فتوى تأمين الصائل

ليَهْنَكَ العيشُ أبا صهيونَ بهذه الفتاوى الماتعة، ولتقرَّ عينُك بمن يحميك ويدافع عنك من بني جلدتنا، فأنتَ أسعدُ الناس اليوم بها. 

ويبدو أننا أخطأنا في حقك زمنا طويلا إذ اعتقدنا مشروعية مقاومتك ودفع صيالك، ولم ننتبه إلى ما تمنحه لنا من جزيل أعطياتك ومكرماتك، ورقَّتك مع الشعب الذي أذقته ألوانَ النعيم، إلى درجةِ أنك توفَّر للشعب فرصة العمل لديك وشرف القيام على خدمتك، بل بلغ من نُبل أخلاقك ورهف إحساسك أنك لا تعتدي إلا على من اعتدى عليك، ولا تقتل إلا من سوَّلت له نفسه بأن يعكّر صفوَ عيشك الكريم بحجر أو سكين، فهذا لا ريبَ من حقك.

 فالواجبُ الشرعي والعرفي والفطري والأخلاقي هو أن تقدِّرَ الشعوب المحتلة من قام باحتلالها واستولى على مقدساتها ومقدراتها، وتقدم له فروض الولاء والطاعة،  وتسعى جاهدة لتوفير أمنه وأمانه !! 

    لا أكتمكم سرًا إن قلتُ إني بعد سماعي لمثل هذه الفتاوى لم أعُد أستبعد أن يخرج علينا أحدُ هؤلاء الظرفاء بفتوى تقتضي تقديم الاعتذار للمحتل عما سببناه له بهمجيَّتنا من إزعاجٍ وأرقٍ وتنغيص عيش على غرار ما طولب به النازيون من اعتذارٍ عن الهولكوست.

وسوم: 640