المؤتمرات الفلسطينية ينابيع تتدفق نحو التحرير والعودة...!!

لقد احتضنت برلين يوم الأحد 19/02/2017  المؤتمر السنوي  للتجمع الفلسطيني ألمانيا... إنه مؤتمر فني وسياسي وثقافي حاشد .. أقامه التجمع الفلسطيني  ألمانيا في برلين .. بمشاركة شخصيات سياسية وإعلامية وأكاديمية .. ونشطاء حقوقيين  .. وعدد ٍمن رجالات العمل الوطني الفلسطيني في برلين .. وبحضور جمع غفير من أبناء الجالية العربية والفلسطينية من مختلف المدن الألمانية ...!!

وشاهدنا أبنائنا وبناتنا..  أخواتنا وأمهاتنا .. وها هم شباب فلسطين من كل الفئات والأعمار..  ومعهم كل المخلصين من أبناء شعبنا لإيصال صوت فلسطين الجماهيري المخلص الذي يأبى الهوان والذل.. رغم ما نتعرض له هذه الأيام من اللوبي الصهيوني من هجوم شرس.. كما حصل مؤخراً في مدينة إسن الألمانية .. في محاولة بائسة من اللوبي لإفساد مؤتمرات فلسطين .. وإن دل هذا على شيئ فإنما يدل على أننا نحرج الإحتلال بتحركاتنا ونصل إلى قلوب العالم ونحن نفضح سياسة هذا الكيان الغاصب.. الذي لولا هذه السياسات الموجودة لما بقي نتنياهو لغاية اللحظة يحتسي القهوة في تل أبيب...!!

إنهم يريدون مصادرة ثقافتنا ويريدون تزوير التاريخ ويكممون أفواهنا .. فهي معركة وجود ويزيد عن ذلك.. فحتى الفلافل والحمص ومناقيش الزيت والزعتر والتطريز الفلاحي ..،أصبح لهم وملكهم ومن إختراعاتهم وذلك حسب اداعائهم...!!

فهو يوم  ليس كبقية الأيام في برلين .. فقد كان في المدينة صوت فلسطين الحر.. صوت أحرار الأمة.. حيث تقاطرت الجموع إلى أضخم قاعات برلين "غلوريا"..،ليحيون مؤتمرهم السنوي . بعنوان " فلسطين .. إرادة تنتصر .. وروح تزهر " .. وبحضور ثلة من الضيوف الكرام...!!

وقال رئيس التجمع الفلسطيني في ألمانيا الدكتور سهيل أبو شمالة سنواصل تأدية الواجب  تجاه  قضايانا العادلة.. حيث  البدء كشريك مؤسس لمؤتمر فلسطينيي أوروبا  وهي المظلة الجامعة للفعاليات الفلسطينية في أوروبا .. موسم أنشطة التضامن مع شعبنا الفلسطيني لعام 2017 .. ويأتي هذا المؤتمر ضمن ما يسمي مواسم فلسطينية في هذا العام .. وهذا شهر شباط فبراير موسم حصار غزة وهناك أيضا مواسم أخري مثل موسم الأسرى وموسم القدس...ومرور 100 عام  على إعلان وعد بلفور المشؤوم،.. ومرور عشرة أعوام على حصار قطاع غزة .. وخمسون عاماً على احتلال القدس وبقية الأراضي الفلسطينية .. وطالب الدكتور أبو شمالة الحكومة  الألمانية  أن تعمل على رفع الحصار المفروض على قطاع غزة ..!!

أما ممثل التجمع الفلسطيني في ألمانيا بالعاصمة برلين المهندس تيسير الخلف،.. فقد رحب بدوره بضيوف المؤتمر وبالمشاركين .. وأكد على أهمية  دور فلسطينيي الشتات 

 في الحفاظ على الهوية الفلسطينية واستمرار العمل من أجل دعم صمود الشعب الفلسطيني في الداخل .. وترحم على الإخوة الذي ارتقوا وكان لهم مساهمة ودورا في دعم العمل الوطني الفلسطيني في برلين .. المهندس  وليد أبو الشوارب والمهندس عمر الحلبي....!! 

كما وتحدث السيد ماجد الزير رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا ورئيس مركز العودة الفلسطيني مفصلاً عن مكامن وعناصر قوة قضيتنا وأن قضيتنا ستبقى فينا حية نورثها للأحفاد حتى التحرير والعودة.. وأن دور فلسطينيي الشتات هو دور محوري وأساسي ومؤثر في المسيرة النضالية .. ومن هنا ضرورة تجميع الجهود مؤكدا على ضرورة إنجاز المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج  في اسطنبول ..!!

