فؤادُكَ مِن شوقِ الأحبّةِ آهلُ = ودمعُكَ مِدرارٌ وجسمُكَ ناحِلُ
وحسبُ امرئٍ ,أضناهُ حبٌّ, لِقاءَهُم = بآهتِهِ تحيا وتشقى المنازلُ
يطولُ انتظارٌ و السنينُ كوافِرٌ = لعمرٍ به الآمالُ حيرى شواغلُ
وتسعى إلى تلك الديارِ قلوبُنا = و قبلُ إليها قد أناخَت قوافلُ
وقِبلَتُها أنّى تطوفُ ببيتِهِ = ينابيعُ إيمانٍ بها الدّينُ كاملُ
سلامٌ على أرضٍ يعُمُّ نعيمُها = وتعشقُها أرواحُنا و الأفاضلُ
ولي عند بابِ اللهِ دعوةُ طامعٍ = برحمتِهِ, مِن جورِ نفسٍ تُخَاذلُ
جوارحُنا يشكو مِن الضعفِ ضعفُها = فيا قلبُ أهواءُ النفوسِ نوازلُ
وما طارفٌ يبقى ويفنى تليدُها = فدُنياكَ وهمٌ بالهمومِ ثواقلُ
أيُغريكَ منها ما الفناءُ يُميتُها = فكلُّ الّذي فيها بموتِكَ زائلُ
لك الباقياتُ الصالحاتُ فاُمَّها = هي الناجياتُ المُنجياتُ الفواصلُ
بنفحتِها ذكراكَ تُحيي نفوسنا = فإنّكَ هادينا إليها الفواضلُ
بكَ الأرضُ كُلُّ الأرضِ تشرقُ بهجةً= ويشقى ظلامُ النفسِ والظلمُ ناحلُ
سموتَ بأخلاقِ الكرامِ مراتبا = مكارمُ أخلاقٍ بها أنتَ فاضلُ
بها أممٌ أحيتْ شعائرَ مجدِها = فكنتَ لها غيثاً همى وهوَ شاملُ
لكَ الحكمةُ العصماءُ ما نطقَ الورى = ومِن أُمَمٍ جاءَت وأُخرى رواحلُ
جمعتَ تقاةَ الأنبياءِ جميعهم = وكلٌّ على التوحيدِ عُمرا يُقاتلُ
وأُلهمتَ قُرآنا لهُ الوحيُ شاهدٌ = شرائعُ فيها الناسُ تحيا تُواصلُ
بِسُنّتكَ الإنسانُ يقطُرُ حكمةً = وتهوي صراعاتٌ وتصحو شمائلُ
وكلُّ حديثٍ قلتَ صارَ شريعةً = وغيرُكَ في الأهواءِ ظِلٌّ يُساجلُ
على ظمأٍ سارت إليكَ ركائبٌ = لِتُنكرَ شركا ما جنتهُ الأوائلُ
تُبايعُكَ التوحيدَ سمعا وطاعةً = وفودٌ على عزٍّ أتتكَ تُقابلُ
فكنتَ لها عوناً يعُمُّ سناؤُهُ = إلى يومِ بَعثِ الخلقِ خيرُكَ نازلُ
لأنتَ شفيعُ المؤمنينَ وحِرزُهم = بيومٍ به الآثامُ سيفاً يُنازلُ
أضعناكَ مُذ عُدنا إلى جاهليّةٍ = فلم يُبقِ طعماً في الحياةِ الجواهلُ
وضاعتْ حقوقُ الناسِ ظلماً تخالُهُم = بهائمُ سامتْ في الضلالِ تُجادلُ
رحلتَ إلى ربٍّ كريمٍ نوالُهُ = وكم يا رسولَ اللهِ فقدُكَ ثاكلُ
إلى الآنَ تبكي بالدموعِ قلوبُنا = وبالروحِ تفديكَ التقاةُ البواسلُ
إلى اللهِ أشكو حزنَ قلبٍ متيَّمٍ = بحبِّ رسولِ اللهِ واللهَ سائلُ
سيبقى فؤادُ الصبِّ نحوكَ شاخصاً = فأنتَ لهُ أهلٌ ودارٌ ونائلُ