وفد المعارضة وحي السليمانية بحلب
كنت في المرحلة الاعدادية وحظيت بشرف التتلمذ على يد الشيخ الشهيد محمد خير زيتوني الذي اعدم كعشرات الآلاف من خيرة ابناء سوريا في سجن تدمر وسجون النظام على كامل التراب السوري
عام 1977 مررنا بحي السليمانية الذي يقطن غالبيته اخوتنا المسيحيين في سوريا
ووجدنا خلال مرورنا التبرج والتكشف من النساء المسيحيات ومن تدعي التحرر من المسلمات
وباعتبارنا كنا طلاب مساجد ويقطن اغلبنا في مناطق يغلب عليها الالتزام بالمظهر الاسلامي وجدنا الامر غريبا علينا
فقلت للشيخ الحمد لله اننا خلقنا في بيئة ملتزمة بالدين
فكيف يستطيع اهلنا الملتزمين التعايش والسكن في هذه المناطق
فقال الشيخ رحمه الله تعالى
عندما يسكن المسلم الملتزم هذه الاحياء في اول يوم تراه يستنكر مايراه بشدة . ثم بعد ايام او اسابيع يخف استنكاره ويتضائل الى ان يتلاشى هذا الاستنكار ويبدوا له الامر طبيعيا خلال أشهر قليلة
فهل تغير الشارع ام ان الساكن الجديد قد تغير ..؟؟
طبعا الجواب معروف ان الساكن الجديد هو من تغير وتأقلم مع الوضع الجديد
واني ارى ان وفد التفاوض في معارضتنا قد بدأ يتغير يوما بعد يوم وأخشى ان يتأقلم مع وفد النظام ويقدم التنازلات يوما بعد يوم ليصبح ناطقا بما يريده النظام والرعاة والساسة
النظام لم ولن يتغير او يتلون
بل وفد معارضتنا هو من يتغير
اخوتنا في التفاوض بلدنا امانة في رقابكم وشعبنا يتطلع اليكم في تخليصه من هذا النظام المجرم
فلا تتنازلوا ولا تبدلوا ولا تغيروا مواقفكم الثابتة من ثورتنا بازاحة النظام وكل اركانه من حكم بلادنا
نحن نعلم حجم المؤامرة على ثورتنا وحجم الضغوطات التي تمارس عليكم من الصديق قبل العدو
فلا تضعفوا امام التهديدات ولا تركنوا للضغوطات ولا تفرحوا بالوعود الجوفاء
دماء شهدائنا امانة في رقابكم ووطننا بأكمله امانة في ايديكم فاتقوا الله في انفسكم وشعبكم
و نحن ندعوا لكم بالثبات والتمكين والتعامل مع الخصم بكل مسؤولية وحكمة وقوة للحق الذي تمثلونه
وسوم: العدد 709