فيليب الثاني أمير داعش الإسباني
( داعش ) أكبر كارثة وجودية على العرب، والإسلام والمسلمين، قبل الغرب. ففي عصرنا الحديث منظمات ودول ارتكبت فظائع أبشع داعشيّةً من " دولة " داعش السوداء .
فهناك همجية منظمة كوكلاكس كلان الأمريكية ومحارقها ضد الزنوج، والمحارق النازية ضد اليهود الأبرياء، وفظائع العصابات الصهيونية : أراغون وشتيرن وكاخ ...
في الغرب ( أحياناً ) جرثومة جرائم جينية، ( جينوم ) كالأم الأُسترالية التي قتلت أبناءها الثمانية طعناً بالسكين. والفرنسية التي وأدت أطفالها السبعة منذ أربع سنوات، وبينهم رُضّع ، ثم دفنتهم في حديقة المنزل. وقبلهما( 1995 ) فجّر الأمريكي ( تيموثي مَكْ فاي) شاحنة في مبنى الاتحاد الفدرالي في مدينة أُكلاهوما، فقتل 168 شخصاً وأصاب 600 آخرين، وفجأة اتّهم الإعلام المتصهين العربَ والمسلمين بهذه الجريمة .
وهناك طلاب يقتلون زملاءهم أو أساتذتهم بالرشاشات في المدارس الأمريكية. والقائمة تطول. وأستطيع أن أقول : إن جرثومة الإرهاب الأوروربي والأمريكي غزت جهاز المناعة البشري منذ قرون. وما التعصب والإرهاب لدى المتطرفين المسلمين إلا ثمرة رد فعل على محاربة هذه الجرثومة، طبعاً إلى جانب التحريف ، والتزييف، والجهل بحقائق الشريعة الإسلامية ومقاصدها الإنسانية الحضارية النبيلة، كأي دين سماوي قبل تلوثه بالصراعات المذهبية والطائفية والحروب الدينية.... وربما هناك العوامل الخفية التي لا يعلمها إلا دهاقنة الدهاليز السرية التي تتحكّم بالعالم .
طبعاً، مجازر إرهابيِّي الغرب ، على مستوى الفرد والمنظمات والدول، لا تسوِّغ مجازر داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية المتاجرة بالإسلام . فالمجرم لا دين له، ولا مذهب، ولا طائفة، ولاقومية، ولا نزعة إنسانية ...إنه مجرم وكفى . وإليكم مثالاً :
يروي التاريخ مجازرالإبادة الجماعية التي ارتكبها الملك الإسباني فيليب الثاني بحق المسلمين العرب ، والمسلمين الإسبان (وهم المواركة أو المورسكِيُّون ) وبخاصة بعد قمع الثورات التي قاموا بها كرد فعل على الوحشية الإسبانية العنصرية والدينية، التي كانت تتم بمباركة الكنيسة الكاثوليكية ومحاكم التفتيش؛ المؤسسة الدينية الإرهابية التي استمرت حتى نهاية القرن 18. ولم يسلم منها فلاسفة وعلماء الغرب النهضَويّون .
حكم فيليب الثاني من 1556 حتى 1598. وكلّف قائده القشتالي بذبح النساء والأطفال في شوارع غرناطة وأمام أهلهم، وأمر بقطع الأشجار،( كقطع أشجار الزيتون في فلسطين ) وحرقِ الأراضي لتهجير سكانها، وحرق أغصان الأشجار أمام فتحات الكهوف التي فرّ إليها الأندلسيون ليخنقهم أحياء بداخلها . أما من استطاع الخروج الكهف فلاحقتهم فرق قطع الرؤوس ( على الطريقة الداعشية ) !
وأصدر فيليب الثاني( الداعشي) الإسباني مرسوماً بنزع الأطفال ممن هم دون العاشرة من أحضان أمهاتهم لتتدبّر الكنيسة تنصيرهم. وأمر بمنع التحدث أو الكتابة باللغة العربية،( تذكّروا مصطفى كمال أتاتورك والحركة الطورانية ودور يهود الدولمة)، كذلك أمر بترك الأبواب مفتوحة في شهر رمضان والأعياد لتراقب محاكم التفتيش من يمارس الشعائر الإسلامية !
وكانت الملكة المتعصبة إيزابيللا زوجة فرناندو قد أصدرت مرسوما شهيراً يقضي بتخيير الأندلسيين بالتنصير أو الرحيل من إسبانيا بما عليهم . وكان القساوسة الكاثوليكيون يقولون للمسلم من المواركة : جدُّك كان نصرانياً وأسلم، والآن عليك العودة إلى نصرانيتك . وكان عقاب الرفض النفي أو القتل !
أليس هذا ما فعلته حرفياً دولة داعش بالعراقيين المسيحيين والأيزيديين لإجبارهم على اعتناق الإسلام أو دفع الجزية، أوالخروج إلى المنفى بملابسهم دون متاع أو حلي... وإلا فالقتل؟!
ما بين فيليب الثاني الأمير الداعشي الإسباني، والبغداي خليفة المسلمين الشيطاني، يضحك إبليس ساخراً من التاريخ الإنساني !؟
وسوم: العدد 709