مُعَلَّقَتَا وَرَائِيَّتَا محسن عبد المعطي محمد عبد ربه وجابر قميحة على الخفيف التام
26تموز2018
{1}مُعَلَّقَاتِي الْخَمْسُونْ {44}مُعَلَّقَةُ..جِيتَارِ الْهَوَى
كَمْ تَمَادَتْ فِي عِشْقِهَا بِجُنُونٍ حَيَّرَ الْحَبْرَ وَاسْتَمَالَ النَّصَارَى
{2}قصيدة: صرخة من وراء الأسوار..
الشاعر: جابر قميحة
إِنَّ لِلْعَزْفِ فِي الْهَوَى جِيتَارَا=يَمْلَأُ الْهَائِمِينَ فِي الْحُبِّ نَارَا
أَنْتِ يَا قِبْلَةَ الْغَرَامِ مَنَارٌ=صَارَ فِي الْعِشْقِ وَالْهَوَى جَبَّارَا
فَامْلَئِي لِي الْأَقْدَاحَ وَاتَّبِعِينِي=وَصِلِينِي فِي الْأَرْضِ دَاراً فَدَارَا
وَاحْمِلِينِي فِي مُقْلَتَيْكِ شُعَاعاً=يَمْلَأُ الْأَرْضَ وَالدُّنَا أَفْكَارَا
فَيْلَسُوفُ الْحَيَاةِ عَاشَ أَبِيًّا=يَرْفُضُ الذُّلَّ وَالْخَنَا وَالْعَارَا
أَنْتِ مَنْ أَشْعَلَتْ فَتِيلَ حَمَاسِي=فَهَدَيْتُ الْقُوَّادَ وَالْأَقْطَارَا
أَنْتِ مَنْ ذَوَّبَتْ حَنِينَ فُؤَادِي=فَرَسَمْتُ الْإِبْدَاعَ يَهْدِي الْمَدَارَا
وَعَلَيْهَا أَنْ تُوقِظَ الْقَلْبَ فَوْراً= وَعَلَيْهَا أَنْ تُوقِظَ الْمُسْتَعَارَا
تُعْلِنُ الْبَدْءَ فِي وِلَايَةِ حُبٍّ=نَاصِعِ الثَّوْبِ يَسْتَلِذُّ الْفَخَارَا
إِنَّهُ الْعَهْدُ فِي الْجَمِيلِ جَدِيدٌ=يَتَلَظَّى مِنَ الْجَمَالِ إِزَارَا
خَلَعَتْ مَلْبَسَ الْجَمَادِ وَسَارَتْ=بَيْنَ أَتْرَابِهَا تَرُودُ الْمَنَارَا
وَارْتَدَتْ زِيَّهَا الْمُزَرْكَشَ حُلْماً=لَيِّنَ الطَّبْعِ يَعْتَلِيهَا انْبِهَارَا
فِي بِدَايَاتِ صُبْحِهَا لَبِسَتْهُ=بِبَرِيقٍ قَدْ شَدَّهَا وَأَثَارَا
هَا هِيَ الْيَوْمَ فِي تَفَرُّدِ حُسْنٍ=قَدْ يُغَطِّي مِنَ الصَّبَاحِ جِدَارَا
أَخَذَتْ قَهْوَةَ الْحَنِينِ وَوَلَّتْ=تَفْرِشُ الصُّبْحَ مَا اسْتَطَاعَتْ فَنَارَا
وَرَأَتْ فِنْجَانَهَا الْجَمِيلَ نَعِيماً=هَادِئَ الطَّبْعِ قَدْ غَدَا قَيْثَارَا
قَدْ يَمَلَّ الْفِنْجَانُ مِنْهَا قَلِيلاً=هَلْ تَرَاهُ بَعدَ الضَّنَا مُنْهَارَا
هِيَ فِي نَشْوَةِ التَّشَاغُلِ عَنْهُ=يَسْرَحُ الْفِكْرُ يَسْتَمِيلُ السِّتَارَا
فِي البَعِيدِ الْجَمِيلِ تَخْلَعُ عَنْهُ=شَهْوَةَ الْحُبِّ تَرْكَبُ التَّيَّارَا
أَخَذَ الطَّيْفُ عَقْلَهَا لِمَكَانٍ=تَزْرَعُ الْحُلْمَ فِي سَنَاهُ بِحَارَا
عَرَفَتْ لَذَّةَ الْمَكَانِ وَهَمَّتْ=تَسْتَمِيلُ الْبِحَارَ وَالْبَحَّارَا
وَسَمَاءً مَا طَاوَلَتْهَا سَمَاءٌ=تَشْطُرُ الْقَلْبَ فِي الْحَنِينِ انْشِطَارَا
هِيَ تَهْوَى الْمَكَانَ تَنْشُدُ حُبَّا=رَاوَدَتْهُ وَتَبْتَغِي الشُّطَّارَا
غَارَ فِنْجَانُهَا عَلَيْهَا كَثِيراً=لِانْشِغَالٍ يُحَيِّرُ الْأَقْمَارَا
طَارَتِ الرُّوحُ فِي مَكَانٍ بَعِيدٍ=يَسْتَلِذُّ الْأَخْبَارَ وَالْأَسْرَارَا
طَيَرَانٌ لِرُوحِهَا بِتَفَانٍ=كَيْفَ تَمْضِي وَتَقْطَعُ الْأَخْبَارَا؟!!!
