استشهاد الأب "فرانسيس فندرلخت", في مدينة حمص
استشهاد الأب "فرانسيس فندرلخت"
في مدينة حمص
وليد فارس
أولاً: الأب فرانس وعلاقته مع أهالي حمص
يعتبر الأب فرانس منذ بداية الثورة أحد أهم شخصيات المدينة التي تشعرك بالاطمئنان والأريحية للعيش في أخطر مكان في العالم, يعيش الأب في دير الآباء اليسوعيين ويهتم بشؤون الرعايا المسيحيين في المنطقة المحاصرة.
يتمتع الأب فرانس بعلاقات طيبة مع مختلف الشباب والأهالي في حمص المحاصرة, ولا يعرف له أعداء في المنطقة, يتشارك الأب فرانس طعامه مع الأخرين وينظم يومياً زيارات للرعايا المسيحين ولشباب وأسر من المسلمين ويتشاركون الطعام والشراب, ودائماً ما يستفيد الجميع (مسلمين ومسيحين ) من منطقه المقنع وجمله المشجعة على الصبر والثبات.
ثانياً: ماذا حدث في رمضان الماضي؟
استطاع ثوار حمص كسر الحصار بشكل جزئي ولمدة محدودة خلال فترة رمضان الماضي, واستفاد الثوار من الكسر الجزئي الذي استمر أيام فقط, بإدخال مواد غذائية ومساعدات طبية, كذلك دخل المنطقة المحاصرة ثوار قادمين من مناطق مختلفة لمساندة الثوار في حمص المحاصرة.
لم يملك الثوار سجلات للتحقق من هوية هؤلاء القادمين الجدد, وبعد أن فقد الثوار السيطرة على حي الخالدية بطريقة مريبة وتبعث على الشكل, بدأ البحث في سجلات القادمين والتدقيق وراء خلفياتهم, تم على إثر ذلك اكتشاف شبكة من المخبرين المرتبطين مباشرة بالأفرع الأمنية التابعة للنظام, أحد هؤلاء المخبرين وهو شاب اسمه "حكمت" تلقى تدريباً عالياً في إيران ودمشق, وقد وثق النظام القضائي في منطقة حمص المحاصرة محاضر تحقيق خاصة بالأمر.
بناءاً على نتائج التحقيق كان لدى شبكة المخبرين تلك أهداف متعددة, منها اغتيال بعض الشخصيات القيادية التي يثير اغتيالها فرقة في الصف ضمن حمص المحاصرة ويثير القلاقل والفتن, مثل الشيخ أبو راتب قائد لواء الحق وأمين عام الجبهة الإسلامية, والأب فرانس المسؤول عن الرعايا المسيحين في المنطقة المحاصرة, والحاج عبيد قائد كتائب الفاروق في حمص وغيرها من الشخصيات.
ثالثاً: إخطار الأب فرانس بالأمر
في نهاية رمضان الماضي والفترة التي تلتها, استدعى المجلس العسكري بناءاً على توجيهات المكتب القضائي, استدعى الأب فرانس وأبلغه بأنه أحد الأهداف على لائحة الاغتيالات المتوقعة في حمص المحاصرة, وأن هناك مخبرين أخرين لم يتم اكتشافهم بعد, وأبلغه بضرورة تأمين الحماية اللازمة للأمر, وعرض المجلس على الأب فرانس مكاناً للإقامة ومرافقاً للتنقل ومتابعة شؤونه, لكن الأب فرانس رفض الأمر, وفوض أمره للرب.
كما تم توجيه دعوة للأخوة المسيحين لأخذ العلم بذلك, وتم الطلب عرض مقترح عليهم بالعيش في مكان واحد يؤمن له المجلس العسكري الحماية الدائمة, وذلك من أجل تقليل للتنقلات والخروج للأب فرانس, ولكن الأخوة المسيحين كانوا مرتبطين بمنازلهم ولم يستجيبوا للطلب.
رابعاً: استنكار وسعي وراء الحقيقة
لقد نزل خبر استشهاد الأب فرانس على قلوب أهالي حمص المحاصرة, كالصاعقة, لقد كان أحد أفراد تلك الأسرة الكبيرة والجميع فجع بالحادثة, لقد توجه البعض بأصبع الشك لشباب حمص على أساس طائفي بغيض, وقد استنكر الجميع الحادثة بما فيهم جبهة النصرة في مدينة حمص المحاصرة, لقد أصدرت الجبهة بياناً ينفي علاقتها بالأمر, كما أصدر مجلس التنسيق العسكري بياناً يوضح صدمته بما حصل, ويؤكد على سعيه وراء كشف الحقيقة.