بيان مشايخ و دعاة الكويت لا للتطبيع مع اليهود

الحمد لله ناصر المؤمنين وهازم  الكافرين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين وسيد المرسلين وعلى آله وصحبه الغر الميامين .. وبعد..، 

أخبرنا ربنا في كتابه أن أشد الناس عداوة للذين آمنوا  اليهود  والذين أشركوا قال الله تعالى: ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا )، لأجل هذا يجب على المسلمين استحضار غدر يهود ومكرهم وتربصهم بالمسلمين الدوائر عند كل تعاملاتهم معهم ومن أخطرها دعاوى التطبيع معهم، الذي وللأسف صار يروج له بأسلوب وعرض يصطدم ونصوص الوحيين،  ويفضي إلى تمييع الدين وتضييع عقيدة الولاء والبراء باسم التقارب بين الأديان والسلام الشامل والأبدي مع يهود. 

اليهود نَقَضَةُ العهود وما فعله الصهاينة عبر التاريخ بإخواننا المسلمين في فلسطين وغيرها من قتل وتعذيب، وسجن واعتقالات، وتشريد وحملات إبادة، واحتلال واغتصاب، وإهلاك للحرث والنسل ينبيك عن حقيقة السَّلام الذي ينشدونه والتطبيع الذي يسوقون له. 

ونُذَكِّرُ الجميع أنه خلال تاريخ المسلمين مع يهود منذ بزوغ فجر الرسالة وإلى يومنا هذا، كلما قدَّم المسلمون خطوة باتجاه السلام معهم  قابلوها بنقض العهود والغدر، وانتهاك المواثيق، وإيقاد نار الحرب، والسعي للإفساد في الأرض، حتى صارت تلك صفاتهم الكاشفة، وأخلاقهم الفاضحة لحقيقة الحقد المكنون في صدورهم ضد البشرية عموما، والمسلمين على وجه الخصوص. قال تعالى: ( ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ). وقال تعالى: ( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين ). إن الأصوات المسوقة لعملية التطبيع مع اليهود تدل على أن هذا التطبيع يتجاوز في حقيقته كل معاني الصلح التي نص عليها الفقهاء في كتبهم عند حديثهم عن أحكام الصلح مع غير المسلمين، فخطاب التطبيع مع اليهود يتضمن الإقرار بأحقية اليهود الأبدية في أرض فلسطين، وأن ألقدس عاصمة يهود، مع تبرير كل جرائمهم التي ارتكبوها في حق الشعوب المسلمة طيلة فترة احتلالهم، وضمان حقهم الكامل في تهجير من يشاؤون من أرض فلسطين نظير تأمين استمرار بقائهم على أرضها، وأشد هذه الدعوات خطورة تلك التي تنادي بحتمية تغيير المناهج لنزع كل  أسباب غرس كراهية اليهود في قلوب أبناء المسلمين، مع ضرورة إسكات كل صوت يدعو للجهاد في سبيل الله بحجة الحرب على الإرهاب... الخ هذه المطالبات التي تدل على أن ما يسمى بالتطبيع مع اليهود سيتجاوز في حقيقته الصلح الذي أجازه الفقهاء بشروطه وضوابطه، وأن ما يخطط له ليس إلا عقود خضوع وانصياع واستسلام لرغبات يهود والتي لن تنتهي أو يتوقفوا عنها إلا إذا تخلى المسلمون عن دينهم قال تعالى: ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ). وعليه فإننا نحذر عموم المسلمين حكاما ومحكومين من التفكير أو السعي نحو هذا التطبيع، فإن مد اليد مع اليهود دون ضوابط شرعية مقيدة بنصوص الكتاب والسنة لن يحقق سلاماً، ولن يعيد حقاً ، ولن يحمي ديارًا، ولن يسترجع أرضا مسلوبة، ولن يحفظ لها كرامة. ويعلم الجميع أن الأمة الإسلامية  تغار على دينها، وتثأر لكرامتها، ولن يرضى المسلمون أن يكون القدس السليب  نهبا لعمليات الطرح والقسمة على موائد الطامعين وزمرة العملاء الفاسدين. كما أننا ندعوا الأمة الإسلامية حكاما ومحكومين، وساسة وقياديين ، وعلماء ربانيين  إلى وحدة الصف وجمع الكلمة بين المسلمين في مواجهة العدو الحقيقي والخطر القادم ، ونحذر من الفرقة والتنازع، فهو سبيل كل ضعف وخور،  وتفتيت للجبهة الداخلية، وأساس كل بلية ومصيبة ، قال الله تعالى ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُم ). وختاما لا ننسى أن القدسٓ الشّريف أمانةٌ في أعناقِ المسلمين، وأنَّ التفريطَ فيه تفريطٌ في دينِ الله، وأن الله تعالى سيسأل المسلمين عن هذه الأمانةِ إن فرَّطوا في حقِّها أو تقاعسوا عن نصرتها والدفاع عنها، وأن هذا البيت المقَدَّس سَيَبقى  حصنَ الإسلامِ ومعقِلَ الإيمان إلى قيامِ السّاعة، عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال : قال  الرسول صلى الله عليه وسلم :  ( لا تَزَال طائفةٌ من أمّتي على الحقّ ظاهرين لعدوِّهم قاهِرين، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ، إلاّ ما أصابهم مِن لأوَاء حتى يأتيَهم أمرُ الله وهُم كذَلك ، قالوا: يا رسولَ الله، وأينَ هُم؟ قالَ:  بِبَيتِ المقدِس وأكنَافِ بيتِ المقدِس " رواه أحمد.

نسأل الله أن يحفظ المسلمين حكاما ومحكومين ويهدي ضال المسلمين وينصر اخواننا في فلسطين.

مشايخ ودعاة الكويت

9 شوال 1438 هـ

3 / 7 / 2017 م

وسوم: العدد 729