ولادة منتدى المنارة للثقافة والإبداع بلقاء تربوي في مدينة نابلس
ولادة منتدى المنارة للثقافة والإبداع
بلقاء تربوي في مدينة نابلس
فراس حج محمد /فلسطين
احتضن مسرح مركز الطفل الثقافي في مدينة نابلس باكورة نشاطات منتدى الثقافة والإبداع الذي أعلن عن تشكيله اليوم في المدينة، والذي يضم في هيئته التأسيسية كل من الدكتورة لينا الشخشير وفراس حج محمد ومفلح أسعد وحبيب شريدة وأماني النوري، وبينت الدكتورة الشخشير أهمية تأسيس هذا المنتدى الذي سيرعى النشاطات الثقافية في المحافظة، لما لمدينة نابلس من تاريخ عريق في العلم والأدب؛ إذ كانت تسمى "عشّ العلماء".
وبعد ذلك انطلق اللقاء الأول بباكورة نشاطاته الثقافية بثلاث محاضرة أدبية – تربوية جاءت تحت عنوان "حضور الأدب الفلسطيني في المقررات الدراسية"، وتناول المختصون جوانب محددة ضمن هذا العنوان العريض؛ فجاءت محاضرة أ.د صلاح ياسين الذي كان يشغل منصب مدير عام المناهج الفلسطينة في المرحلة الأولى من إعداد المنهاج الفلسطيني الخاص بالسلطة الوطنية الفلسطينية الصعوبات والعراقيل التي واجهت مركز المناهج في مرحلته الأولى، وخاصة فيما يتعلق بالممول الأجنبي واعتراضات الإسرائيليين على كثير من القضايا، والتدخلات الأمريكية واستغلال المناهج الفلسطينية في الحملات الانتخابية الأمريكية، وقد عبر عن ذلك أ. د ياسين بالحرب العالمية الخفية، وقد بدا ياسين نبعا متدفقا يحمل من التجارب والمواقف الكثير الكثير فيما يتعلق بهذا الجانب.
وأما أ.د محمد جواد النوري الذي شغل نائب رئيس الفريق الوطني لمنهاج اللغة العربية، وصاحب بصمة مميزة في المقررات الدراسية في اللغة العربية، بين بالإحصائيات تلك النصوص وحجمها بالنسبة للنصوص العربية والعالمية في تلك المقررات في طبعاتها الأولى قبل أن تطالها يد التغيير والتبديل لتتراجع النصوص الفلسطينية كما في المقررات الحالية لصالح النصوص العربية.
وأما د. سامي الكيلاني المحاضر في كلية العلوم التربوية في جامعة النجاح الوطنية، وصاحب مؤلفات شعرية وقصصية فقد بين النظرة التربوية والإبداعية في استخدام الأدب عموما ونصوص الأدب الفلسطيني خصوصا، التي كانت تؤدي مهمتين جليلتين في آن واحد، الأولى في تجسيد واقع القضية الفلسطينية سياسيا لما تدور حوله هذه النصوص من مفردات وتراكيب، والثانية في صقل مواهب الطالب الإبداعية، مشيرا إلى أهمية الأدب وتحليل النصوص تحليلا أدبيا يكشف عن كينونتها الفنية بعيدا عن الغوص في تفصيلات القواعد النحوية واللغوية على حساب مناقشة النص، إذ يصبح النص الإبداعي وقيمه الفنية هامشيا بين يدي كثير من المعلمين.
وأثرت مداخلات الحضور من نقاد وشعراء وأكاديميين ومهتمين الموضوع، مستوضحين حول جوانب تخص توظيف الأدب الفلسطيني في المقررات الفلسطينية، وأن هذا لا يقتصر على نصوص أدبية كتبها فلسطينيون بل أيضا يجب أن تشمل ما كتب عن الفلسطينيين أو ما كتبه الفلسطينيون من دراسات ونقد كما لفتت مداخلة أخرى سيطرة حضور أسماء معينة في المقررات، ما يجعل شبهة الهوى حاضرة في اختيار النصوص، وأشارت بعض المداخلات إلى أهمية أسلوب التدريس الذي يعطي هذه النصوص حقها في التحليل ما يؤدي إلى إيجاد شخصيات علمية مفكرة وليس حافظة فقط.