أَيَهُونُ الْفِنْجَانُ حَقًّا عَلَيْهَا=كَيْفَ تَهْوَى الْأَفْلَاكَ وَالْأَمْطَارَا؟!!!
كَيْفَ وَالْحُبُّ قَدْ أَمَاطَ لِثَاماً=تَرْتَدِيهِ وَتَحْجُبُ الزُّوَّارَا؟!!!
بَيْنَ حِينٍ وَآخَرٍ يَسْتَبِيهَا=شَكْلُ فِنْجَانِهَا فَتَهْوَى الْمَرَارَا
رَشْفَةٌ مِنْهُ تَسْتَلِذُّ فَيُغْرِي=شَفَتَيْهَا لِسَانَهَا الْمِغْوَارَا
وَتَعُودُ الْحَيَاةُ حَتْماً إِلَيْهِ=بَعْدَ أَنْ شَافَ حُبَّهُ قَدْ سَارَا
فِي طَرِيقِ الْإِمْتَاعِ وَالْحُبِّ زَهْواً=يَفْرِشُ الرَّمْلَ يَعْشَقُ الْأَزْهَارَا
يَفْرِشُ الدَّرْبَ بَالْوُرُودِ سَعِيداً=وَيُرِيدُ التَّزْوِيدَ وَالْإِكْثَارَا
يَا رَفِيقَ الصَّبَاحِ أَنْتَ بِخَيْرٍ؟!!!=هَلْ تَوَدُّ الْإِحْمَاءَ وَالْإِشْهَارَا
هَيَ بَسْبُوسَةُ الصَّبَاحِ تَمَتَّعْ=بَعْدَ رَشْفٍ وَمَتِّعِ الْأَنْظَارَا
فِي خَيَالٍ مِنْ عَقْلِهَا وَشَتَاتٍ=تَشْتَهِي الْقُرْبَ تَبْتَغِي الإِحْضَارَا
بَيْنَ أَحْضَانِهِ الْجَمِيلَةِ تَهْوِي=تَلْعَقُ الْوُدَّ تَسْتَمِدُّ النَّضَارَا
إِنَّهُ اللَّيْلُ نَابِهٌ عَبْقَرِيٌّ=يَسْتَضِيفُ الْعُشَّاقَ وَالسُّمَّارَا
يَتَمَادَى فَيَلْمَسُ الطَّرْفَ مِنْهَا=تَتْرُكُ الصَّبَّ يَسْتَبِيحُ الْعَذَارَى
فَتَغَارُ الْأَعْضَاءُ مِنْهَا فَيُرْضِي=كُلَّ طَرْفٍ وَيَحْدِفُ الْقِنْطَارَا
فِي حَيَاءٍ يُلَطِّفُ الْعُضْوَ مِنْهَا=يَهْدَأُ الْكُلُّ يَسْتَلِذُّ الْعَمَارَا
كَمْ تَمَنَّتْ عِنَاقَهُ بِسَخَاءٍ=وَحَنَانٍ يُرَجِّعُ الْأَحْبَارَا
إِنَّهُ الْبَحْرُ بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرٍ=يَجْلِبُ الْحَظَّ يَسْتَمِيلُ الذِّمَارَا
إِنَّهُ الْبَحْرُ رَائِعٌ وَصَدِيقٌ=جَابَ أَحْدَاقَهَا وَسَارَ اخْتِيَارَا
تَشْتَهِي وَصْلَهُ وَتَنْهَلُ مِنْهُ=شَهْدَ أَيَّامِهَا وَتُرْضِي الْأُسَارَى
تَعْشَقُ الدَّهْرَ بِالْجُلُوسِ إِلَيْهِ=وَتَوَدُّ الْإِخْلَادَ بَيْنَ السُّكَارَى
تَأْنَسُ الْقُرْبَ فِي وِصَالِ حَبِيبٍ=مَتَّعَ الْجَفْنَ دَلَّلَ الْأَمْصَارَا
فِي حَدِيثٍ مُنَمَّقٍ عَبْقَرِيٍّ=مَا سَلَتْهُ النُّجُومُ يَبْغِي الْمَزَارَا
حَادَثَتْهُ مِنْ قَلْبِهَا بَعْدَ عِشْقٍ=يُبْهِرُ اللُّبَّ يَسْحَقُ الْأَخْطَارَا
نَامَتِ اللَّيْلَ فَوْقَ كَفَّيْهِ طَوْعاً=عَاشَتِ الدَّوْرَ تَسْتَقِلُّ الْقِطَارَا
تُخْبِرُ الْبَحْرَ عَنْ مُنَغِّصِ قَلْبٍ=يَسْلُبُ الْفَرْحَ يَخْطَفُ الْمِنْظَارَا
إِنَّهُ الْحُزْنُ قَدْ يُهِيلُ تُرَاباً=فَوْقَ أَشْعَارِهَا إِذَا مَا أَثَارَا
إِنَّهُ الْهَمُّ مَارِدٌ أَزَلِيٌّ=عَاشَ فِيهَا يُفَكِّكُ الْأَزْرَارَا
إِنَّهُ الْكَرْبُ قَدْ أَمَاطَ لِثَاماً=عَنْ مُحَيَّاهُ وَاسْتَلَذَّ الْعِشَارَا
طَمْأَنَ الْبَحْرُ قَلْبَهَا بَعْدَ كَشْفٍ=وَاحْتِضَانٍ يُفَاخِرُ الْأَسْفَارَا
نَقَشَتْ خَدَّهُ بِقُبْلَةِ حُبٍّ=رَجَعَ الْقُدْسُ يَسْتَعِيدُ النَّهَارَا
أيها الظالمون في الأرضً مهٍلا=إنّ في الأرضً والسّما جبَّارا
فاتقوا اللهَ» إن للهولً يوما=فيه - مًن ظُلمكم - ستصٍلَوٍنَ نارا
يوم تبيض من تُقَاها وجوه=ووجوه تسٍودُّ خًزيا وعارا
لا تظنوا السلطانَ يبقَي لحيًّ=خُلًقَ الدهرُ قُلَّبا دوَّارا
إن تَرَ اليومَ منهُ أمنٍا وودّا=فستلقاهُ في غد.. غدَّارا
فاتقوا اللهَ في العبادً وإلاَّ=سوفَ تغٍدُون عبرةً واعٍتبارا
لا تظنوا الرمادَ يعني خُمودا=إن تحتَ الرمادً جمرا.. ونارا
لا تظنوا السكونَ يبقي سكونا=إن خلفَ السكونً عصٍفا مُثارا
فكفانا خمسون عاما من الظل=ـمً أذقتمٍ فيها العبادَ المرَارا
كم وعدتمٍ، وكم نقضتُمٍ وُعودا=وعهودًا، وخُنٍتمو الأحرارا
كم سمعٍنا عن الكفايةً والعدٍ=لً، ومستقبل يفيضُ ازٍدهارا
فإذا عدٍلكم ظلام.. وظلم=وكفًاياتكمٍ.. أرتٍنا الخَسارا
قد تسلَّمتمو البناءَ صُروحا=وبأيديكمو هوَي.. وانهارا
فالرشاوَي للمجدً خيرُ طريق=ولمنٍ رامَ منصبا ويسارا
فغدتٍ مصر - بعد مجدي وعز=وطنا ضائعا، وشعبا مُضارا
بينما الأرضُ للكبارً مَشاع=لقصور تُطاولُ الأقٍمارا
في شمال وفي جنوبً تراها=و«مَرينا» بسحرًها تتباري
عرٍبَد الليلُ في مداها فمالت=في انتشاء كئوسُها والسُّكاري
غير أن القبورَ صارتٍ ديارا=للذي لم يجدٍ لسُكناهُ دارا
كلهم ميت وإنٍ كان هذا=ظاهرًا فوقها، وهذا تَوارَي
أنا لم أسرق القروضَ من البنٍـ=ـكً، ولم أختلسٍ جهارا نهارا
لم أبعٍ ذمتي، ولاخنتُ يوما=أو لبستُ الرياءَ ثوبا مُعارا
أنا لم أقتحم بيوتا مع الفجٍـ=ـر، وأُفزعٍ أطفالَها والعذاري
لا وما زوّرتُ انتخابا، ولا كنٍـ=ـتُ دعيًّا أسايرُ الأشرارا
إنما عشتُ شامخا بيقيني=رافعَ الرأسً عزةً وفخارا
أنا ما بعتُ أمتي برخيص=أو بًغال، ولم أُخرًّب ديارا
ما اتخذتُ الإرهابَ دينا ونهجٍا=لا، ولا حتي فكرةً وحوارا
فلماذا أصيرُ رهن اعتقال=وأعاني القيودَ والأسوارا
وأعاني لهيبَ شوقي لطفل=وبناتً للحزن عًشٍن أُساري?
