جواب دعاة التقسيم والطابور السابع
عبد الله المنصور الشافعي
وي كأن السوريين لم يكفهم ما بهم من تمزق وبلاء حتى يغير عليهم بعضهم ممن لا سبر له في السياسة فيزيد الطين بلة على بلته وهو يحسب أنه يحسن صنعا !!!؟
يا أيها الناس إن الغرب لم يبلغ ما بلغه إلا بالتزام الأخلاق والتعليمات الإسلامية ولم ندرد ما دركناه إلا بإعراضنا عنها, إنه خلق وتعاليم (ولا تقف ما ليس لك به علم) "نصف العلم لا أعلم" إنها تعاليم المشورة ووقوف كل امرئ عند علمه واختصاصه, في الغرب الطبيب لا يتكلم بحضرة الصيدلي بخصوص الدواء بل رأيت أحد أكبر أطباء الغرب والله وهو يسأل صيدلي بسن أحفاده عن دواء, هل تتخيل عندنا هذه المهانة ؟ سئل الإمام مالك عن حكم البسملة وهو النجم مالك فقال إنما يسأل عن كل علم أهله سلوا نافعا, وسئل رحمه الله عن أربعين مسألة فقال في ست وثلاثين منها لا أعلم, وقال له سائل أجابه بلا أعلم ما أقول لمن خلفي وبعثوني إليك ؟ فقال قل لهم مالك لا يعلم, وأخيرا فإن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري والذي قيل بأنه الذي عناه النبي (ص) بعالم المدينة سئل عن شيء فقال لا أعلم فقيل له إنه يقبح بمثلك وأنت ابن إماميّ هدى (الثاني أبو بكر وهو جده لأمه) أن تسأل عن الشيء من الدين -وليس في غيره- فتقول لا أعلمه, فقال رحمه الله وأقبح منه أن أتكلف ما لا أعلم.
فبعد أن أفسدت المعارضة -باجتهادها!- وضيعت الكثير من الفرص وورطت الثورة هاهم بعض المعارضين يدعون وبكل جراءة وجهالة إلى التقسيم تقسيم سوريا!!!؟ ثم لم يكتف هذا المرء حتى زعم على لسان أحد مشايخ دمشق (الرفاعي) أن التقسيم رأي أكثر المعارضة ولكنهم لا يجرؤون على البوح بذلك خشية التخوين !!!!؟؟؟؟
ورحم الله امرءا عرف حده فلزمه, فهل تخيل هذا المرء الخريطة الجغرافية-الديموغرافية لسوريا قبل أن يتحدث عن التقسيم ؟ وهل يتصور هذا المرء حقيقة السيطرة الاقتصادية العسكرية والفكرية الايرانية على النظام ومن ثم باطن المعركة ومحركها وغاياته منه ؟ وهل تأمل هذا المرء في خريطة التقسيم وكيف تكون وكيف ستكون حال السوريين القابعين تحت حكم ايران وأن حالهم سيكون أشد من حال أهل الأحواز بأضعاف وهل سيقسم هذا المرء دمشق لقسمين والاذقية وطرطوس وحمص وهل سيجعل الساحل برمته للنصيريين ومن سيضمن كف هجمات الثوار الغير قابلين بالتقسيم وهل يكفي السنة دولة واحدة ؟ أم لداعش دولتها وللسلفية دولة والإخوان والعلمانيين دول !؟ وهل أجرى هذا المرء استقصاء للرأي حر -وأنى له به- رأي سكان الأقاليم التي يرتئي تقسيمها وهل يقبل السني في قطاع غير السنة بذلك وهل يضمن له حقوقه وعدم ترحيله وابتزاز أمواله ؟ ... الخ وبعد كل هذا هل سأل هذا المرء نفسه قبل أن يتحدث على الملأ برأيه ويروج له على أنه رأي العامة هل سأل النظام عنه ومتى علم أو سمع من النظام عن التقسيم حرف !! وهل سيقبل مئتي ألف نصيري في دمشق -أو يزيد- بالرحيل عنها ؟ أم أنه سيعتبر دمشق عاصمة للنصيريين أم حمص ؟ أم ماذا يريد هذا المرء ؟ إنه بدعوته هذه لا يزيد على أن يقدم جزءا من الشام كهدية خالصة للظام ويدق في أرض الشام إسفينا للفتنة تسيطر عليه ايران بينما يحصر الصراع بين السنة أنفسهم ليتخلصوا من داعش وأخواتها وإي والله إن لها لأخوات يوشك أن يتبرجن ...
إنه لا مانع من المطالبة بقوات عربية تركية بل وحتى عالمية (القبعات الزرق) للفصل بين المتنازعين والطوائف في مواقع النزاع وتطمينهم والغرب, أما الدعوة إلى التقسيم والذي لا يخدم غير اسرائيل فكلا.
يا أيها الناس ابحثوا عن قصد سبيل وحسن حلول ولا تبحثوا عن حل ذل ضلول . وإنا لله وإنا إليه راجعون .