كيف نقاوم وعد بلفور
منذ أن وطئت أقدام الاستعمار البريطاني أرض فلسطين، أصدرت بريطانيا وعدها المشؤوم لتبدأ بعد ذلك إجراءاتها المدروسة من أجل جعل فلسطين وطنا قوميا لليهود، مما يعني بالضرورة استهداف الفلسطينيين ومصالحهم.
ومنذ ذلك الوقت المبكر، شرع الشعب الفلسطيني في مقاومته للوعد المشؤوم وانعكاساته على الأرض، فقام بالثورات والاضطرابات وعقد المؤتمرات وتوجيه العرائض والمذكرات وتوزيع المنشورات والقيام بجولات خارجية لشرح القضية وجلب التعاطف الخارجي واستخدم شتى صنوف المقاومة المدنية منها والعسكرية.
لكن بريطانيا أصرت على تنفيذ مخططها ولجأت إلى الأمم المتحدة لاستصدار قرار بمنح اليهود دولة في فلسطين، ثم انسحبت بعد ذلك معلنة انهاء انتدابها، لكنها استمرت في رعاية واحتضان الدولة اليهودية من خلال البيان الثلاثي عام 1950، والعدوان الثلاثي عام 1956، والمفاعل النووي عام 1957، وقرار 242 عام 1967، والرباعية الدولية منذ عام 2003 وحتى احتفالها البشع بمرور مائة عام على وعدها المشؤوم.
كان بوسع شعبنا الفلسطيني أن يغفر وأن يتسامح لو وجد من بريطانيا شعوراً بالندم على جرائمها بحقه، أو استعداداً للتكفير عن خطاياها. لكن حكوماتها المتعاقبة لم تبد أية مشاعر تضامنية مع شعبنا الفلسطيني ولا أي أسف على وعدها المشؤوم، ولذلك وجبت مقاومة بريطانيا حتى إجبارها على الاعتذار والتعويض، وإن من أشكال هذه المقاومة:
1. تدشين فريق قانوني (فلسطيني وعربي ودولي) لتكوين ملف قانوني عن جرائم بريطانيا بحق فلسطين، وفتح صندوق لجمع التبرعات اللازمة لتمويل نشاطات هذا الفريق القانوني، ليتمكن من متابعة تفاصيل تلك الجرائم ومن ثم رفع دعاوى قضائية ضد بريطانيا داخل بريطانيا وأمام المحاكم الدولية، وفي كل دولة تسمح قوانينها بمحاكمة دولة أخرى لديها.
إن هذه المحاكمة الرسمية من شأنها أولا أن تفضح بريطانيا وتظهر للعالم حقيقتها، وثانيا توفر الأرضية اللازمة لإدانة بريطانيا على المستوى الدولي وفي الأمم المتحدة، وصولا لإلزامها بالاعتذار والتعويض.
2. إنشاء شركة أفلام فلسطين، لكتابة سيناريوهات لأفلام روائية تحكي معاناة الشعب الفلسطيني من الاستعمار البريطاني، عبر عشرات الأفلام وبمختلف لغات العالم، وتتعاقد مع أفضل الممثلين الفلسطينيين والعرب والدوليين وأفضل المخرجين السينمائيين ومخرجي الأفلام الروائية والوثائقية، ومن ثم إنتاج أفلام بلغات أجنبية وتسويقها لدى كل الدول المتعاطفة مع فلسطين والتي تسمح قوانينها ببث هذه الأفلام، بأسعار مخفضة أو حتى مجاناً. إن إنشاء هذه الشركة يجب أن يرافقه تدشين صندوق تمويلي لجمع التبرعات من الدول والأفراد والجماعات. وبشكل مشابه، إنشاء شركة أفلام كرتون للأطفال لتحقيق الغايات نفسها عبر العالم.
3. إنشاء موقع الكتروني متخصص في تاريخ الاستعمار البريطاني لفلسطين، يقدم الصورة والفيديو والنص بعدة لغات عالمية، مهمته الأساسية فضح بريطانيا، وإبراز معاناة الشعب الفلسطيني، وأن الدولة التي تسببت بريطانيا في إنشائها على أرض فلسطين قد استمرت في تعذيب الشعب الفلسطيني واضطهاده.
4. تدشين حملة مقاطعة عالمية للمنتجات البريطانية تضامنا مع فلسطين، ودعوة شعوب العالم المحبة للحرية والكرامة الإنسانية لمقاطعة منتجات بريطانيا والبحث عن البدائل إلى أن تنصاع بريطانيا للعدالة.
إن كثير من وسائل وأدوات المقاومة يمكن للفلسطينيين والمتعاطفين معهم استخدامها لإجبار بريطانيا على الاعتذار والتعويض والذي يشمل:
الإقرار بارتكاب الجريمة.الاعتذار عنها.سحب الاعتراف بإسرائيل.دعم دولة فلسطين والاعتراف بها.تقديم تعويضات مالية مكافئة لحجم الضرر.
إن صراعاً ممتداً سيخوضه شعبنا حتى ينال حريته واستقلاله وكرامته، وعلى كل الذين أجرموا بحقه أن يتجهًزوا لدفع الثمن. #بلفور100 #Balfour100
وسوم: العدد 744