رسالة عاجلة إلى القصر الرئاسيّ بدمشق، للغوطة البقاء، وللقرداحة العار
إلى أهلنا في الغوطة الشرقية .. تصطف القصيدة معكم ، لا مع القتلة ..
نذلٌ، حقيرٌ، تافهٌ، غدّارُ
كأبيكَ في تاريخِ شامي، عارُ
يا قادما مِن قرية مشؤومةٍ
ساقتهُ نحو دمشقنا الأقدارُ
(قرداحةُ الصفويِّ) تبقى خنجرا
صدئًا لهُ في شامنا آثارٌ
شاخ السُّقاةُ ، ولم يَعًدْ بدِنانهمْ
خمرٌ، وسوف يُغادرُ السُمّارُ
يا حاكمًا بقيتْ له من سوريا
بعد اقتسام ترابها أمتارُ
لكَ حارةٌ منها ،وأنتَ وبعدما
كنت (الرئيسَ) وخُنتَها، (مُختارُ)(1)
ماذا لديكَ بها سوى كم قاتلٍ
مُستأجَرٍ ، وكأنهمْ أبقارُ
مهما فعلتَ .. فلنْ تُذِلَّ أنوفَنا
الشّامُ أكبرُ منكَ يا (بشّارُ )
تنهارُ أنتَ .. ومَن جلبتَ لهدْمِنا
ودمشقُ حصنُ الله ، لا تنهارُ
سبعٌ من السنوات مرّتْ لم نَشِبْ
ونراكَ شبتَ وشختَ يا ( ختيارُ)(2)
رغم الوقوف .. يداه للأعلى ، على
عطشٍ به، لا يَتعبُ الصبّارُ
نحن الشآمُ ، بنو الشآم ، وأهلها
إذ أنتَ في تاريخها استعمارُ
نحن ( الشهيدُ) وأنت قاتله الذي
قد باع ( شبْعَا)، الخائنُ السّمسارُ
مِن أين جئتُ؟ من الجزائرِ ، في فمي
غَضَبٌ ، وبين حواجبي إعصارُ
أرأيتَ كيفَ دخلتُ قصركَ شاعرا ؟
وكذاكَ يوما يدخلُ الثوّارُ
أنا مثل كلّ الموت ، أدخلُ ما أشا
ءُ ، من الحصونِ، ومثلما أختارُ
رغم الحراسة والمفارز كلّها
وصلتْ إليكَ بقصركَ الأشعارُ
كم سوف تقتلُ ، لا أخا لك يا الذي
إخوانه في حربه الكفّارُ ؟
نصفٌ يموتُ ، لينبتَ النصف الذي
يبقى ، إذا نزلتْ هنا أمطارُ
ما زلتَ لم تبلغْ بقتلكَ نِصفَنا
فأَصِرَّ.. إنّا كلّنا إصرارُ
ما عندنا وقتٌ .. لنبكيَ جُرحنا
أو كيْ يبوحُ بلحنهِ القيثارُ
مهلا، فنحنُ الآن ننزفُ في العَرا
قد مزّقتْ أقدامَنا الأسفارُ
ولنا كلامٌ حين نَربِطُ جُرحَنا
يوما ، وتُحصى عندنا الأضرارُ
سنقولهُ.. مهما تعتّقَ حزننا
سنقولهُ.. إن طالتِ الأعمارُ
سنقولهُ .. كي لا نخونَ صغارنا
إن لم نقلهُ.. ما لنا أعذارُ
نحتاج وقتا ، كيْ تُجَمّعَ أرضُنا
مِن شعبها ما خلّفَ الإعصارُ
ولسوف نسألُ شاهداتِ قبورنا
لتقولَ ما لم يذكرِ الحفّارُ
كنّا نموتُ وفي رموشِ عيوننا
دمعٌ، وفوق شفاهنا أذكارُ
ولسوف يَكتبُ كلُّ غصنٍ قصةً
عن حزَّةٍ أبقى به المنشارُ
لا لن تسامحه هنا أشجارُنا
بالله كيف تسامِحُ الأشجارُ ؟
(الغوطة الشرقيّةُ) الثكلى لنا
ولنا القتيلُ وفوقه الأحجارُ
ولسوف نبقى ..سوف نبقى هاهنا
مهما سففتَ التبنَ يا ثرثارُ
والبيدر الشرقيُّ يبقى .. بينما
بعدَ الحصادِ ستنتهي يا فارُ
في (غوطة الإسلامِ) طفلٌ سوف لنْ
يقضي عليه جنودُكَ الأشرارُ
وصغيرةٌ فقدتْ أصابعَ كفّها
وأتتْ على الشَّعرِ الطويلِ النّارُ
سيحبّها ذاك الفتى ، وتحبّهُ
يتزوّجان ، وسوف يبقى الثارُ
وسيُنجبانِ (رشا) وبعد رشا (عُلا)
وثلاثةً ... من بعدهم (عمّارُ )
وسيسألُ الأطفال عَن صُوَرٍ على
رَفٍّ تنامُ ، تُحيطها أسرارُ
فيقالُ :(أعمامٌ وأخوالٌ لكمْ
قُتِلوا ، وكمْ قتلتْ هنا أزهارُ)
فتقولُ ( هندٌ) وهي أصغرُ مِن (عُلا):
( الآنَ في جنّات ربّي صاروا )
وتقولُ ( زينبُ) ، وهي تمسحُ صورةً :
( في عينِ خالي مصطفى استفسارُ)
عمّارُ يسألُ : ( أينها ألعابُهمْ ؟)
فيقال: ( طارتْ للسَّما إذ طاروا)
خلف الجريدةِ وجهُ كهلٍ مُتعَبٍ
قد أغرقتْ قسَماتهِ الأنهارُ
ستكونُ أنتَ قد انتهيتَ وأُسْدِلتْ
فرَحا عليكَ بشامنا الأستارُ
لا تخشَ طفلًا في الحياةِ ..فإنه
ما عندهُ في جنبهِ أنصارُ
الطفلُ يُخشَى حين يصبحُ ميّتا
تحت التّرابِ .. وجارُهُ القهّارُ
وسوم: العدد 776