الأحزاب المحسوبة على المرجعية الإسلامية في الوطن العربي تفوز ولا يحكم
بتشكيل الحكومة الأخير وبالشكل الذي خرجت به يكون حزب العدالة والتنمية المحسوب على المرجعية الإسلامية قد التحق بمثيليه الحرية والعدالة في مصر، والنهضة في وتونس ، وشاركهما أو قاسمهما نفس المصير وهو الجمع بين الفوز في الانتخابات والخسارة في الحكم بشكل أو بآخر. ولقد سيق أن كتبت مقالا عنوانه : " الرابح في الانتخابات خاسر " وقد اقتبست هذه العبارة من عبارة تتداولها الذاكرة الشعبية المغربية وهي : "الرابح في الشرع ـ ويقصد به التقاضي ـ خاسر " . وتنطبق هذه العبارة على الأحزاب الثلاثة المحسوبة على المرجعية الإسلامية في الوطن العربي وهي الفائزة والخاسرة في نفس الوقت.وتصدق عندنا أيضا عبارة : " الخاسر في الانتخابات رابح " وقد اعتبر بعضهم أن الأحزاب الفاشلة في الانتخابات استطاعت أن تحول فشلها إلى فوز، ومعلوم أن الفشل لا يمكن أن يصير فوزا إلا بالغش . وبمجرد ظهور نتائج تشكيل الحكومة المغربية سادت قناعة لدى الرأي العام بأن حزب المصباح تم تقزيمه داخل التشكيلة الحكومية حيث أبعد وزراؤه عن السلطة والمال ، ولا حكم بدونهما. ولقد تبين السر الكامن وراء تأخير تشكيل الحكومة مدة خمسة أشهر ، وهو ما تضمنه تصريح الأمين العام لحزب المصباح حين قال : " أنا لم أقل كل شيء ، وربما سأرحل عن هذه الدنيا ومع سر له علاقة بموضوع تعثر تشكيل هذه الحكومة " . ويبدو أن عبد الإله بنكيران لم يرض لحزبه أن يفوز في الانتخابات ولا يحكم ، وهو الذي كان يرفض مقولة الذين أرادوا للملك أن يسود ولا يحكم . وقد يكون لسعد الدين العثماني أيضا ما لم يقله ، وربما سيحمل هو الآخر معه إلى قبره سرا إلا أنه رضي بما لم يرضه سلفه . ولا شك أن هذا الذي رضي به سعد الدين العثماني قد وضع نهاية لحزب المصباح الذي أحرق ما بيده من أوراق كما يقال ، فلا هو استطاع حتى مجرد الكشف عن عفاريت وتماسيح الفساد كما وعد الذين صوتوا عليه أول مرة ، ولا هو حاز رضاهم فيما قدم خلال وجوده في الحكومة السابقة بل تسود قناعة لدى الرأي العام أنه تم تمرير قرارات موجعة للشعب على ظهره ، وبهذا يكون حزب المصباح قد خسر رهان الشعب عليه مستقبلا . ولقد كان من الأفضل لهذا الحزب أن يخرج من حكومة مرفوع الرأس وهي حكومة لا ناقة له فيها ولا جمل من خلال شكلها ومع ذلك هي محسوبة عليه بحكم رئاسته لها .
فهل السر الكامن وراء فوز أحزاب في الوطن العربي ولكنها لا تحكم هو أنها محسوبة على المرجعية الإسلامية أو على ما يسميه الغرب الإسلام السياسي؟
وسوم: العدد 715