واعتلى  الدكتور عبد الفتاح مورو  نائب رئيس البرلمان التونسي مقبلاً علم فلسطين  .. وتأدية التحية للعلم .. وخاطب الحضور بكلمات جعلتهم يحيونه عليها وقوفاً لما كان لها وقعاً على النفوس .. وهو  يؤكد على أن فلسطين تسكن  القلوب والوجدان .. ورفع الظلم عنها واجب إنساني .. وثمن استمرار مؤتمرات الفلسطينين لأهميتها في عملية نيل الحقوق...!!

وأردفت الإعلامية من قناة الجزيرة  غادة عويس قائلة .. لولا التأثير الإيجابي لهذه المؤتمرات .. لما تمت محاربتها من أعداء فلسطين .. وهم يتآمرون عليها ...!!

وتحدث الدكتور رامي عبدو رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان مسهباً عن مدى  اهمية هذه الفعاليات في الشتات وقيمتها في المسيرة النضالية...!!

وتحدث رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا الدكتور منذر رجب عن الأحوال الصحية البائسة والمعاناة الصحية التي يعاني شعبنا منها جراء الإحتلال والعدوان والحصار وأورد أرقاماً مرعبة عن احوال شعبنا الصحية  ...!!

وتحدث السيد أمين أبو راشد رئيس الشبكة الأوروبية لفلسطينيي سوريا عن دور المؤتمرات في تقوية الصف الفلسطيني لفلسطينيي أوروبا ..  ومن أجل إيصال صوت الفلسطينيين إلى كافة أصقاع العالم ..!!

وكانت هناك مساهمات فنية قدمها الفنان ابو خليل والفنان ماهر غنايمة والفنان المسرحي مصطفى ابو هنود وفرقة نبأ الإنشادية .. وفرقة الزهراوات..!!

إن المؤتمرات الفلسطينية باتت ضرورة حتمية ..ولا يحق لكائن بشري مخلص للإنسانية وللنضال الفلسطيني أن يقلل من شأنها ..  خاصة في الشتات .. ويرميها بصفات لا تليق بتضحيات شعب الشهداء.. فهي مؤتمرات  توعوية استنهاضية .. ترفد نضال شعبنا بكل ما أمكن لتعزيز صمودهم ...!!

ومؤتمرات فلسطين هي مساهمة في صناعة المستقبل الفلسطيني.. وهي تشكل بذلك رافعة النضال الفلسطيني.. وتؤكد على الوحدة الوطنية والتمسك بالثوابت الفلسطينية وحقنا في عودتنا.. حيت صمود الأهل في فلسطين وفي مخيمات الشتات...!!

إن المؤتمرات الفلسطينية  تأتي للحاجة ولنؤكد فيها  على دور المرأة الفلسطينية الطليعي.. وهي تتحمل العبئ الأكبر في مسيرة الكفاح والصمود في وجه أدوات الإحتلال القمعية وبطشه وعدوانه ضد أهلنا...!!

مؤتمراتنا  الفلسطينية .. هي المشاريع  الوطنية الفلسطينية التي تتحقق فيها بكل ابعادها .. حيث نرى كل مكونات الشعب الفلسطيني وشرائحه حاضرة تعبر عن المها وعن ضياع حقوقها وعن صمودها وتمسكها بحقوقها .. متجاوزة كل العوائق والعقبات التي تحاك ضدها ..!!

هي مؤتمرات تجمع الأم والجدة والأخت والزوجة والإبنة.. ليتم فيها وبها تجديدا للعهد مع الأرض ومع الأقصى والأسرى والجرحى والمفقودين.. ومع أهلنا في الشتات.. ومع أهلنا تحت الحصار وتحت الإحتلال.. وكذلك مع أهلنا في العمق الفلسطيني ...!!

مؤتمراتنا الفلسطينية .. هي مهمة  للمحافظة على الإرث وتوريثه للأحفاد .. وهي  لإحياء مناسبة للتأكيد على حق العودة.. والتزامنا بتحرير الارض المغتصبة.. وتكريساً لكفاح شعبنا بكل السبل والوسائل كنهج في التعامل مع الاحتلال...!!

