أنا هنا

أبو المجد الوصابي

مخفيٌ قسـراً فــي مَــذْبَح 

و الحـالُ مُخيفٌ لو أشرح

لا أدري حــين أبــوحُ بــهِ

هل أهجو نفسي أم أمدح

أخشى مــن ردٍ يهــزأُ بــي 

و كــــلاماً ألــيــنَهُ يجــرح

مــــاذا ســأرد إذا ســألــوا 

هـل أنت كذلك أم تمــزح؟! 

وأنــا ( مُعتقلٌ) فــي بيتي

و سجينٌ ــ فــيها لا أبــرح 

ممنــوعٌ إلا مــن حــزنــي 

وحــرامٌ  مثلي أن يفــرح 

سجّـاني يرصد ضحكاتي

و يُراقب شفتي لا تُفتَح!!

يُغضــبهُ صمتي وسكوتي 

للسّامِع من نُطقي أفصح

لا يُســمحُ ــ إلا ببكــائــي 

و بغير دموعي لا يُســمَح

أشعــاري جُــرمٌ يلحــقني

و قصيدي ذنبٌ قد أصبح

العيــش قبيحٌ في وطني

و بقائي في سجني أقبح

سيّــان ــ ممــاتي وحياتي

لا أدري ــ أيهــما الاصــلح 

لــو أن عــدوي أمــريــكــا 

و بنوا صهيون فلن أصفح 

لو أن الغــرب قد اجتمعوا

ورأيت الكل على المسرح 

يرجــون سلاماً أو جنحوا

للسلــم جميعاً ــ لن أجنح !!

لكــن يؤســفني حــين أرى

مــن نفس المِــلّةِ من يَذبَح 

أطــفال بــلادي ــ ويــرتِّل 

بخشوعٍ مَطلَعَ ( قد أفلح) 

وسوم: العدد 790