الفلسطينيون القوة التي ستفشل "صفقة القرن"
في تحد للقانون الدولي وتحد لاتفاقيات جنيف الاربع وانتهاك كل الشرائع والقرارات الدولية التي تحرم تغيير جغرافية الاراض المحتلة او الطبيعة البشرية اتخذ ترامب قرارا مجرما بإعلانه القدس عاصمة لدولة الكيان في سابقة خطيرة لم تحدث في التاريخ , وكذلك نقل سفارة الولايات المتحدة لقلب القدس , لم يتخذ القرار الا لاعتقاده المأفون ان هذا سيساهم في اغير جيوسياسي كبير في المنطقة تحت مسمي" صفقة القرن" وبدأ منذ توليه ملف الصراع في المنطقة يبحث في دهاليز الدول العربية والخليجية عن طريقة ما لينفذ بها مخطط التصفية ومخطط انهاء الصراع بالطريقة التي تلائم اليهود وتجعل مملكتهم فوق كل الممالك والدول العربية , بل وتجعل العرب مجرد لاهثين وراء هؤلاء اليهود سعيا لمزيد من التطبيع والبرامج الاقتصادية المشتركة التي لا تعود بالنفع على الشعوب العربية بقدر ما تضمن تقوية الدولة الحليفة وهي دولة اليهود وتجعل من الشعب اليهودي شعبا فوق كل الشعوب العربية, ليس هذا فقط بل وصيا على المسجد الأقصى والمقدسات الاسلامية في فلسطين ومالكا ابديا للقدس التي تنازل عنها العرب كرما لترامب كبادرة حسن نية من جانيهم وتهيئة لصفقة ترامب الكبيرة والتاريخية .
لم يكن قرار ترامب الا بسبب مرضه النفسي وتخيله انه زعيم هذا العالم الذي لا يتجرأ احد ان يقول له لا ويتخيل العرب ايضا انهم مجرد منفذين لأوامر ادارته لا يستطيعوا ان يرفعوا عيونهم في وجهه ويتصور ان الفلسطينيين مجرد شعب لا يمتلك الارادة الوطنية والثورية واصبح لا يستطيع ان يجابه اي مخططات , ترامب يعتقد ان بفعلته هذه سيتمكن من انجاز صفقته سريعا وسيحول المنطقة العربية الى واحة من الخدمات لإسرائيل واطماعها في المنطقة, ولعلني اجزم ان ترامب قد اتخذ القرار بخلاف نصائح دهاقنة السياسة الامريكية الذين يعرفوا كل شيء عن الشرق الاوسط وتركيبة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ويعرفوا كيف يمكن ان تساهم واشنطن في تفكيك وحل هذا الصراع والبقاء كدولة مركزية بالعالم تتصف بالعدل والحيادية دونما قرارات انتحارية ومجنونة ,وبالتالي تحافظ على سياستها من التلاشي وانغلاق الطرق امام هذه السياسة ,كما واعتقد ترامب ان قراره سيقبله الفلسطينيين والعرب بسهولة لانهم على موعد مع الصفقة الكبري " صفقة القرن" التي يعتقد انها ستقدم حلا ابداعيا للصراع وتفتح الطريق العلنية للتطبيع العربي الاسرائيلي بكل أشكاله الأساسية والاقتصادية والسياحية واستكمال انغماس اسرائيل في دول الاقليم حتى تصل الى مجري الاوردة والشرايين العربية في كامل الجسد العربي.
ترامب اغلق الطريق وانهي الدور الامريكي الذي اعتقد الكثيرين انه لن ينحاز كثيرا لإسرائيل بل ان ترامب انهي دور امريكا بالكامل في رعاية عملية السلام ولم يعد احد يثق بانها يمكن ان تحقق نهاية عادلة للصراع وما بات مؤكدا بعد قرارا ترامب هو ان تقدم الولايات المتحدة مستعينة ببعض العرب الذي مازالوا اداة بيد الولايات المتحدة على فرض حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي من طرف واحد وهنا تكون الولايات المتحدة قد خسرت كل شيء حتى اسمها في المنطقة لان الفلسطينيين لن يتجرأ احد منهم على التحدث مع الإدارة الامريكية او حتى العرب الذين اصبحت وظيفتهم كعرابين للدور الامريكي فقط , وهنا اعتقد ان الفلسطينيين اليوم بعد قرارا ترامب اصبحوا القوة الكبيرة التي تستطيع افشال صفقة القرن لأنها مركبة بالأساس على حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي فلا تستطيع امريكا اليوم ان تمرر صفقتها دون الفلسطينيين ودون حل الصراع بما يحقق للفلسطينيين استعادة حقوقهم دون نقصان والفلسطينيين لن ويستحيل قبول اي طرح امريكي بعد هذا الاعتراف حتى ولو تراجعت واشنطن عن قرارها ولا احد من العرب يتجرأ ان يضع روحه على كفه ويفاوض نيابة عن الفلسطينيين , ولن يعود الفلسطينيين لاعتبار واشنطن راعية نزيهة للسلام دون اعتراف واشنطن بحق الفلسطينيين كاملا واعترافها بالدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس وهذا من المستحيلات في عهد ترامب المأفون او حتى في عهد اي رئيس امريكي لان واشنطن ليس لديها القدرة على التحلل من الانحياز لإسرائيل نموذجها للإرهاب في الشرق الاوسط .
لن تكون هناك صفقة قرن ولن تستطيع واشنطن تغير المنطقة واحذر من قبول الفلسطينيين الجلوس على طاولة المفاوضات برعاية امريكية او غير امريكية ما لم تعترف الجهة الراعية بالقدس عاصمة الدولة الفلسطينية على كامل حدود العام 1967 حتى لا تكون مفاوضات على اساس القرار الامريكي كما وأوكد ان المرحلة القادمة ستكون فرصة امام اسرائيل للتمادي في العداء للفلسطينيين واستكمال مشروعها اليهودي بمساندة ودعم امريكي كبيرين وسوف تتصاعد وتتعقد طبيعة العداء بين الفلسطينيين واليهود وسيخوض الفلسطينيين انتفاضة ضارية و شرسة على خلفية ما ستقوم به اسرائيل من ترحيل للفلسطينيين من مدينة القدس ومناطق الضفة الغربية وسوف تتمادي اسرائيل في ارتكاب المزيد من جرائم التهويد والاستيطان والتطهير العرقي لكنهم في النهاية سيفشلون كل المخططات وسيفشلون كل الصفقات ولن تهدأ الحالة الفلسطينية ولن يعود الامن والاستقرار ولن يبقي الفلسطينيين في مربع الانتظار لدور امريكي متوازن وفي المقابل سيواصل الفلسطينيين انتصاراتهم الدبلوماسية وبالتالي حصولهم على اعتراف بحقوقهم ودعم وتأييد اكبر واوسع من دول العالم ليس لأجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي فقط بل اقامة الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس .
وسوم: العدد 751