الحج إلى الذهب والحرير
صاحب الأسطر عبر صفحته، سؤالا مازال ينتظر عنه إجابة، جاء فيه..
مازلت أتساءل مرارا وبمرارة..
لماذا أستار الكعبة بالذهب الخالص؟..
ولماذا قبور الآيات بالذهب الخالص؟..
والجيران في اليمن يموتون جوعا..
والجارة سورية تأكل القطط من فرط الجوع.
من الحقائق التي يفتخر المرء بقولها وفعلها، أن مكة مقدسة شريفة، وصونها من الشرف الذي يسعى إليه المرء والمجتمعات والدول، والسعي إليها رجاء وأمل يظل يراود المتشوق طيلة حياته، ويتحسر لأنه لم يوفق لزيارتها، ويندم لما فرط في جنبها.
الفقهاء والأئمة والمكلفون بتوعية الحجاج والمعتمرين، يركزون كثيرا على لباس الحاج والمعتمر، فيقولون عنه، أنه..
أبيض يشبه كفن الميت، غير مزركش، لايحتوي على المخيط والمحيط، بسيط جدا، لا يلفت الانتباه، يعبّرعن الزهد في الدنيا. ورغم ذلك ترى اللابس لهذا الكفن، يزاحم الحجاج من أجل التشبث بأستار الكعبة، دون أن يعلم أن أستار الكعبة من الحرير الخالص المستورد، ومزيّن بالذهب الخالص.
كيف لهذا الزهد والكفن والترفع عن الدنيا، يقابله تشبث وتمسّك بالذهب الخالص والحرير الخالص.
يتعلم المرء في حياته، أن الذهب والحرير محرم على الرجال. ومن الورع أن يبتعد المرء عن مسّ الذهب والحرير كلما إستطاع إلى ذلك سبيلا، ورغم ذلك تجده معتزا مفاخرا أنه مسّ أستار الكعبة، وهو لايعلم أنها من الحريرالخالص والذهب الخالص.
من مقاصد الحج أن يستحضر الحاج، الأيام التي قضاها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وهم يطوفون بالكعبة مجرّدة من كل زينة الحياة، وما يشغل الحاج عن الحياة، كالحرير والذهب.
ألا يمكن ستر الكعبة بلباس نظيف نقي طاهر، دون أن يكون من الحرير الخالص ولا مطرزا بالذهب الخالص؟.
وسوم: العدد 630