دُونَ وَداع

وغَرَبْــتِ تَذَّخِريــنَ بَحْــرَ شُــعاعِ

ما أصعَــبَ  التَّــرْحــالَ  دُونَ  وَداعِ

يا نجمـةً أفَلَــتْ  ليلفَــحَ  وَهْجُهــا

وَجْــهَ الثُّــريَّــا تحـتَ ألْـفِ قِنـاعِ 

يا مَـيُّ مَــنْ  للحُسْـنِ يلبَـسُ تاجَـهُ

والكِبْــرياءِ  يُشــيدُهــا  بقِـــلاعِ

اَلشــامُ تبكـي فيكِ صَــرْخَةَ عِـزَّةٍ

كـمْ جلجلَـتْ لتَهِيـجَ  فـي الأسْمـاعِ

وتسَمَّـرَتْ للرِّيـحِ تكبَــحُ عَصْفَهــا

ما أجبنَ الرِّيــحَ  انحَنَــتْ  لشِــراعِ

                    *    *    *

مَـيَّ الأصــالةِ  إنَّ شــامَــكِ  ثــورةٌ

قـد قُلتِهـــا  لا مَــرْتـــعٌ  لرُعــاعِ

لـم تـركعي لتُقبِّلـي القـدمَ التــي

قــد قَبَّلتْهــا جَــوْقَــةُ الإمتـــاعِ

ولو ارتضَيْـتِ لكُنـتِ فـوقَ مقامِهِـمْ

شَـتَّــانَ بيــنَ الغَـــثِّ  والإبـــداعِ

اَلفَــنُّ أسـمى من نهيــقِ نِفاقِهِــمْ

وخِـــداعِهِــمْ  لمــــآربٍ    ودَواعِ

ما شيَّعــوكِ على منـابِـرِ عُهْـرِهِـمْ

كالنَّـافقيـــنَ  بمــأتَـــمٍ خَـــدَّاعِ

بل شَـيَّعتْـكِ الشَّــامُ فـي أحرارِهـا

لمَّـا نعـاكِ إلــى الشَّـــآمِ النَّــاعـي

                    *    *    *

يا بنــتَ ثــورةِ عـِــزَّةٍ وكَــرامَــةٍ

كَرُمَــتْ فكانَــتْ فيـضَ كُـلِّ يَــراعِ

ماذا سأكتُـبُ عنـكِ  يا كَبِــداً ثَــوى

فـي غيـرِ مَثْــواهُ  عــن الأضـــلاعِ

ما أجبـنَ الكلمــاتِ  في تضمينِهــا

هيهــاتَ تدنــو منــكِ  قيــدَ  ذِراعِ

والدمـعُ ياللــدمعِ لـم تسـكُنْ  بــهِ

نــارُ القُلـــوبِ وزَفْـــرةُ الأوْجـــاعِ

لكـنْ بهــا نعتَــلُّ فــي أتْــراحِنــا 

إنَّ الـدُّمــــوعَ  مُـدامَـــةُ المُلتـــاعِ

وسوم: العدد 782