مؤتمراتنا الفلسطينية هي لنتقل للعالم من خلالها عمق الجرح  الفلسطيني الذي مازال ينزف.. وأن فلسطين ما زالت تحت الإحتلال.. والقمع الإسرائيلي ما زال مستمراً..  واللاجئون ما زالوا في ديار الهجرة والتشرد ينتظرون يوم العودة.. والأقصى والقدس مازالت أسيرة تواجه أكبر المخاطر.. والإستيطان الصهيوني يتوسع ويتمدد كل يوم.. وجدار الفصل العنصري يشدد الخناق على مدننا وقرانا.. ليجعل من فلسطين أكبر سجن في العالم و ربما عبر التاريخ.. وقطاع غزة يحاصر منذ عشرة أعوام ...!!

تأتي مؤتمراتنا الفلسطينية هذه لكشف بشاعة آلة القمع والقتل الإسرائيلية في ظل العدوان و الإحتلال  المستمرة  في محاولات النيل الممنهج من شعبنا...!!

مؤتمراتنا الفلسطينية هي ليست تعبيراً عن انتماء إلى حركات و فصائل .. بقدر انتمائها  إلى الوطن الذي يتسع للجميع .. وهو أكبر من الجميع ... ومن هذا المنطلق يجب علينا ان نكون حريصين في تعاملنا مع الجهات المعادية لشعبنا وقضيته ومع من عشعشت في خلاياهم وأفكارهم وآدائهم وتصرفاتهم بذور جنون  العداء للمؤتمرات الفلسطينية .. ويداومون بجد واجتهاد على استمرارية زرع بذور الفتة في البيت والصف الواحد.. التي عليها يعتاشون.. ومن خلالها يسترزقون ...!!

إنه وفي هذا المقام .. فإننا نجدد الدعوة إلى الوحدة الوطنية الحقيقية كخيار وطني وأخلاقي وركيزة أولى على طريق تحرير الأرض والإنسان ...وكل أحرار الأمة يرتقبون تحقيقه ...كيف لا والقضية واحدة ... والعدو واحد... والمصير واحد ...!!

مؤتمراتنا الفلسطينية تأتي من أجل عدم طمس هوية شعبنا ... بعمقها العربي الفلسطيني الراسخ المؤصل منذ آلاف السنين ... ولنؤكد فيها على ضرورة رص الصفوف لأبناء أمتنا ... لأننا أصبحنا للتحرير أقرب ... وللإحتفال بالإستقلال الحقيقيي أقرب ...!!

إن مؤتمراتنا الفلسطينية هي لفضح  العنصرية  التي تتصاعد داخل دولة الإحتلال الإسرائيلي .. في محاولة لزيادة تهميشنا وسلخنا عن شعبنا وهويته الوطنية والقومية ...!!

إن مؤتمراتنا الفلسطينية  تأتي لتشيع الروح الوطنية بين أبناء شعبنا وتنميها ..!!

مؤتمراتنا الفلسطينية هي من أجل فلسطين  .. وهي تأدية واجب تجاه قضية مقدسة ..  وان كل لقاء وكل مؤتمر وكل مهرجان وكل حراك ونشاط .. يجمع الناس  بكل شرائحهم  على حب فلسطين ونصرتها.. ويرسل من خلال ذلك جرعات من الوعي والحض على التمسك بالحقوق والثوابت .. حتى بالكلمة والريشة والفن وكل الأدوات الممكنة والمتاحة .. ويرنو من خلال ذلك إلى الوصول لتحقيق أهداف شعبنا .. فهو ذو قيمة ومحل تقدير واحترام .. ونثمنه عالياً .. وهو فعل يصب في مصلحة قضيتنا ...!!

مؤتمراتنا الفلسطينية  تأتي لنبقى نؤكد على تذكير اللذين ما زالوا يتغنون بشعارات وتبريرات وتفسيرات وفتاوى لا تسمن ولا تغني من جوع ... لإقناع الأمة بالوهم والسراب ... ولنقول لهم : ليس الأوروبيون هم من يحتاجون التوعية والتثقيف عن قضيتنا وحقوقنا ... وإنما أبناؤنا وأحفادنا وبني جلدتنا ... الذين أضحوا جزءاً.  لا يتجزأ من أوروبا ... ولا يعلمون عن قضيتهم إلا القليل ... هؤلاء هم  رصيدنا الذي ينبغي التركيز عليه ... هؤلاء هم أوروبا المستقبل ... الذين سيحملون الراية ... والإهتمام بهم واحتضانهم هو فرض عين علينا جميعا ... لكي نضحد ونعري ادعاء من ضاعت بوصلتهم  وفقدوا جادة صوابهم... وحتى لاتصدق مقولة بنغريون أن " الصغار سوف ينسون والكبار سيموتون "

حضور الجماهير لمؤتمر التجمع الفلسطيني ألمانيا  بقوة  واضحة  للقاصي والداني في قاعات الغلوريا في برلين .. له مدلولاته وأبعاده.. وهو تأكيد من شعبنا أنه ما زال حياً يرسل رسائل التمسك بثوابته...!!

