فظائع داعش والحشد الشعبي بالعراق‎‏

نطالب بتشكل لجنة تقصى حقائق دولية لتوثيق الجرائم الفظيعة التى ترتكب على ارض العراق حاليا وتقديم من يثبت ضلوعه فى ارتكاب جرائم ضد الانسانية بما فى ذلك (الابادة الجماعية واغتصاب وقتل على الهوية وغير ذلك) لمحكمة دولية مهم كان موقعه السياسى او مكانته بما فى ذلك الداعمين لهم (ماديا او سياسيا او لوجستياً).

لايحكم الناس إلا بالإرهاب. لكن هناك من يمارس الإرهاب بطريقة أكثر عصرية كمن يصنع الدواء ويطيبه، وهناك من يضع في المشروبات الكحولية بعض المطيبات لتستاغ من الشاربين، وتجد الدواء المر يوضع فيه بعض المواد الحلوة لكي يتقبلها الصغير والكبير كما هو الحال مع الإرهاب الغربي المقنن، وهناك من يمارس الإرهاب ويشرعن له بطريقة همجية رعوية بدوية تخلفية كما في عالمنا الإسلامي والعربي بالذات.

الغرب العظيم المبدع الناهض المتطور قبلة المهاجرين والهاربين من القمع والجبروت والدكتاتوريات والفشل والأديان الخاوية إلا من مجانينها، لايقوم إلا على شكل من الإرهاب بواسطة القوانين القاسية التي يتهرب منها الناس الى دول أخرى أقل حدة ربما في التطبيق، فالضرائب تفرض هناك ولايتهرب منها أحد وإذا فعل كان كمن ينتحر لأنه سيلاحق بقوة وبقسوة ويسجن ولايستثنى من ذلك أحد. نريد لأنفسنا أن يحكمنا ذلك النوع من الإرهاب، لا النوع الفاضح السلبي المجنون، إرهاب القاعدة وداعش والنصرة والمنظمات التي تصدر ماركات اللحى الطويلة والثياب القصيرة والأفكار التي ما أنزل الله بها من سلطان تحت شعار، كلما كنت مخبولا أكثر، ومتسخا وعصبيا، كلما كنت الأقرب الى الله، وكأن الله يستهويه ذلك الصنف من الفساد والفشل والضياع.

المنظمات الإرهابية في العالم العربي والإسلامي جعلت الناس يهربون الى دول يمارس فيها الإرهاب لكن بطريقة مختلفة، إرهاب حفظ القانون وكرامة الناس وإستمرار الحياة والإستقرار فيها، وهذا مطلب مهم لذلك لاتجد من يتهرب من ذلك الإرهاب إلا القلة بل، ويهرب إليه الناس من عالمنا المتخلف الخاوي. هنا تنهض دول لكنها مكروهة  يمارس فيها إرهاب الدولة لا على الطريقة الغربية وهذا هو الفرق فتجد الناس يهربون الى الغرب. إرهاب السلطة يتصف بالإيجابية في  دول الشرق الاوسط لأنه يبقيها مستقرة.

يمتدح العراقيون الدولة الإيرانية وينبهرون بها، ويفعلون مثل ذلك عندما يتحدثون عن تركيا، وربما بدرجة أقل عن مصر والسعودية الدولتين العربيتين اللتين تعيشان ظروفا أفضل برغم أن المصريين ينتظرون المساعدات في الغالب ليسيروا شؤونهم الخاصة ويعمروا، بينما يهاجر كثر من الناي بحثا عن فرص حياة أفضل.

الإرهاب الذي أعنيه هو الحكم بالقوة والسيطرة وترهيب الخارجين عن القانون وتوحيد الكلمة والحكم المركزي وبناء جيش قوي وجهاز مخابرات فعال ومؤسسة قضائية لاتخضع للسياسة، وأن يكون  المواطنون كلهم تحت الضغط القانوني لكي لاتسول لهم أنفسهم الخروج على الحكم والقانون، وأن لايكون من سلطة سوى للدولة ومؤسساتها، وأن تلغى كل المنظمات والمؤسسات خارج شرعية النظام. لابد من حكم مركزي فعال ولابأس أن تعطى بعض الصلاحيات للفروع في المدن والأقاليم التي يجب أن تستمر في الخضوع. يجب أن يكون إرهاب الدولة حاضرا وبقوة وأن يسحق أي إرهاب في مقابله سواء كان إرهاب المنظامت العنيفة والتكفيرية كالقاعدة وداعش، أو المنظمات التي تعمل تحت غطاء آخر.

وسوم: العدد 673