نحن لا ننتخب هؤلاء
كاظم فنجان الحمامي
كلمة بنفسجية صريحة لابد أن نغرسها في قلب صناديق الاقتراع, لنعبر فيها عن رغباتنا الوطنية المكبوتة, ونبتعد فيها قليلاً عن المجاملات المتبخرة والعواطف المتطايرة, فنرسم بحروفها ملامح مستقبلنا المشرق.
دعونا نختار الأفضل والأكفأ والأقوى والأصدق والأعلم والأنبل والأنفع والأقرب إلينا ولتطلعاتنا الوطنية, فمن غير المعقول أن نكرر الأخطاء نفسها, ونرتكب الهفوات الموسمية المتوالية, من دون أن ندرك حجم الأخطاء الفادحة, وما جنيناه على أنفسنا, ومن دون أن نستنبط الدروس والعبر من تجاربنا الفاشلة.
نحن لن ننتخب الذين لم يذعنوا لصوت الشعب, ولم يستجيبوا لنداءات المؤسسات الدينية والمنظمات الإنسانية, فلن ننتخب الذين ركبوا خيول الامتيازات البرلمانية الهجينة, وجمحوا بها نحو تحسين صورة المواد (37), و(38) في قانون التقاعد الموحد, بما يضمن لهم ولأسرهم أعلى الموارد المادية.
ولا ننتخب الذين اتخذوا من العراق محطة نفعية مؤقتة, يمارسون فيها نزواتهم السياسية الطائشة, ويتمتعون بأعلى الامتيازات الوظيفية, بينما استقرت عوائلهم خارج العراق, وانصهر أولادهم في مراجل المجتمع الأوربي.
ولا ننتخب الذين خاضوا التجارب البرلمانية الصامتة, من دون أن يشتركوا, ولو لمرة واحدة, في نقاشات الجلسات البرلمانية السابقة, فلم ينطقوا كلمة واحدة, وآثروا الصمت المطبق, ولم يكن لهم أي دور نيابي يُذكر.
ولا ننتخب الذين خذلوا العراق وتآمروا عليه وطعنوه في خاصرته, ولا الذين تسببوا في إثارة النعرات الطائفية, وتأجيج النزاعات المذهبية, وإيقاظ الفتن النائمة, ولا الذين كانوا من دعاة التقسيم والتهجير والتشرذم, ولا الذين تعاونوا مع خلايا الإرهاب ووفروا لها الملاذ الآمن, ولا العملاء والجواسيس على اختلاف ألوانهم المريبة وارتباطاتهم المشبوهة, ولا رموز الفساد والإفساد والحرامية وأرباب السوابق.
ولا ننتخب الذين تستروا بالدين, واستبطنوا الكفر والفسوق والعصيان, ولا الذين تخصصوا في خداع الناس, وتضليلهم لإشعال فتيل الصراعات السياسية, وتأجيج نيران الفتن نحو تحقيق مكاسبهم الشخصية, وتوسيع نفوذهم من أجل الاستحواذ على السلطات, ولا الذين استغلوا الدين في التأثير على عواطف الناس وتضليلهم, فالإسلام أرقى وأنقى وأطهر وأصفى وأشرف وأكبر وأعز من تفاهات هؤلاء وممارساتهم الرخيصة المفضوحة. ولن ننتخب الذين ركبوا موجة التزوير, واتخذوا منها مطية لتحقيق مآربهم الدنيئة, ولا الذين تفاخروا بانتماءاتهم القبلية الضيقة, ورفعوا شعار (انصر أخاك صادقاً أو كاذباً). فهؤلاء لا مكان لهم بيننا بعد الآن. .
ختاماً نقول: لا تستخدم سوطك مادام يجدي صوتك, ولا تستخدم صوتك مادام يجدي صمتك.
والله يستر من الجايات