هل هو استعداد لتطهير عرقي جديد للفلسطينيين؟
المضحك ان العالم تعامل مع شريط التطهير ألعرقي لرئيس حكومة إسرائيل كشريط سياسي، وأنا اقسم باللات والعزة انه شريط كوميدي ليثبت انه ليس ديماجوجيا من الصف الأول فقط، بل يصلح لأن يكون ممثلا هزليا بارعا، حتى أفضل من عادل إمام في مسرحيته الزعيم. فهو منافس كبير لعادل إمام، يضاف إلى انه زعيم سياسي أيضا.. وبذلك يتفوق عليه تمثيلا وهزلا ومنصبا.
لا يمكن التعامل مع شريطه عن التطهير ألاثني إلا من زاوية ساخرة، واعرف انه ديماجوج غير تقليدي، ربما تُدرس أساليبه الديماجوجية وفكره الديماجوجي في كليات العلوم السياسية، ليستفيد منها كل من يؤمن بسياسة الاحتلال وعودة عصر الاستعمار إلى ربوع عالمنا.
مثلا تعتبر سنة 1959 سنة تحرر إفريقيا من الاستعمار، حيث حصلت معظم الدول الإفريقية على استقلالها وطردت المستعمرين من ربوعها، بناء علية ، يجب اعتبار سنة 1959 كسنة وصل فيها التطهير العرقي إلى أقصى أشكاله الإجرامية بتطهير أفريقيا من المستعمرين البيض ،مثل البريطانيين والفرنسيين ..وبناء على ذلك يجب على بريطانيا وفرنسا مطالبة المحكمة الدولية بمحاكمة الشعوب الأفريقية وقادتها السياسيين على ارتكاب جريمة التطهير العرقي ضدهم في أفريقيا.. واعتبارهم مواصلي سياسة التطهير العرقي التي بدأها هتلر في أوروبا ضد اليهود والغجر والشيوعيين ولولا مليمتر تعويق لكان العرب أيضا حطبا لأفران هتلر الغازية، إذا ان مرتبتهم كانت قبل القرود.
أيضا من حق البيض العنصريين في جنوب إفريقيا، أصحاب نظام الأبرتهايد، مطالبة المحكمة الدولية بتجريم نلسون مانديلا بارتكاب التطهير العرقي لأنه اسقط حكمهم الاستبدادي المجرم ونقل السلطة لأيدي السود بعملية تطهير عرقي ضد المستوطنين البيض.
ربما هي نظرية تاريخية جديدة للسيد نتنياهو، باعتبار النضال ضد الاستعمار والاستيطان تطهيرا عرقيا. هذا ما حدث في الجزائر ، تطهير عرقي ضد المستعمر الفرنسي، وفي اليمن الجنوبية ، تطهير عرقي ضد المستعمر البريطاني، وفي سوريا ولبنان، تطهير عرقي ضد المستعمر الفرنسي، حتى مطالبة سوريا باستعادة لواء الإسكندرونه يحركه فكر التطهير العرقي ضد الأتراك.
ربما حتى حسب نظرية التاريخ لنتنياهو، مقاومة الدواعش في سوريا والعراق هو تطهير عرقي. ومطالبة سوريا باستعادة الجولان يقع في باب التطهير العرقي. ومطالبة الفلسطينيين بوقف الاستيطان واستقلال فلسطين هي جريمة تظهير عرقي كما أعلن ذلك بوضوح بيبي نتنياهو.
بناء على ما تقدم، إسرائيل أيضا ارتكبت سياسة تطهير عرقي، طبعا لا اقصد تشريد مليون مواطن فلسطيني من أراضيهم وأملاكهم وهدم 540 بلدة من بلداتهم وجمع مواطنين وقذفهم وراء حدود المناطق التي سيطرت عليها إسرائيل، بل اقصد ان طرد البريطانيين والتخلص من انتدابهم في فلسطين ، وإقامة الدولة اليهودية هو عملية تطهير عرقي ضد البريطانيين!!
والويل للفلسطينيين الذين يريدون تكرار الحقبة الأكثر سوادا في تاريخ التطهير العرقي بمطالبتهم بوقف الاستيطان وإعادة الأرض المحتلة بعد علم 1967 فقط إلى أصحابها ليتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولة فلسطين المستقلة على اقل من ربع مساحة فلسطين التاريخية... لا أرى ان نتياهو القي طرفة، بل انطلق من فكرة تعتمل في رأس اليمين المتطرف في إسرائيل، تطهير مناطق السلطة الفلسطينية وضمها إلى إسرائيل.. تحت ستار ان الفلسطينيين يخططون لعملية تطهير عرقي ضد المحتلين.
وسوم: العدد 685