العيد بين جدران السجن الحربي
العيد بين جدران السجن الحربي
جمال فوزي
أقبلت يا عيد والدنيا تذكرني
كنّا صفوفاً وشرعُ الله يَجْمعنا
كنّا هداةً إلى الدنيا نُبَصِّرها
فكنتَ يا عيد تلقى الجمعَ مبتسماً
لا بطشَ فيه ولا استبداد يؤلمنا
حتى طَوَتْنا سجونُ الغدر مرحلةً
الصبحَ يُلهبُنا الكرباجُ تذكرةً
والظهرُ يُقءبل والأغلالُ تَجْمعنا
و(حمزة) العاهر المجنون قد ظمئتْ
و(شمسُ بدران) بالتقتيل يأمرهم
وغاب عن عقله ، إن كان يعقلها ،
ففي ظلام الليالي الحالكات ترى
كم من عيون بأيدي البطش قد فُقئتْ
كم من ذراع بكسر العظم قد بُتِرتْ
وفَرَّ (بدرانُ) بالأسلاب يومَ رأى
وخَرَّ (حمزةُ) قد داسته ناقلةٌ
وأين رأسُ الأفاعي في زعامته
* * *
أقبلتَ يا عيدُ والذكرى تُؤَرّقني
لسنا مسيرةَ تأييدٍ تحرِّكنا
لن نرتضي غيرَ شرعِ الله يَحْكُمُنا
الله بيعتُنا في نصر دعوتنا
من لي بعيدٍ يعيدُ الحقِّ منتصراًبالحادثات التي مرتْ بوادينا
كنّا دعاةً مصاحفُنا بأيدينا
بالحق دوماً وما يُرْضي أمانينا
لا ظلمَ فيه ولا طغيانَ يؤذينا
اللهُ أكبر في عزمٍ تنادينا
كانت صنوفُ الأذى تغزو الزنازينا
بمطلع الصبح والنيرانُ تَكوينا
وسطَ الكلابِ لتنهشَ كلَّ ما فينا
إلى الدماء له نفسٌ فَيُشْقينا
وفاتَه أنَّ جناتٍ تُحَيِّينا
النفسُ والمالُ بعناها لبارينا
رأساً يشجُّ وتَبَّاتٍ توارينا
لكنَّ نوراً من الرحمن يَهدينا
لكنَّ يدَ الله ترعانا وتحمينا
زمانَه مُدْبراً ينعى الشياطينا
والأرضُ قد بصقتْ في وجهه طينا
أين الذي ظنَّ أن يمحو لنا دينا ؟
* * *
لا عيدَ في ظلِّ طغيانٍ يعادينا
مغانمُ الحكم والأطماعُ تلهينا
في موكب الحقِّ قد خُضْنا الميادينا
فالله ناصرُنا واللهُ راعينا
ويسحقُ اللهُ فُجَّاراً فَراعينا