شموس غابت

عندما تتعدد الشموس فى سماء الفن والتطريب ويكون إحداها أكثر توهجاً نجد أن الاخريات تتضاءل نوراً رغم إشعاعها وتنحجب بفعل الشمس الأكثر توهجاً’ هذا بالضبط ما حدث مع العندليب الأسمر زيدان إبراهيم حيث ظهر فى فترة كانت سماء السودان تعج بالأقمار والشموس فليس من السهل أن تتوهج فى وجود عمالقة كمحمد وردى وابراهيم عوض .

زيدان ابراهيم يمتلك خامة صوتية فريدة وقد قدم اغنيات يقول عنها أصحاب النقد الفنى أنها كلها ناجحة فزيدان ابراهيم استطاع أن يقدم ( كاسيت) كل اغنياته وجدت رواجاً منقطع النظير واستطاع زيدان أن يحتل مرتبة مرموقة وسط الشعب السودانى واستطاع أن يشكل ثلاثى ناجح جداً مع التجانى حاج موسى وعمر الشاعر .

ربما لم يتغن زيدان للوطن ولكنه أثرى العاطفة والشجن باغنيات راسخة هى سلوى لكل العشاق والمتيمين (يا المخلوق بلون الطيف ..أوصف فيك أوصف كيف ..يا الحيرت أوصافى .. يا السر العميق خافى ..أبلغ من وصف شاعر.. عشان تتخت فى قوافى .. منك تبتدى الريدة وبعدك ريدة جد مافى..)

وهى ملاذ للمحرومين من الوصال ( ياما بقيت حيران ..وياما فشل ظنى .. كل الحصل ما منى ..)

واولئك المكتوين بنار الهجر ( باب الريدة وانسد .. اقول يا ربى ايه جد.. مهما اجرب النسيان ..الاقى الشوق يمتد ..واصبر قلبى على الهجران .. يثور ماضينا ويتحد )

زيدان اطرب اسماعنا ووجداننا طويلاً فلنترحم عليه فى يوم ذكرى وفاته الا رحمه الله رحمة واسعة.

وسوم: العدد 688