على الدنيا السلام..

رضا سالم الصامت

خلال التحقيق معهم بخطف الفتى  الشهيد " محمد أبو خضير " وحرقه حيًا في أحد أحراش مدينة القدس المحتلة قبل أيام ، تم تسجيل اعتراف الستة المجرمين من المستوطنين الصهاينة هؤلاء الإرهابيين .

هذه  المجموعة  الإرهابية  ان صح التعبير  هي مجموعة مجرمة  و كلمة " ارهابين" تنطبق عليهم ، قررت في أعقاب الإعلان عن العثور على جثث المستوطنين الثلاثة الانتقام من الفلسطينيين بقتل أحدهم. و يكون فتى  حيث جاء في اعترافهم ما يلي :  توجهنا للقدس الشرقية  وحاولنا خطف  أحد الأطفال من حي شعفاط ويبلغ التاسعة من عمره لكن وجود والدته قريبًا منه أفشل علينا  الخطة  بعدما صرخ الطفل  ، فالتجأنا لتركه رغم أننا اقتربنا منه و حاولنا  خنقه بحبل كان بحوزتنا .

حضر المستوطنون في اليوم التالي إلى نفس الحي خلال ساعات الصباح الباكر ، وتم خطف الفتى أبو خضير وقاموا بحرقه  حيًا في أحد أحراش القدس ،حيث عثرت الشرطة على جثته متفحمة  بعد مرور 50 دقيقة من عملية اختطافه وذلك عبر تتبع إشارة هاتفه الجوال ..

 و قد جاءت هذه الحادثة القاسية  ردا على حادثة العثور على جثث المستوطنين الفتية الثلاثة  قبل أيام ...

 ولا تزال الرقابة الإسرائيلية تتكتم على أسماء المتورطين في العملية التي وصفتها بـ"الخلية المتطرفة" و الأبحاث ما تزال  مستمرة  ...

و لاحظ الكثير من الإعلاميين العرب و الأجانب ، أن هناك  تطابق  بين الطريقة الوحشية التي عرضتها  الفيديوهات التي تظهر عشرات من ميليشيات الأسد  و شبيحته تركل بأرجلهم  هذا الفتى أو ذاك، و لساعات طويلة، و الطريقة ذاتها التي قتل فيها الفتى الفلسطيني و الذي تم ركله بالأرجل بعد أن تفحم  رحمه الله ...  و هذه نفس الطريقة التي عامل بها  الإسرائيليون الفتى الفلسطيني،  بكل حقد انتقام ... و عنصرية و كراهية ... و ابادة لعرق بشري ... و بأبشع الطرق ...

لكن ، و حسب تصوري  ما كان لهذا أن يحدث لو كان هناك طرق للتحاور و إيجاد حلول ملائمة  تقي  الإنسان من أن يكون عنيفا بهذه الدرجة العنيفة و حتى يتجرد من آدميته كانسان له عقل و ضمير و قلب و أخلاق  ، فيتجرد من إنسانيته ليصبح وحشا كاسرا  إرهابيا  ظالما  متعديا على القيم البشرية  و الحياتية ، سافلا  منعدم الضمير  في وقت  حساس  و فعل مريب  و سفالة ما قبلها و لا بعدها سفالة لا مبرر لها و لانعرف أين هي  منظمات حقوق الإنسان  ؟  هل هي تغط في سبات عميق؟ أم ماذا ؟   إن ما حصل  إذا كان الدافع  الانتقام  للثلاثة فتية  الذي قتلوا  قبل أيام فما ذنب هذا الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير؟؟!!!!

 فهل هو من قام بخطف و قتل المستوطنين الثلاثة الاسرائليين ؟  انه لا يعرفهم حتى ؟

ما ذنبه ؟ كان على  المجرمين حرق  جيش و شرطة إسرائيل  التي من مهامه  السهر على سلامة مواطنيه و حفظ الأمن في البلاد التي تدعي دولة العدل  و  الديمقراطية  و التحضر  ...

 فمثل هذه الحوادث المؤلمة  تساهم في  القضاء على أي  أمل ببناء صرح للحق والقانون والعدالة والتفاهم، بين إسرائيل و فلسطين التي تدافع عن نفسها و عن  حرمة أراضيها و كرامة شعبها  .

 هم يقولون الفلسطيني  " إرهابي" ،و الآن هل تيقنتم أن " الاسرائلي " هو الآخر إرهابي  و مجنون  ؟  فعلى الأقل  الفلسطيني و إن كان إرهابيا   فهو يكافح من اجل قضية و هوية  ، و يناضل من اجل  نيل استقلاله و الدفاع عن وطنه الذي اغتصب  بدون وجه حق  و بطرق غير شرعية و لا قانونية  حتى  ..

 أريد فقط أن اسأل  " النتن ياهو"  ، بالله عليك ألا تستحي  من نفسك ؟  بماذا  تفسر عملية حرق فتى فلسطيني برئ حيا هكذا بدم بارد  بتعلة الانتقام للفتية الاسرائليين الثلاثة الذين قتلوا من  قبل خاطفيهم ؟ 

حادثة كهذه  يا رئيس حكومة إسرائيل ،  ستبقى وصمة  عار تسجل لك من جديد  في تاريخك الحافل بالمظالم و التجاوزات و بالقتل و التقتيل و سفك الدماء هنا و هناك ....

لماذا أحرقوا  الفتى " بوخضير" حيا و ركلوه بأرجلهم  ،كما  فعل نظام  بشار الأسد و شبيحته  بفتيان  سوريا الأبرياء  ؟  فوالله على الدنيا السلام ...