتور أحمد طعمة وحكومته
شكرا لكل من حاول أن ينفع الناس
زهير سالم*
يعلم كل المتابعين لما يجري في أروقة المعارضة السورية أن مايسمى الائتلاف الوطني قد تحول إلى مجرد دكان في سوق ( الزرب ) أو سوق ( العبي ) في مدينة حلب . ويعلم كل المتابعين أن عملية الإقصاء والتهميش تتم على خلفية نبذ كل ما نفع أو ينفع السوريين من المؤسسة التي تُجهز لتلعب الدور الذي يريده التجار والمنتفعون والمماكسون . هذا ليس هجوما على الائتلاف ، ولا هجوما على أحد من الشخصيات التي تحتل مقاعده . فعندما يباع المركب بكل من عليه فلا يملك ( القن ) كما في زمن الإقطاع إلا أن ينصاع للمالك الجديد .
تابعنا اسم السيد أحمد طعمة كمعارض سوري حقيقي صادق وجاد قبل سنين طويلة من هذه الثورة المباركة . تابعت دوره ودور غيره من عشرات المناضلين في زمن الصقيع الأسدي . هؤلاء المناضلون على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم لهم في قلوبنا وفي عقولنا احترامهم العالي الخاص . كنا نتدفأ على أسماء هؤلاء الرجال الرجال في زمن عزّ فيه الرجال . وكان اسم الدكتور أحمد طعمة من الأسماء التي تدفأنا عليه كما تدفأنا على أسماء الكثيرين من المعارضين السوريين من قبل على اختلاف الانتماءات ..
وحين نشكر السيد أحمد طعمة اليوم وحكومته فإننا لا نفعل ذلك على خلفية تاريخ شخصي يستحق عليه الشكر والوفاء فقط ؛ بل إننا نفعل ذلك بناء على رصد ميداني تمت متابعته مع العشرات من رجال المجتمع السوري الذين يعتد برأيهم . ويوثق بقولهم . في زيارتين متتابعتين للمناطق الحدودية التركية كان تقويم جهد الحكومة ودورها يدور على ألسنة الرجال والنساء حول مثل هذه العبارات : ( نشعر لأول مرة أن هناك من يفكر بنا ) . أو تسمع من يقول ( هؤلاء رجال يحاولون أن يفعلوا شيئا لخدمة الناس ) أو من يقول ( المطلوب كثير ولكن القليل إن استمر فهو مبشر ) . وإلى غيرها من عبارات الثقات التي ننقلها بنصها من غير انحياز ..
واجهت حكومة الدكتور أحمد طعمة الكثير من عوامل الإعاقة المتوقعة في ظرف مثل ظرف الثورة والمعارضة السورية . كانت بعض العوامل موضوعية من طبيعة الظرف ، وكان بعضها شخصانيا من طبيعة ما يغلب على بني البشر من الحكومة نفسها أو من مناصبيها ، وكان بعضها إيديولوجيا منغلقا ومتعصبا ولكن أسوأ هذه العوامل وأكثرها إثارة للغضب تلك العوامل المرتبطة بالصفقة المربية التي عاد أمرها ( كيوم حليمة ) الذي قالت عنه العرب ( ما يوم حليمة بسر ) . صفقة المتاجرة التي بآلام السوريين وعذاباتهم على المكشوف ..
ومما يثيرالألم أكثر أن تغادرحكومة السيد أحمد طعمة دون أن نسمع من أحد من متصدري مقاعد المعارضة كلمة شكر أو عرفان ...
( من لا يشكر الناس لا يشكر الله ) ..
إلى الدكتور أحمد طعمة وفريقه ..
أيها العاملون الصادقون المخلصون لكم الشكر على كل لحظة عمل وغرسة أمل ..
وستستمر هذه الثورة حتى ينفي الشعب السوري عنه كل ( الخُبُث والخبائث ) ..
إن ربك لبالمرصاد
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية