غبش الذات !؟
الذين يحسبون أن تكاليف المواجهة مع الطاغوت يمكن أن تكون كلاماً دفاقاً، أو تعبئة نفسية مؤقتة واهمون جداً؟!
والذين يظنون أنهم بدفع دريهمات قد أسقطوا عنهم التكاليف، مخطئون كذلك؟
والذين تغلب على تفكيرهم عاطفة ما، نابعة من الذات، وفي الذات تدور، مفرطون بحق أنفسهم وفكرتهم كثيراً.
فما كانت المواجهة وتكاليفها دعماً كلامياً، ولا تعبئة نفسية محدودة، ولا جوداً بدريهمات...؟!
ولم تكن عاطفة الحرص على مستقبل الأبناء وسعادتهم – مهما كانت دوافعها ودرجاتها- بمانعة لمن صدق مع النفس، أن تكون نظرة الأبوة أوسع من العائلة والأسرة الواحدة الخاصة! أفلم يكن لأبناء الشهداء – وما أكثرهم- ولبنات المعتقلين – وما أعزهنَّ- أفلم يكن لآباء هؤلاء الأحبة حرص وعاطفة؟!
وهل كان اختيارهم للطريق إلا بمثل هذه الدوافع..؟!
أيها السادة الحريصون على مستقبل الأبناء، اربطوا مستقبل أبناء المعتقلين والشهداء بمستقبل أبنائكم وقد دفع آباؤهم ضريبة الطريق وحملوا عنا كثيراً من مشاقه ووعورته.
أيها السادة ذوي الدريهمات المعدودة، والواقفين على أطراف الأرض، إن للمحن آثاراً وانعكاسات وهي كثيراً ما تحدث هزات نفسية، وتظهر الأمور بغير حجمها الحقيقي، والعاصم من هذا كله، الإبصار بمنظار العقيدة، وعاطفة الجمع، لا الفرد.. فإنها تزيل غبش الذات عن العيون، وغلالات النسيان والغفلة عن القلوب.. فهل نحن منتبهون؟!
وسوم: العدد 652