نجدد العهد بأننا عائدون..

نجدد العهد.. وفاء للأرض والشهداء والأسرى..

لأن العهد هو العهد والقسم هو القسم..

عاشت وحدتنا الوطنية درعاً قوياً في وجه العدوان الصهيوني..

ويا جبل ما يهزك ريح.

ينعقد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في مدينة إسطنبول  في 25-26 فبراير شباط من هذا العام تحت شعار "المشروع الوطني... طريق عودتنا" ..

وذلك إنطلاقاً من تلبية الحاجة الملحة في  تفعيل العمل الشعبي الفلسطيني بكافة أشكاله وأطره .. وقد  أصبح  مطلباً شعبياً ضرورياً .. فقد حرص المنظمون للمؤتمر ومنذ اليوم الأول للإعلان عن انطلاقته ..على مشاركة أكبر عدد ممكن من فلسطينيي الخارج .. لأخذ دورهم ومشاركتهم في صياغة القرارات الفلسطينية.. حيث إمكانية الفرصة التي تحقق ذلك في تركيا.. كخيار وإمكانية تتيح إنجازه لكثير من الإعتبارات والأسباب .. وقد رحبت تركيا بذلك مشكورة ...!!

من أبرز أهداف هذا المؤتمر.. هو هدف تحقيق وحدة الجهد الفلسطيني في الخارج .. ليعزز الإلتفاف حول حق العودة وتقرير المصير واستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية المسلوبة.. هو مؤتمر  شعبي خالص.. بعيداً عن الحزبية والفصائلية والحسابات الضيقة والمحاصصة .. وفي مرحلة تمر بها القضية الفلسطينية في مأزق وأزمات.. ووصلت إلى انسداد في الآفاق .. من خلال المفاوضات العبثية القائمة التي شكلت للإحتلال غطاءاً في الإستمرار بمشاريعه في قضم الأرض ومصادرتها وبناء المزيد من المستوطنات.. وفي ظل غياب مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية في الشتات .. وغياب تمثيل فلسطينيي الخارج ومصادرة دورهم وحقهم في المشاركة وتهميشهم...!!

في ظل هذه المعطيات وحسب ما هو متوقع .. وكما تعودنا عليه في الآونة الأخيرة من البعض .. يخرج علينا مجدداً من اعتادوا على مهاجمة الناس على نواياهم .. ويشككون بكل خطوة يقدم عليها فلسطينيي الشتات باتجاه الوطن .. ولا تخرج من تحت عباءتهم وهيمنتهم...!!

نحن نؤمن بالنقد الهادف البناء الذي يثري ويفتح آفاق جديدة.. ويوجد عصف ذهني يشكل رافعة للعمل .. نريد نقداً من أجل التطوير ومن أجل تعميق الحوار.. ومن أجل تلاقح الأفكار.. ومن أجل إيجاد الجوامع المشتركة على أكبر مساحة ممكنة تجمعنا ونلتقي عليها...!!

ولسنا مع  الدخول من باب النقد.. ليتحول إلى ردح وقدح وذم وتشهير.. ويتحول إلى تشكيك ومحاسبة على النوايا.. وإلى تحريض على الحراك الجماهيري وعلى المؤتمر.. ويتحول أيضاً إلى شتم وسب وكيل الإتهامات والتشويش والتشويهه .. والخروج عن حدود الأدب واللياقة في الطرح .. وتوجيه التهم بكل أنواعها .. لأن المؤتمر  لم يمر من تحت أيدي ووصايتهم..  كالقول بأن هذا المؤتمر يعزز الإنقسام .. وخارج عن الشرعية المتمثلة بمنظمة التحرير .. وقائمة الإتهامات هنا تطول وغدت واضحت تتكرر..  واستنفذت ولم تعد تنطلي على شعبنا.. وبهذا إساءة للنضال الفلسطيني...!!

