جدال حول سوريا في الأمم المتحدة بين الرئيسين أوباما وبوتين
دار جدال بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما حول الأزمة في سوريا، أثناء القاء كلمتيهما في الامم المتحدة، الاثنين، حيث تبادلا الاتهامات في شأن النزاع في هذا البلد.
ودعا الرئيس الروسي الى تشكيل "تحالف واسع ضد الارهاب" للتصدي للمتطرفين في سوريا والعراق، واعتبر في أول كلمة يلقيها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عشرة أعوام، أن رفض التعاون مع الحكومة السورية وجيشها في هذه المعركة سيكون "خطأ كبيراً".
وقال بوتين: "علينا أن نعالج المشاكل التي تواجهنا جميعاً ونؤلف تحالفاً واسعاً ضد الارهاب".
أما أوباما فقد أعرب عن استعداد واشنطن للعمل مع روسيا وحتى إيران ضد تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"- "داعش"، الا انه انتقد مؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصفه بأنه "طاغية وقاتل اطفال".
وفيما قال بوتين إن اللوم في تصاعد التطرف العنيف في العراق وليبيا يعود الى التدخل العسكري الأميركي الذي "اطلق العنان للفوضى في الشرق الاوسط"، مد الرئيس الاميركي يده بحذر الى عدوه التقليدي، واقترح العمل معاً لانهاء سفك الدماء في سوريا.
وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع كل الدول بما فيها روسيا وايران لحل النزاع".
لكنه أضاف "ولكن ينبغي ان نقر بانه بعد هذا الكم الكبير من المجازر وسفك الدماء، لا يمكن العودة الى الوضع الذي كان قائماً قبل الحرب".
والقى أوباما كلمته في الجمعية العامة قبل بوتين، وقبل ساعات من الاجتماع بين الرئيسين مساء اليوم، وهو الاول بينهما منذ اكثر من عامين.
لكن الرئيس الأميركي حرص على اظهار معارضته الواضحة لسياسة طهران وموسكو الحالية بتسليح ودعم الاسد.
وقال ان الاسد وبدلا من العمل ضد التطرف "الجهادي"، فانه دفع السوريين الى مثل هذه الجماعات من خلال أعمال من بينها "اسقاط براميل متفجرة لقتل الاطفال الابرياء".
ولكن بوتين رفض هذا الرأي وقال ان تنظيم "داعش" انبثق من الفوضى التي خلفتها الإطاحة بصدام حسين في العراق ومعمر القذافي في ليبيا.
وقال بوتين إنه بعد انتهاء الحرب الباردة ظهر الغرب على أنه "مركز الهيمنة الجديدة" في العالم وتولى بغطرسة حل النزاعات بنفسه من خلال القوة.
واعتبر أن هذه القوة أدت الى "ظهور مناطق فوضى في الشرق الأوسط ينتشر فيها المتطرفون والارهابيون".
واضاف الرئيس الروسي أن "عشرات آلاف المسلحين يقاتلون تحت راية ما يطلق عليه الدولة الاسلامية الذي يضم في صفوفه جنودا عراقيين سابقين"، معتبراً السياسة الاميركية الحالية بتدريب وتسليح الجماعات المحلية المسلحة لقتال "الجهاديين" تصب الزيت على النار.
وأوضح أن "المعارضة السورية المعتدلة انضمت الى صفوف المتطرفين.. في البداية يتم تسليحهم وتدريبهم وبعد ذلك ينشقون وينضمون الى ما يسمى الدولة الاسلامية".
لكن الرئيس الأميركي لم يشر في كلمته تحديداً الى مصير الأسد، وهي القضية الخلافية التي تعوق محاولات انهاء الحرب التي خلفت أكثر من 240 الف قتيل في سوريا منذ اندلاعها في العام 2011.
الا انه اكد أن لا عودة الى الوضع الذي كان قبل الحرب والذي كان يمسك فيه الأسد بزمام الامور.
وقال أوباما: "عندما يقتل ديكتاتور عشرات الالاف من ابناء شعبه، فان هذا لا يعود شانا داخليا في بلده..فذلك يتسبب بمعاناة انسانية بحجم يؤثر علينا جميعا".
واثارت موسكو القلق في واشنطن بتعزيزها وجودها في سوريا ونشرها طائرات وجنودا، ما دفع قادة العالم المترددين الى الاعتراف بأن الأسد يمكن ان يبقى في الحكم.
(أ ف ب)
وسوم: 635