يهود يريدون تجريب أسلوب جديد مع أهل فلسطين لعلهم يحققون ما يحلمون به من أمن وسلام
تعليق صحفي
قدم رئيس وزراء يهود بنيامين نتانياهو في رسالة على موقع تسجيلات الفيديو "يوتيوب" أمس، اعتذارات عن رسالة سابقة له الى فلسطينيي الداخل، ودعاهم الى المشاركة "بكثافة" في المجتمع اليهودي. وأبدى نتنياهو اعتذاراته للرسالة التي وجهها يوم الانتخابات التشريعية الاخيرة في آذار 2015 حول "الناخبين العرب الذين يتوجهون بكثافة الى مراكز الاقتراع". وقال نتانياهو "كنت اقصد حزبا سياسيا محددا (اللائحة العربية الموحدة التي شكلتها الاحزاب العربية الإسرائيلية)، لكن عددا كبيرا من الاشخاص شعروا بالاستياء بشكل يمكن تفهمه".
وفي سياق ذي علاقة قال وزير جيش يهود افيغدور ليبرمان خلال فعالية "ساعة استجواب" التي شارك فيها يوم الاثنين، في القاعة الرئيسية للكنيست إن وزارته ستضع خطة "العصا والجزرة" للتعامل مع الفلسطينيين، "قريبا سننتهي من وضع خطة العصا والجزرة للتعامل مع السكان الفلسطينيين بهدف تشجيع المعتدلين منهم وبناء الجيرة الحسنة اضافة لوقف العمليات الارهابية" قال ليبرمان.
وفي ظل التقارب التركي مع كيان يهود، في خطوة إعادة تطبيع العلاقات مع اردوغان، وكذلك في ظلال زيارة ضابط الاستخبارات السعودي السابق أنور عشقي ووفده التطبيعية إلى كيان يهود، يمكن أن يلحظ المتابع أنّ توجها نحو الدبلوماسية والتحايل على الشعوب والحكام بات موجودا عند قادة يهود، ولعل ذلك يكون بعد الفشل الذي لمسه قادة يهود للنهج العسكري والأمني في السيطرة على الأوضاع داخليا أو إقليميا في ظل التهديد الآتي من ثورة الشام.
وكأن يهود يريدون أن يفتحوا خطا جديدا مع أهل فلسطين في الداخل المحتل أو في المناطق المحتلة التابعة للسلطة من خلال ما أسماه ليبرمان بسياسة العصا والجزرة، وبالتزامن مع مساعي التطبيع والتقارب مع الأنظمة العميلة، أملا منهم في أن يستقر لهم قرار ويتحقق لهم الأمن الذين يحلمون به في المنطقة.
وهذا ما يوجب على أهلنا في الداخل المحتل وفي مناطق السلطة المحتلة أن يعوا على المخطط الخبيث، الذي يسعى يهود لتمريره، فيهود يريدون لأهل فلسطين الاندماج في الحياة السياسية سواء في الداخل أو عند السلطة، حتى يتماهوا مع تفاصيل المشروع التطبيعي وتذوب الفوارق ويتلهى المسلمون بالمكتسبات والفتات عن أصل الصراع وأصل القضية!!
فحذار أيها المسلمون من الاستجابة لإغراءات يهود أو السلطة الهادفة إلى تضييع قضية فلسطين من خلال مشاريع وخطوات التعايش والاندماج مع مغتصبي الأرض ومنتهكي الأعراض ومدنسي المقدسات.
وسوم: العدد 680