سلاماً لأرضِ الجُدود
حاتم جوعيه - الجليل
أحِبُكِ حُبَّ الترابِ المَطرْ وَحُبَّ الطيورِ غصونَ الشَّجَرْ
أحِبُكِ في سَكرةِ الجُرح ِ لحنا طروبًا خلوبًا يُنيرُ الفكرْ
يُجَسِّدُ حُزني عذابَ الشُّعُوبِ وتخطُو ظلالي بأبهَى صُوَرْ
سَأحملُ عِبءَ الكفاحِ وَأمضي على صهوةٍ المَجدِ يحلو السَّفرْ
وَأبني خرائبَ صرح ٍ تداعَى أعيدُ خرائِط َ جيل ٍ أغَرْ
وأعزفُ ألحانَ قلبي الكئيبِ على مسمع ِ الطير حتى السَّحَرْ
لأجلِ هواكِ أخوضُ الصِّعابَ وأطوي الشِّعَابَ وَما من ضجَرْ
سَأذكي سماءَ البلادِ كفاحًا فإمَّا الرُّكوعُ وَإمَّا (الحَجَرْ)
فإمَّا نكونُ وَأن لا نكونَ فإمَّا المَمَاتُ وإمَّا الظفرْ
سلامًا إليكِ سلامَ الكفاحْ مَعًا سَنضَمِّدُ كلَّ الجراحْ
معًا سَنخُوضُ خضمَّ الخطوبِ سَويًا سنركبُ مَتنَ الرِّياحْ
رفاقا على الدَّربِ للفجرِ نمضي ندُقُّ ونقرَعُ بابَ الصَّباحْ
سَلامًا إليكِ سلامَ الصُّمُودْ بنارِ الكفاحِ نعَلِّي البُنودْ
سَلامًا لأحلى ترابٍ طهُورٍ سلامًا .. سلامًا لأرض الجدُودْ
فطوبى لشمسٍ تضيءُ دياجيرَ سجني وتجتاحُ كلَّ السُّدودْ
أغنِّي لشعبٍ بهيِّ الأماني لحُبٍّ تبرعمَ رغمَ القيُودْ
سَأحملُ حُبَّكِ في ليلِ حزني وَأطوي الوهادَ أغنِّي الفِدَا
أقبِّلُ طيفكِ في كلِّ دربٍ وَأحضنُ رمشَكِ طولَ المَدَى
لاجلِ هواكِ يطيبُ المَمَاتُ وَأرضي لذيذ ٌ عليهَا الرَّدَى
أعَانقُ فيكِ جمالَ الوُجودِ وَسحرَ النجوم ِ وَضوءَ القمَرْ
سَيبقى هَواكِ اللَّجوجُ الطَّمُوحُ مَدَارَ السِّنينِ خيوط َ القدَرْ
رأيتثكِ شمسًا تضيىءُ الدُّروبَ دروبَ حياتي وَتُجلي الحُفرْ
رأيتُكِ حُلمًا جميلا تهادَى يُعانقُ حُلمي الجميلَ النَّصرْ
سَأبقى أحبُّكِ حتى الفناءَ وَيفنى الوُجودُ ويفنى البَشَرْ
سَمعتُ غناءَكِ قبلَ الرَّحيلِ وكانَ الوَداعُ وكانَ السَّفرْ
فصوتُكِ لحنُ الخُلودِ لروحي عَزاءٌ لِمَنْ بالهُموم ِ استعَرْ
شراعي يميدُ مع الرِّيح ِ تيهًا يسيرُ حثيثا إلى شاطئيكِ
خُذيني .. خُذيني كطفلٍ وديع ٍ أنامُ وأغفو على ساعديكِ
فأنتِ صباحي، وَعِطرُ الأقاح ِ شَذاهُ تضوَّعَ مِن وجنتيكِ
سَكبتُ أريجي على راحتيكِ وَضَمَّختُ كأسي بضوءِ القمَرْ
يُصَفِّقُ طيري لِطيفِ النَّسيم ِ وتهوَى جناني عذارَى أخَرْ
أغنِّي فتصبُو وهادٌ فساحٌ وَيصحُو الجَمادُ وَيُصغِي الحَجَرْ
وتعلو بنودٌ ، تُدَوِّي رعُودٌ ويبكي شتاءٌ وَيهمي مَطرْ
وَعُمرٌ جميلٌ كغضِّ الوُرودِ يموجُ بسحرِ الحياةِ العَطِرْ
إذا متُّ حُبًّا لأجلِ بلادي وَرُوحي توارَتْ وراءَ السَّديمْ
فزوري ضريحي فتاة َ الأماني وَنوحي مع الطير ثمَّ النُّجومْ
ستبقى عذارى "الجليل ِ" تُغنِّي وَتُسبلُ دمعًا كدمع الغيومْْ
فواحَسرَة ً للشَّبابِ الجَميل ِ يغيبُ ضياؤُهُ تحتَ الأديمْ
سأخلعُ صمتي وأجلو الضَّبابَ وأنضُو التُّرابَ أشُقُّ الكفنْ
سآتيكِ نسرًا جَمُوحًا تلظَّى بنار ِ الكفاحِ وَنارِ الشَّجَنْ
هَواكِ أعادَ إليَّ الحياة َ وَعَمَّقَ في القلبِ حُبَّ الوطنْ