ويذهب البعض في كيل الإتهامات للمؤتمر بعيداً جداً.. وكأن الناس الذاهبة الى المؤتمر  في اسطنبول قد هبطت على قضية فلسطين  بالبروشتات من السماء .. وهم حالة طارئة على القضية الفلسطينية .. ولا علاقة لهم بفلسطين .. وكأنهم لم يعانوا من ظلم الإحتلال ولم يعيشوا التشرد واللجوء .. ولم يقدموا الشهداء والجرحى والمعتقلين .. ولم تصادر لم أراضي ولم تهدم لهم بيوت .. وكأن فلسطين لهم وحدهم .. وهم الوكلاء إلى الأبد على القضية الفلسطينية .. إسمعوا يا هؤلاء نحن أم الصبي...!!

لا تريدوا أن ترحموا .. ولا تريدوا أن تنزل رحمة ربنا على عباده .. فلماذا تقفون حجر عثرة في  وجه كل  شكل من أشكال التواصل والتلاقي بين مكونات الشعب الفلسطينيي من مؤتمرات وغيرها .. بين من هم في الشتات من الفلسطينيين .. ومن هم في الداخل .. ومن هم في العمق الفلسطيني .. ومن هم في مخيمات اللجوء والعذابات .. ولا يمر من تحت أختامكم  ومن على مناضدكم ..؟!

لماذا تستهينون يدور فلسطينيي الشتات.. بل وتعملون على تحييدهم وتهميشهم وشطبهم من المعادلة في صناعة القرار الفلسطيني .. وهم  يشكلون ثلثي تعداد الشعب الفلسطيني .. وهم كنوز وطاقات وإمكانيات بشرية .. وهم يشكلون رافعة حقيقية لصمود أهلنا تحت الإحتلال .. ولتحقيق النصر والتحرير والعودة.. ولماذا لا يكون دورهم في المشاركة باتخاذ القرارات التي تخصهم .. بقدر حجمهم وقدراتهم وفعلهم.. ؟!

إن المخيم الفلسطيني في فلسطين وخارجها .. مازال هو عنوان اللجوء والتشرد لشعب فلسطين المكلوم .. الذي هجر من أرضه بقوة السلاح .. ليعيش البؤس في مخيمات التهجير القسري.. وهو عنوان القضية وعنوان حق العودة .. ونذكركم بأنه من مخيمات اللجوء قد انطلقت ثورتنا واشتعلت نيرانها.. وقدم شعبنا التضحيات الجسام من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين .. ومخيمات اللجوء هي التي شكلت وقوداً وحاضنة وسنداً لثورتنا .. ونشاهد اليوم كيف يتم سلوك نهج معيب تتعاطى به السلطة الفلسطينية وما تبقى من منظمة التحرير مع أهلنا في مخيماتهم.. منهم من لا يحصل على شربة المياه النقية .. ومنهم من يذهب ضحية تناثر أسلاك الكهرباء في الأزقة.. ومنهم من لا يحصل على قوت يومه .. ومنهم من لا يستطيع شراء حبة مسكن لآلامه .. ومنهم من يقضي نحبه اعدم تمكنه من تسديد ثمن العملية الجراحية والطبابة والتداوي .. ومنهم من هدم سكنه ولا يستطيع أن يستر نفسه وأسرته في مسكن يقيه حر الصيف وبرد الشتاء .. وما مخيم نهر البارد عن ذلك ببعيد.. بينما أبناء وأحفاد الأبوات والمتنفذين يصولون ويجولون وينعمون بأموال هي حق لكل هؤلاء الذين ذكرناهم من أبناء شعبنا ...!!

ونسأل السادة ممن فتحوا  نيرانهم  وصبوا غضبهم وحرضوا على المؤتمر .. ومنهم من فقد صوابه وخرج عن المألوف والهامش وعن اللياقة والأدب في توجيه النقد ..  وأطال لسانه على انعقاد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في اسطنبول .. أين هو  الدور الوطني لفلسطينيي الشتات في سلطاتكم ودوائر نفوذكم  بمشاركتهم في تحمل مسؤولية صناعة القرارات الفلسطينية...؟!

إن فلسطينيي الشتات هم  صمام الأمان لقضيتنا .. ولا بد من  تفعيل وتطوير دورهم في  حماية حقوق شعبنا.. ليكونوا قيمة إضافية تراكم نضالات شعبنا ...!!

وما أتى المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في اسطنبول .. إلا ليكون تجميعياً تفعيلياً تكاملياً مع دور أهلنا النضالي .. في الضفة المحتلة .. وفي العمق الفلسطيني وفي قطاع غزة المحاصر .. في التصدي للإحتلال .. ومن أجل الدفاع عن قضيتنا وحقوقنا في التحرير والعودة  ونيل الحرية والإستقلال ...!!

فأي معايير بالله عليكم تريدون أن نتبع .. ويتم اتخاذها في تقييم أي تحرك فلسطيني لكي نحتكم اليها..؟!

أخبرونا من تسبب  في قتل العمل النقابي وتعطيل العمل المؤسساتي الفلسطيني .. خاصة خارج الوطن طوال العقود المنصرمة .. وتحديدأ بشكل فاقع بعد أوسلو اللعينة ...؟!

لا يمكن أن يصدقكم عاقل بأن هناك فلسطينياً واحداً مخلصاً .. لا يريد إصلاح وتفعيل وتطوير وإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية .. لتضم الجميع في مؤسساتها الفاعله الموجودة على الأرض وتكون مؤثرة صانعة .. وتتفاعل مع الهم الفلسطيني وتلبي طموحاته واحتياجاته ...!!

فمن يصر على التحدث باسم الشعب الفلسطيني ..  عليه أن يكون موجوداً وحاضراً وعلى قدر المسؤولية.. ويقبل بدور الشتات الفلسطيني في الشراكة بصياغة القرار الفلسطيني .. ولا يعمل على ترهيبه وعلى شطبه من المعادلة بأساليب لم تعد مقبولة...!!

نحن نأسف بل نستهجن ونستغرب الأسلوب والطريقة  التي تتعامل به السلطة الفلسطينية .. وما تبقى من منظمة التحرير مع اللاجئين الفلسطينيين وأسر الشهداء والمبعدين والمتضررين ممن هدمت بيوتهم .. وتتعاطى معهم فيها.. وهي بكل الأحوال لا تليق ...!!

إن شعبنا مقتنعاً بأنه في ظل هذه المعطيات القائمة.. وهي معطيات مؤسفة .. لا  بد من تحرك  فلسطينيي الخارج .. البارحة قبل اليوم .. لأن تحركهم أصبح ضرورة حتمية وليس ترفاً .. ولم تعد المماطلة بذلك مقبولة .. وهم البالغ تعدادهم ثلثي الشعب الفلسطيني مجتمعاً.. ويهمشون تهميشا ممنهجاً من القيادة الفلسطينية الرسمية...!! 

ولمن يشتم ويكيل الإتهامات ويشوه الصورة .. من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة .. ونستطيع والله تناولكم ووضعكم على منضدة التشريح .. ونفصل فيكم وفي سلوككم وفي ارتباطاتكم .. إقليمياً ومحلياً ودولياً ومؤسساتياً وغير ذلك بكثير..ونقيم عليكم الحجج بتقصيركم بواجباتكم وبمهامكم وبفسادكم أيضاً..  نذكر هؤلاء ممن يشتم ويلعن ويشكك ويشوه صورة المخلصين المناضلين في الشعبي لفلسطينيي الخارج.. داعين ومنظمين ومشاركين ودولة مستضيفة..  بأن من يقبع في أحضان  تسيفي ليفني ومردخاي وبقية الكورس .. ويشاركون في عملية التنسيق الأمني .. ويقتاتون بقوت المانحين وبقوت دولة الإحتلال .. وينهبون حقوق أبناء شعبنا .. ويتباكون اليوم على منظمة التحرير .. وهم من هدمها أو ساهم في هدم أركانها وتغيبها وشطبها وقتل مؤسساتها وأدخلها الثلاجات في غرف التجميد .. هؤلاء .. لا يحق لهم أن يهاجموا كل مؤتمر أو تجمع  أو نشاط  فلسطيني .. ولا يستأذنهم  ولا يأتمر بأمرهم ...!!

ولا يحق لهم أن يحاسبوا الناس على نواياهم.. ويشككون بكل خطوة يقدم عليها فلسطينيي الشتات باتجاه الوطن.. كيف وومتى وأينشَاءُوا.. ولا تخرج من تحت عباءتهم.. وهم يتصدرون التقصير والعبث والفساد وتقزيم القضية ومحاكمة نضال شعبنا حتى بأثر رجعي.. فأي مهزلة وأية مأساة هذه التي نعيش ..؟!

نؤكد على أن هذا مؤتمراً ليس مؤتمراً  فصائلياً .. وهو مفتوح  للكل الفلسطيني للحضور والمشاركة .. فليتفضل الجميع ليدلو بدلوه .. على أرضية التمسك بالثوابت والجوامع المشتركة.. وعلى أرضية لا يمكن  عليها تجاوز الشتات الفلسطيني...!!

وسوم: العدد 709