الهدنة الأولى في فلسطين والهدن في سوريا والتشابه بينهما
أعزائي القراء.
الكثير من مؤامرات الغرب ضدنا مكررة بشكل او بآخر.. فليس هناك تطور في اُسلوب الموءامرات كل ما علينا ان ندرس التاريخ ونستنبط حلولاً على قياس الموءامرة ، بينما الغرب يضحك علينا وعلى غفلتنا.. وهي بالحقيقة ليست غفلة منا بقدر ماهي خيانات لحكومات عربية اوصلتنا الى ما هو عليه اليوم.
الكونت دي لافروف والكونت دي كيري يريدان اعادة مؤامرة الهدنة الاولى بين العرب واليهود في حرب فلسطين دون ادنى تعديل حيث كانت تلك الهدنة هي حبل النجاة التي أنقذت الكيان العنصري الإسرائيلي ومكنته من القسم الاعظم من فلسطين. فما ان إنتهت الهدنة الأولى ليجد العرب انفسهم أمام سلاح يهودي جديد وتكتيك جديد لتنتهي الهدنة الثانية بتأسيس الكيان العنصري الإسرائيلي.
إخواني..
لنقرأ تاريخ الهدنة الاولى في فلسطين لنجد ان ما طبق في عام 1948 هو نفسه المطروح حالياً.
لنقرأ معا الهدنة المؤامرة عام 1948 لنلاحظ التشابه مع هدنة 2015
- الهدنة الأولى في فلسطين والمفروضة على العرب :
إزاء الوضع الصعب للعصابات الصهيونية فقد استنجدت هذه العصابات بالولايات المتحدة الأمريكية التي سارعت إلى مجلس الأمن تقترح أن يقرر أن الحالة في فلسطين تهدد السلم، وذلك كمقدم لتدخل المجلس في النزاع ومنع القتال بالقوة وتطبيق العقوبات التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة ما لم يخضع العرب لقراراته.
وفي 22/5/1948 اتخذ مجلس الأمن قراراً وجه فيه النداء إلى المتحاربين بوقف القتال خلال ست وثلاثين ساعة من منتصف ليلة 22-23 أيار. ولكن الحكومات العربية رفضت الإستجابة لهذا النداء لأن الحرب في فلسطين ليست رسمية بين دولتين، فالعرب يقاتلون عصابات باغية فتكت بالآمنين وشردتهم، ولأن وقف قتالهم خطر على سلامة الجيوش وفسح للغدر اليهودي وإضرار بمركز فلسطين كوحدة سياسية وبمركز العرب الذين صرحوا مراراً بأنهم لايرون حلاً عادلاً لقضية فلسطين إلا بقيام دولة فلسطينية موحدة.
لكن مجلس الأمن عاد وكرر نداءه طالباً إقرار الهدنة. وفي هذه المرة رافق النداء ضغط على العرب لقبولها. فقد أعلن المندوب البريطاني في مجلس الأمن أن حكومة بلاده مستعدة لأن تعيد النظر في الإعانة التي تقدمها إلى حكومة شرق الأردن على ضوء القرارات التي تتخذها هيئة الأمم المتحدة، وأنه إذا قرر مجلس الأمن فرض حظر عام على إرسال الأسلحة إلى العرب واليهود فإن بريطانيا ستوقف إرسال الأسلحة إلى مصر والعراق والأردن رغم ما يربطها بهذه البلاد من معاهدات في هذا الشأن ستضرب بها عرض الحائط.
وتقدمت بريطانيا إلى مجلس الأمن بمشروع يدعو الطرفين إلى وقف القتال مدة أربعة أسابيع مع التعهد بعدم إرسال محاربين ومواد حربية إلى فلسطين ففي أثناء هذه المدة وتطبيق العقوبات المدنية والعسكرية على من يخالف الأمر.
وفي 29/5/1948 أقر مجلس الأمن الإقتراحات البريطانية بقراره رقم 50 في الجلسة رقم 310 التي صوت فيها على المشروع جزءاً جزءاً لا عليه برمته.
وفي هذه الأثناء كانت الأمم المتحدة قد توصلت إلى الاتفاق على شخص وسيط دولي فوضته أن يتصل ـ بمجرد وقف القتال لجميع الأطراف للوصول إلى حل عادل لقضية فلسطين وخولته حق تحديد وقف إطلاق النار. وكان هذا الوسيط الكونت السويدي فولك برنادوت الذي سمي رسمياً للمهمة بتاريخ 20/5/1948.( ايضا انظروا التشابه في أداء الوسيط مع نظيره دي ميستورا )
قبلت اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية طلب مجلس الأمن في 2/6/1948. وقد جاء في ردها على المجلس مايلي: إن تلبية الدول العربية لدعوة مجلس الأمن إلى وقف القتال أربعة أسابيع مع إخفاق جميع المحاولات ((لأكبر دليل على صادق رغبتها في التعاون مع الأمم المتحدة للوصول إلى هذا الحل على الرغم من تمكن جيوشها من ناصية الأمر
طيبة قلب عربية! ! )
وقبل الإسرائيليون كذلك الهدنة ولكنهم قرنوا القبول بزعمهم أن قيام دولتهم أصبح أمراً مفروغاً منه.
