معركة تحرير الموصل
تنويه...
(ان اي تشابه اوتطابق بين كلمات الكاتب وشخصيات برلمانية في العراق ليس له علاقة بالعراق او البرلمان او بالواقع وقد يكون محض صدفة لااكثر او قد تكون هذه الاعراض الجانبية للتكنوقراط لذلك اقتضى التنويه)
من عجائب وغرائب البرلمان العراقي هو ترتيبه الذي يتصدر ذيل قوائم الحكومات بالفساد الذي يتغلغل في كافة شرايين ومفاصل الدولة وهو يشبه إلى حد كبير لعبة المتاهة المتقاطعة حيث تختلط كل الأشياء بكل الأشياء في بوتقة الطائفية والمحسوبية ومن المستحيل أن تعرف من مع من ومن ضد من وكيف ومتى ولماذا وأين وكل كيفيات اللغة العربية واخواتها كل يوم وجوه جديدة لاتوحي لا من قريب ولا من بعيد بأي شكل من أشكال السياسة. .برلمان يعج بالغموض واللا شفافية شذر ومذر من التصريحات الشخصية والعداء
الحزبي. .برلمان منقسم على ذاته في بلد مقسم جغرافيا وحزبيا. .بلد كل زقاق فيه له حزبه وميليشياته وان الأدهى والانكى في هذه المسرحية المزرية هو تشدق البرلمان بمحاربة داعش بثلاثة كابينات وزارية شاغرة وكون العراق يستعد لإخراج مسرحية الموصل بغياب وزارة الدفاع والداخلية والخارجية هو مؤشر واضح وصريح على الإفلاس الفكري والسياسي للبرلمان الذي يدار بدفة الفساد ناهيك عن مدى مصداقية برلمان يعشعش فيه الفساد عن إمكانية إجراء عمليات استجواب من جهات هي اصلا فاسدة تفوح منها العفونة الطائفية والمحسوبية
ولو افترضنا جدلا بانتصارات على داعش في معركة الموصل هل سيكون نصرا عسكريا فقط! ! والانتصار السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلى أين؟ كيف باستطاعة حكومة مثقلة بالفساد والطائفية. .حكومة غارقة في الديون أن تصمد أمام هكذا تحد كبير وتعيد البنى التحتية على أنقاض مدينة كبيرة كالموصل. .على افتراض أن معركة داعش ستكون حرب شوارع وعصابات والتي ستخلف بالتأكيد خرابا بنيويا على رأي بعض المتفائلين سوف لن يبقى عليها حجر على حجر ..هذه تساؤلات من رحم الواقع المرير فإن كنا نسمع كل يوم وعلى الملأ عن عجز في إنشاء مشاريع خدمية صغيرة كمستشفى أو ملعب أو مدرسة على خلفية صفقات فساد وعقود وهمية وسنوات من الهدر وو. .فما بالكم بتحرير مدينة كمدينة الموصل وكل مايتبعها من خصوصية وحساسية ونسيج اجتماعي خاص بتحفظاته العرقية المتنوعة. .مدينة متنازع عليها حتى قبل تحريرها. .ماهو البديل لما بعد داعش. .ملف الخدمات. ملف النازحين. .الملفات الصحية والتربوية وحقوق الأقليات كيف ستدب الحياة في مؤسسات عاجزة عن دفع مستحقات منتسبيها. .مدينة لم تنجو فيها حتى الآثار من يد الخراب مدينة فيها من العبوات الناسفة بعدد الأشجار والأزهار ..هل هي خطابات وكفى؟ ؟؟
أوراق التوت التي كانت تحجب الواقع الهش وراء الكواليس قد تساقطت ورائحة الفساد صارت تزكم الانوف والمشكلة برأيي ليست هي داعش بقدر ما هي الأسباب التي دفعت هكذا تنظيمات متطرفة كي تنمو وترعرع في بيئة خصبة نتجت عن فراغ سياسي وتهميش اقصائي لواحدة من ثاني كبريات المدن العراقية ذات فسيفساء اجتماعية معقدة نصف سكانها صاروا نازحين ونصف المتبقي انخرطوا تحت تهديد السيف إلى تنظيمات داعش رغما عن انوفهم ودخلت هذه الأفكار المتطرفة إلى المناهج الدراسية وبدأت داعش تؤسس للجيل الثاني من الأطفال والفتيان الذين انتهلوا وشربوا من هذا التيار التكفيري ومارسوا على أرض الواقع عمليات قتل كثيرة ..هنا نتوقف قليلا. . من سيعيد تأهيل هؤلاء الأطفال الضحايا الذين تبرمجوا على أن يصيروا وحوش بشرية
كفى يابرلمان..ياحكومة.. ارحمونا يرحمكم الله لقد نهبتم مانهبتم من البلد الايستحق البلد ثلث مانهبتموه.. الى متى سيبقى البلد غارقا في سبات وشخير عام متى سينتفض الشارع في وجه حيتان الفساد..من سيعيد هيبة العراق العظيم الذي صار ساحة هرج ومرج لكل الطامعين.. من الشمال توغلت تركيا ..ومن الجنوب تتوغل ايران ..ومن الوسط تتغلغل داعش
متى ستكف الحكومة عن مخاطبة محتليها برسائل الحب وبخطابات عاطفية خجولة..اين حزمك يابلاد الرافدين
الله يرحمك يااللي ببالي...لاتفهمونا غلط!! اني اقصد العراق
وسوم: العدد 690