السياسات التمييزية تضطرنا للتذكير
إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا
السياسات التمييزية تضطرنا للتذكير
زهير سالم*
نعترف جميعا أن المصاب في سورية كبير . ونقر أن سعة الخرق الذي تحدثه السياسيات التدميرية لحلف بشار الأسد الدولي بين مشارك وصامت أكبر من أي رقعة ؛ ولكن الحقائق المتوفرة لدينا عن الأرض حيث يتصرف بعض الذين ائتمنهم الله على مقدرات هذه الثورة في ساعة العسرة بطرائق لا تنم على خلق أو دين بله أن نقول على تقوى ..
كل الذين يمسكون بأيديهم قرارات توزيع ما ييسره الله لإغاثة هؤلاء الكرام المنكوبين المضطرين ، وكل الذين يشرفون عمليا على توزيع هذه الأموال والمساعدات على مستحقيها ثم يتبعون سياسات تمييزية على خلفيات سياسية أو مناطقية عليهم أن يدركوا أن هذه الأموال والمساعدات في حقيقتها إنما هي حقوق للأيتام والأرامل والمشردين . وأن اي درهم أو دينار يخون فيه من تولى توزيعه الأمانة التي أسندت ، فيؤثر به أصحاب ولاء أو قرابة أو أي شكل من أشكال العصبية إنما هو مشمول بنذارة قوله تعالى ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ). هذه الاية تشمل هؤلاء سواء أكلوا هذا المال في بطونهم أو وضعوه في بطون لا تستحقه ، أو آثروا به على من هو أكثر استحقاقا له .
إن المعلومات المخيفة المتوفرة عن السياسات التمييزية ، وعن الأثرة التي يمارسها البعض تضطرنا بعد الكثير من رسائل التلميح إلى هذا التصريح رجاء أن يؤدي المنشود منه ؛ فالمقصود من هذا التذكير والتحذير من غضب الله وسخطه وعقوبته ولا نملك في هذا المقام غير هذا وغير سهام الليل نرمي بها كل من استأثر أو آثر ذا ولاء أو عصبية نسب أو عشيرة أو حي أو بلد . وربنا سبحانه وتعالى يقول ( سيذكر من يخشى ) . ومن اؤتمن فغفل أو تغافل فقد خان ...
تحديد الأولويات في تقسيم الفيء ، وأشد أهمية منه تقديم العون والمساعدة للحفاظ على براءة الذمة ، موضوع كان يوما خلافيا بين الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما . فلا تحسبوه هينا وهو عند الله عظيم
ندعو إلى أن يكون تحديد الأسس والأولويات في تقديم العون وصرف المستحقات برؤية من لجنة من رجال الفقه و السياسة والقائمين على الواقع ممن يتقون الله تعالى . وألا يوكل ذلك لا تأسيسا وتنظيرا ولا تصرفا وتنفيذا لمشيئة أفراد لا يُدرى أيصيبون أو يخطئون ..
( وذكر إن نفعت الذكرى )
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية