النزوح والتهجير !!
النزوح والتهجير وجهان لعملة الدكتاتورية والاستبداد !
النزوح اضطراري والتهجير اجباري !
النزوح لفقدان الأمن وفرار من الرعب والموت ! ومجرم كل من روّع مسلما أو ذميا .
الأمن نعمة من الله لعباده ، من تسبب في نفيه أو خنقه ليس عربيا ولا مسلما ولا شريفا .
أما التهجير فله في الفقه تفسير ، وله في السياسة والحكم تعبير !
هو باختصار إجبار إنسان بالقوة على ترك الديار والأوطان ؟
تراب الوطن مقدس رائحته عطر ، والتنفس في اجوائه زهر .
عندي دار قصفت ودمرت وهي الآن ركام ؟ من ساومني على شراء حجارتها بما يملىء الأرض ذهبا مابعتها !
أنا أحي العَلمَ وهو قماش لأنه رمز الوطن .
التهجير بقوة السلاح من أرض لأرض لا يفعله إلا خائن ومجرم ؟
تقول : ما الفرق بين الوعر وجرابلس ! كله وطن !
ترنم معي بقول القائل :
سلام عليك أرض أجدادي ففيك طاب المقام وطاب انشادي
العربي الأصيل صاحب الشرف والكرامة كان يقاتل دون خيمته ، ويبكي الدمن ، ويشم هواء قادما من وطنه وكأنه يقول :
ألا ياصبا نجد متى هجت من نجد ، لقد زادني مسراك وجدا على وجد
ومجنون ليلى يقول :
أمر على الديار ديار سلمى
أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وماحب الديار شغفن قلبي
ولكن حب من سكن الديارا !
إن حمص مدينة خالد بن الوليد رضي الله عنه ترابها مجبول بدماء الشهداء ، وأحد شبابها واسمه مصطفى السباعي هز منابر حمص وهو يهتف تسقط فرنسا ، حمص بلد الشيخ محمد علي مشعل يهجر ابناؤها ؟
إن الإبعاد من الوطن كقتل النفس ، يقول تعالى :
( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو أخرجوا من دياركم مافعلوه إلا قليل منهم ) ٦٦ النساء
الإخراج من الديار وتعبيره العصري تهجير ديمغرافي جريمة قتل بشعة لايفعلها إنسان حر شريف ؟
إن سائق الباص آثم لأنه شارك في الجريمة فحمل المهجرين شعاره بدنا نعيش ؟
التهجير جريمة ! أي والله جريمة .
أول ماطرق سمعنا من أغاني الصبا : ( حبيي طير من بغداد شايل عشو في تمو )
الطيور المهاجرة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وتقطع الالاف الكيلو مترات تعود بعد فترة إلى مسقط الرأس
أبعد شاعر عن وطنه ثم عاد فقال :
ياوطني لقيتك بعد يأس
كأني قد لقيت بك الشبابا
الوطن هو الذكريات بكل مافيها من فرح وترح ، الوطن هو الطفولة بكل براءتها وطهرها ، الوطن هو الأهل والأصدقاء .
وسلام من صبا بردى أرق
ودمع لا يكفكف يادمشق
وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق
التهجير من الوطن جريمة ، ولو من حمص إلى جرابلس ؟
أليس في نشيدنا : عرين العروبة بيت حرام ؟
وحمص في سوريا هي عرين العروبة ، هي مدينة خالد بن الوليد في الماضي ، ومدينة هاشم الأتاسي في الحاضر ، ومنها رئيس سوريا نور الدين الأتاسي ١٩٦٦ - ١٩٧٠ غدر به زملاؤه العلمانيون ، دخل السجن بصيرا وخرج ضريرا
أيها الوطن إنك عزيز حتى على الحيوان ، أبعدت قطة عن داري لمسافة ٤٠ كم فبعد ساعات رأيتها على الباب تموء ، أدخلتها لأني تذكرت أن عظيمنا عليه الصلاة والسلام كان يصغي الاناء للهرة لتشرب صلى عليه الله
وتعسا لحماة الديار يطردون أهل حي الوعر من عرين العروبة والإسلام ؟ ماهكذا تورد الابل ياسعد ؟
ويامن وصلتم إلى الباب وجرابلس صبرا فإن موعدكم الصبح ، أليس الصبح بقريب ، وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين .
النزوح عن حي يشيب الصغير ، فكيف بنزوح عن مدينة كالموصل وحمص ، إنه يبكي الحليم ، ويدمع قلب المعمر
سلام عليك ياحي الوعر !
النساء يزغردن لانتهاء الحصار الدامي من جيرانهم في العروبة ! ياللعار
يا أهالي الباب ، يا أهالي جرابلس استقبلوا اخوانكم من اهل حمص ، امسحوا دموع الأطفال ، وهدءوا روع الشيوخ ، وكونوا رجالا يقتسمون الرغيف ولقمة العيش .
إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع
اللهم إنا نعوذ بك من الهّم والحزن ، ونعوذ بك من العجز والكسل ، ونعوذ بك من غلبة الدّين وقهر الرجال .
حسبنا الله ونعم الوكيل
وفرجك باقدير
وسوم: العدد 714