التركمان يطالبون دي ميستورا بالمشاركة في وضع الدستور السوري

حلب – «القدس العربي» : طالبت «الكتلة الوطنية التركمانية السورية» المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، بإشراكها في صياغة الدستور السوري الجديد إلى جانب المكونات السورية الأخرى، ومراعاة دورها الأساسي، وأنها طرف أساسي في المعارضة السياسية والعسكرية، وعدم الانحياز لطرفٍ على حساب طرف.

جاء ذلك خلال رسالة وجهتها الكتلة الوطنية التركمانية السورية إلى مبعوث الأمم المتحدة في سوريا دي ميستورا، طالبت فيها بعدم الانحياز لطرف على حساب طرف آخر سواء العرب أو التركمان أو الأكراد أو السريان أو غيرهم، والتطلع إلى المساواة التامة بين كل أطياف الشعب السوري دون استثناء.

وأعرب التركمان في رسالتهم عن أملهم بأن يحصل التركمان على حقوقهم القومية والسياسية والثقافية في الدستور الجديد، وأن يشارك ممثلو الشعب التركماني السوري في صياغة هذا الدستور.

ويقول مسؤول العلاقات الخارجية ونائب رئيس الكتلة الوطنية التركمانية السورية أحمد جقل: إن رسالة الكتلة الوطنية التركمانية بشأن مشاركة التركمان في صياغة الدستور السوري جاءت كردة فعل لتصريحات دي ميستورا في وقت سابق حول مشاركة الأكراد في صياغة الدستور المستقبلي لسوريا.

ويضيف في لقائه مع «القدس العربي» أن اللقاءات في جنيف والأهداف السياسية في الملف السوري، هو إنشاء وتأسيس لسوريا ديمقراطية تعددية تساوي بين أفراد كل مواطنيها، لذلك فإن تصريحات دي ميستورا جاءت خلافا لهذا الميثاق، مما اضطرنا إلى ارسال رسالة إلى دي ميستورا نؤكد فيها بأن الشعب السوري بمكوناته كافة من عرب وتركمان وكرد وسريان وآشوريين هم مكونات أساسية في المجتمع السوري.

ويؤكد جقل أنه لا بد من أن تكون الوجهة الديمقراطية هي المساواة بين هذه المكونات والطوائف العرقية والمذهبية في سوريا، لذلك فإن الإشارة إلى مكون دون الآخر أدى إلى انزعاج في أوساط المكون التركماني، مما اضطرنا إلى إرسال رسالة تنبيه وتوضيح بأن الدستور السوري لا بد أن يشترك فيه كل مكونات الشعب السوري وأطيافه ومذاهبه، خاصة أن التركمان مكون أساسي ويجب إشراكهم في هذه العملية السياسية السيادية المستقبلية.

وأشار جقل إلى أن تعداد التركمان في سوريا يفوق الثلاثة ملايين ويتمركزون في مناطق محددة ويتوزعين في أنحاء سوريا جميعاً، لذلك لا بد من الأخذ بعين الاعتبار هذا المكون وإشرائكه في جمع العمليات السياسية المستقبلية التي تخص السيادة السورية.

وشدد على أن التركمان في سوريا لديهم قناعة تامة بأن وحدة الأراضي السورية ستتم عبر المواطنة الحقيقية المساوية بين أفراد الشعب السوري وسيعملون على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، لافتاً إلى أن الكتلة التركمانية لا تعارض أن تكون سوريا اتحادية موحدة بشرط وجود عدالة اجتماعية تحفظ لكل من مكونات الشعب السوري ثقافاته وتوجهاته السياسية.

في المقابل، يرى المدير التنفيذي لـ «منظمة مدنيون للعدالة والسلام» فراس مصري، أن الدستور السوري حق لكل مكونات الشعب السوري وليس للكتل الممثلة لجزء صغير من المكونات، إلا أن هذه الدعوة جاءت كردة فعل على تصريحات دي ميستورا بشأن مشاركة الأكراد في وضع الدستور الجديد.

ويضيف، أن دي ميستورا يريد إقحام pyd في ملف جنيف، وهذا تمهيد كحق يراد به باطل، خاصة أن pyd لا تمثل الكرد.

ويؤكد مصري أنه كان واجباً على الكتلة التركمانية توضيح حقوق التركمان للشعب السوري وهيئة التفاوض وليس لدي ميستورا، لأنه ليس الشخص المناسب للتدخل بحقوق المكونات.

وتمنى مصري ألا يصدر دستور لا يراعي حقوق كل المكونات السورية، فالتركمان والكرد هما من الأكثرية السنية ومن الأقلية العرقية وفي كلا الحالين لهم حق مراعاة سنيتهم وإثنيتهم.

يشار إلى أن مطالبة الكتلة الوطنية التركمانية السورية بالمشاركة في وضع دستور سوريا الجديدة، جاءت عقب تصريحات مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، الذي كان قد صرح في وقت سابق بضرورة عدم تجاهل الأكراد السوريين، والسماح لممثليهم بالمشاركة في وضع دستور جديد للبلاد، وذلك بالتزامن مع محادثات جنيف، التي انطلقت في 10 تموز/ يوليو الجاري، وجمعت وفدي النظام والمعارضة، بالتزامن مع مساعي الأمم المتحدة إلى تحقيق تقدم في المفاوضات، بالتركيز على مناقشة المسائل الدستورية والقانونية الخاصة بالعملية السياسية.

وسوم: العدد 729