زوجتي رُمًّلتٍ وما أنا ميٍت=وهٍيَ - مًنٍ غيبتي - تذوب انتظارا
حَمَلَتٍ ما حَملٍتُ قبلا، فقامتٍ=تشكرُ اللهَ قُرٍبةً واصطبارا
وصغاري تيتموا في حياتي=«يايدَ الظلم ما رحمتً الصغارا»
لم يعيشوا في العيد بهجةَ عيد=أو تزيَّوٍا بًزًيًّه استبٍشارا
واتقوا دعوةً لأمًّ تعاني=مرضا فادحا عليها أغارا
في ليالي الدموع والكرب نادتٍ=«يا إلهي بًك الكسيرُ استجارا
يا نصيرَ المظلومً إنا ظُلمنا=وغُلبٍنا فانتصرٍ لي انتصارا»
إنها دعوة إلي الله هزَّتٍ=من أساها الملائكَ الأطهارا
أيها الظالمون في الأرضً مهلا=إنَّ في الأرضً والسَّما جبارا
كيف أُرضيكمو: أؤُصبحُ لصًّا=أمٍ غبيا غباؤُه لا يُجارَي?
أم أقضًّي المساءَ سكٍرا ورقصا=وأُؤاخًي الفجّار والشطارا?
أم أصوغ المديحَ في موكبً الذلًّ=نفاقا، وأنظمُ الأشعارا?
أنا لا أستطيعُ أنقضَ عهدا=بيقيني كتبته.. مختارا
فاتخذتُ الرسولَ خير إمام=ورضيت الإسلام دينا ودارا
وتبعتُ القرآنَ دستورَ حق=وحياةً، وحكمةً، ومنارا
وتأثرتُ خالدا، وعليّا=وصُهيبا، وجعفرَ الطيارا
ولذا عشتُ شامخًا بيقيني=رافعَ الرأس.. عزة وفخارا
أبذل النفسَ والنفيس لديني=لا أبالي الخطوبَ والأخطارا
فاتركونا لله في صُحٍبةً الفجٍـ=رً، نعطًّرٍ بوًرٍدًنا الأسحارا
اتركونا لله ننشرٍ شذا الحقًّ=ونُطلعٍ مًن الظلامً النهارا
كي نُروًّي القلوبَ نورا وحبّا=بعد أن أجٍدبتٍ وصارت قًفارا
اتركونا لله ننقذٍ شبابا..=تائة الخطٍوً، حائرا منهارا
«يا شباب الحمي تعالَوٍا فإنّا=لا يمينًا نريدُه أو يسارا
إنما شرعةَ الإله، وإنا=نفتديها عقيدة وشعارا»
فاطمئنوا فما لًدُنٍيا نهضٍنا=بل رفضنا رُواءَها والنُّضارا
ويمينا لن ننزعَ الحكمَ منكم=فبكم صارَ حكمكمٍ.. أصٍفارًا
لا، ولن نقلبَ النظامَ فأنتم=قد وفيٍتُم بقلٍبًه فانهارا
فاتقوا اللهَ في العبادً، وإلاّ=سوف تغٍدُون عبرةً واعتبارا
وسوم: العدد 782