لن أستكين
لن أَسْتكينَ وإنْ طَغى الخذْلانُ
مهما يُؤَجِّجُ حُرْقتي العُرْبانُ
مهما يكيدُ الخائنون لِثَورتي
مهما غَوى مِنْ أُمّتي الشّيطانُ
مهما تلذَّذَ إخوتي بِمُصيبتي
مهما تَنَكَّرَ لِلوَفا الجيرانُ
مهما تَسَلَّقَ ثورتي مِنْ سارقٍ
ومنافقٍ ، وتَناطَحَ الثّيرانُ
مهما يُسابِقُ لِلإمارةِ جاهِلٌ
مهما تَهَيّأ لِلأَذى الثُّعبانُ
ما عادَ يُؤلِمُني تَخاذُلُ أُمّتي
فالقُدْسُ تُذْبَحُ جَهْرَةً وتُهانُ
والشّامُ تَسْأَلُ شَرْحَبيلَ وخالداً
وأبا عُبيدَةَ : هلْ خَلا الإيمانْ ؟
أَمْ أنَّ أحفاداً لهم قَدْ أنكَروا
يرموكَنا وتَفَرَّقَ الخلّانُ ؟
هلْ غادَرَ الصّحْبُ الكِرامُ رُبوعَنا
فَتَحَكَّمَتْ بِبَلادنا الخِصْيانُ ؟
حُكَّامُنا تَسْعى لِوَأْدِ إبائِنا
وبِنِفْطِنا يَتَسَلَّحُ العُدْوانُ
أموالنا تُهْدى لِقاتِلِ شَعْبِنا
آمالُنا يَجْتاحُها النِّسْيانُ
يا أيُّها التّاريخُ سَجِّلْ غَدْرَهُمْ
أَفَلا يَشيبُ لِمِثْلِهِ الوِلْدانُ ؟
ماذا أقولُ لهم وفي آذانِهِمْ
وَقْرٌ ؟ وهل يَتَفَهَّمُ الطُّرشانُ ؟
يا مَنْ نَسيتُم جُرْحَنا ودِماءَنا
أَلْهَتْكُمُ الأرْدافُ والسِّيقانُ
بِعْتُمْ كَرامَتَكُمْ وإِرْثَ جُدودِكُمْ
أَفْعالُكُمْ ضَجَّتْ بها الأَكْوانُ
تَتَفاخَرونَ بِما يُعيبُ كَأنَّكُمْ
مِنْ جَهْلِكُمْ عَنْ عارِكُمْ عميانُ
لن أَسْتَكينَ وإِنْ تَخَلّى عُرْبُنا
عن شامِنا وتَعاظَمَ الطُّغْيانُ
سَأُقاتِلُ الحَلَكَ البَغيضَ وأَهْلَهُ
حتّى يَزولَ السِّجنُ والسَّجّانُ
أو أَسْتَريحَ مِنَ العُيوبِ بِأُمَّتي
بِلِقاءِ ربّي راحَةٌ وأمانُ
والقَبْرْ أَفْخَرُ مَنْزِلٍ مُنْ أنْ أرى
أرضَ الشَّآمِ تَلُفُّها النّيرانُ
يا شامُ صَبْراً فالجِراحُ بَليغَةٌ
آلامُ جُرْحِكِ باعَها الإخْوانُ
يا شامُ لو قَلَّ الرِّجالُ بِحَيّنا
ما غابَ عَنْ ساحِ الوَغى الشُّجعانُ
يا شامُ بُرْكانُ الإباءِ مُهَيّأٌ
سَيَثورُ في وَجْهِ العِدى البُركانُ
ويَبيدُ حُكْمُ الغادِرينَ بِديْنِنا
ويُضيءُ لَيْلَ نُفوسِنا القُرْآنُ
وسوم: العدد 782