على هامش الاتفاق التركي - "الإسرائيلي" 2
1- يقول لك الكثيرون: ليس مطلوباً من تركيا أن تكون ملكية أكثر من الملك (عرباً وفلسطينيين)، وهذا صحيح، وأواقفهم. ونحن أيضاً لا ينبغي أن نكون ملكيين أكثر من الملك (الأتراك).
2- لماذا يفترض بنا كفلسطييين أن نشغل أنفسنا بالمبررات والمسوغات التركية بينما ننشغل عن الخطر الاستراتيجي لعودة العلاقات على القضية الفلسطينية؟ الحكومة التركية لم تقدم ربع ربع ما قدمه بعض الإخوة الفلسطينيين والعرب من مبررات وأعذار، وليست مكترثة لذلك. دعوا للإخوة الأتراك محاولات تبرير موقفهم، ودعونا نحن نتخذ "موقفنا".!!
3- الفهم لا يعني التفهم، ولا ينبغي للتفسير أن يتحول إلى تبرير، ولا يجوز للحرص على الأصدقاء أن يتحول إلى غطاء لهم.
4- نتعب أنفسنا بالبحث عن ضرورات الاتفاق من جهة وفوائده من جهة أخرى حتى نقنع أنفسنا أنه اتفاق الضرورة والمصلحة معاً، بينما جزء كبير من الشعب التركي لا يريده ويرفضه.
5- وقف الإغاثة الإنساني (İHH) الذي سيّر سفينة مافي مرمرة وارتقى من نشطائه 10 شهداء له موقف واضح ضد الاتفاق بسقف عال جداً، ويعترض على فكرة إلغاء الدعاوى المرفوعة في تركيا ضد قادة صهاينة (يفترض أن الاتفاق يشمل ذلك). !!!
6- ما يشمل قطاع غزة من الاتفاق مجرد "إجراءات" تهدف للتخفيف من الحصار، لكن التوصيف الأدق لها هو "تسهيل دخول مساعدات إنسانية"، ولا علاقة له من قريب أو بعيد بفكرة "كسر الحصار" التي يُروَّج لها.
7- اللجنة الدولية لكسر الحصار - بالمناسبة - أصدرت بياناً في هذا السياق. ترفض التطبيع، وتعتبر ما حصل دخول مساعدات تشكر تركيا عليها لكنها لا تعتبرها كسراً للحصار، بأبعاده السياسية والحقوقية ..الخ.
8- لم يقل أحد أن حرص تركيا على تضمين الاتفاق بنوداً تتعلق بغزة أمر هامشي أو لا تشكر عليه. المشكلة فقط في ثلاثة أمور: الأول إظهار الأمر على أنه كسر فعلي للحصار، والثاني إظهار الأمر وكأنه تضحية كبيرة، والثالث أن الاتفاق تم بموافقة ومباركة (وربما بمشاركة) حماس، وثلاثتها غير صحيحة.
9- ليس من باب الموضوعية ولا الروح العلمية مقارنة تركيا بالأنظمة العربية أو السلطة الفلسطينية. حصار البعض أو خيانته لا يبرر خطأ يرتكبه طرف آخر. لا أدري من أين جئنا بهذه "النظرية النسبية" في السياسة التي نريد أن نطبقها على كل قرار وموقف وحدث. هكذا، وفق هذه المقارنات، سيكفينا وجود طرف واحد متآمر وسيء وخائن في الكون ليبرر "لسائر" الأطراف الأخرى "كل" ما تريد فعله.!!
10- بنود الاتفاق - وفق الإعلام التركي - تتضمن عودة التعاون في المجال العسكري والتعاون الاستخباراتي و"التعاون في مكافحة الإرهاب" بين تركيا والكيان (الكل يعرف تعريف "الإرهاب" بالنسبة للصهاينة). هل هذا أيضاً لا خطر من ورائه ولا يستحق التنديد ولا القلق باعتبار أن "العلاقات بين تركيا والكيان ليست وليدة اليوم" ؟؟؟
وسوم: العدد 674