وفي 7/6/1948 وجه الكونت برنادوت إلى الفريقين المتنازعين مذكرة بشروطه وتفسيراته معيناً الساعة السادسة من صباح الجمعة 11/6/1948 موعداً لوقف النار أربعة أسابيع بإشرافه وإشراف مساعديه. وأوقف القتال في الموعد المحدد فعلاً وكان وقفه كارثة على العرب فقد انسحب البريطانيون من ميناء حيفا خلال فترة الهدنة (مع أن الحكومة البريطانية كانت قد أعلنت قبل الهدنة أن انسحابها النهائي من ذلك الميناء لن يكون قبل شهر آب) فأتاحوا للإسرائيليين فرصة استخدام هذا الميناء لأغراضهم الحربية . كما استطاع الإسرائيليون جلب كميات كبيرة من السلاح بأنواعه المختلفة وتمكنوا من تموين مستعمراتهم المعزولة معاونة لها على احتمال المقاومة لفترة أطول، وقاموا بتصفية المقاومة العربية الكائنة ضمن مناطقهم فضمنوا سلامة خطوط مواصلاتهم.
وفي 27/6/1948 أرسل الوسيط الدولي إلى الحكومات العربية و(إسرائيل) مذكرة ضمنها المقترحات التي رأى أنها تصلح أساساً لتسوية سلمية وتتلخص بمايلي:
1) تأليف اتحاد في فلسطين يضم دولتين مستقلتين إحداهما عربية تشمل شرقي الأردن وتدخل فيها منطقة النقب بما فيه مدينتا المجدل والفالوجة ومنطقة اللد والرملة. والثانية يهودية تدخل فيها منطقة الجليل الغربي. وتعين حدود الدولتين بمساعدة الوسيط.
2) تضم مدينة القدس إلى الأراضي العربية على أن تمنح الطائفة اليهودية فيها استقلالاً ذاتياً.
3) يبحث في مركز يافا وتسوى قضيته على حدة.
4) لسكان فلسطين الذين غادروها بسبب الظروف المترتبة على النزاع القائم الحق في العودة إلى بلادهم دون قيد، واسترجاع ممتلكاتهم.(لم تطبق)
5) تكون الهجرة إلى إقليم دولتي الاتحاد في السنتين الأوليين من اختصاص كل دولة حسب قدرتها على الاستيعاب، ويكون من حق كل من دولتي الاتحاد أن تطلب إلى مجلس الاتحاد إعادة النظر في سياسة الهجرة التي تسير عليها الدولة الأخرى. فإن عجز المجلس عن الوصول إلى قرار في هذه المسألة وجبت إحالتها على المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة ويكون قراره ملزماً ونهائياً.
بيد أن العرب واليهود رفضوا مقترحات الوسيط كل لأسبابه.
أمام رفض الطرفين لمقترحاته طلب الكونت برنادوت مد فترة الهدنة ( وهذا ما سيحصل مع دي مبستورا ايضا ) . ولكن اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية رفضت ذلك لأنه ـ كما جاء في مذكرتها إلى الوسيط الدولي ومجلس الأمن ليلة 9-10/7/1948 .
لقد تم تمرير اللعبة على العرب واصبنا ببالغ الضرر بعد أن منحنا خصمنا الفرصة الكاملة لتقوية جنوده وتنظيمهم ليواصل تحديثه الدموي للشعوب العربية. ولقد أثبتت لنا تجاربنا الأخيرة أنه حينما كانت سيول المهاجرين تتدفق على فلسطين خلال الهدنة بصورة واسعة لم يسبق لها مثيل كان اللاجئون العرب يخرجون جماعات من فلسطين هاربين من اضطهاد الإرهاب اليهودي وتعسف السلطات اليهودية.
وفي 9/7/1948 استؤنف القتال على كافة الجبهات ولكن الرياح لم تجر هذه المرة بما اشتهت السفن العربية لما قدمنا من استعداد الإسرائيليين الملحوظ للمعركة على عكس العرب. وهكذا انسحبت القوات الأردنية من اللد والرملة فاحتلهما الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي سهل لهم الاستيلاء على مناطق أخرى وأتاح أن يركزوا حملتهم على القوات المصرية يقصد إجلائها عن النقب، وعلى القوات السورية واللبنانية بقصد ردها عن المواقع التي تقدمت إليها داخل فلسطين.
وقد رأى الوسيط الدولي، بعدما رفض العرب طلبه بمد الهدنة، أن يلجأ إلى مجلس الأمن ليأمر بوقف إطلاق النار ولو بالقوة إذا رفض الفريقان ذلك. وانتصرت لهذا الرأي كل من الولايات المتحدة وبريطانيا. وفعلاً أصدر مجلس الأمن قراراً في 15/7/1948 برقم 54 يقضي باعتبار الحالة تهديداً للسلم وأمر الفريقين بالكف عن أي عمل عسكري ووقف إطلاق النار في الموعد الذي يحدده الوسيط الدولي.
وأمام هذا الواقع قبلت اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية قرار مجلس الأمن مسجلة رأيها في مذكرة وجهتها إليه بتاريخ 19/7/1948 وجاء فيها أن الحكومات العربية ((لاترى تعليلاً لموقف مجلس الأمن إلا رغبة بعض الدول الكبرى في تمكين اليهود من فلسطين على حساب العرب والإنسانية تحقيقاً لمآربها الخاصة)).
اخواني الاعزاء ..
اكتفي بهذا القدر من تاريخ مؤامرة جديدة علينا شبيهة تماماً بل هي لصيقة بمؤامرة 1948.. فمرت المؤامرة وبكت الشعوب على خنوعها لحكامها من جهة وخنوعها لإرادة الدول الكبرى فمرت المؤامرة والتي مازالت مستمرة حتى اليوم.
ايها الشعب السوري البطل ..
لنقف جدارا صلبا امام مؤامرة الهدنه واثبتوا له ان عهد الخداع والضغوط ولى الى غير رجعة ... فاحفاد الأمويين قرروا اليوم أن ينتصروا..
إتحدوا...تنتصروا...
وسوم: العدد 686