1- من أساطير العرب، أنّ البوم تخرج من قبر القتيل وتظل تصيح حتى يؤخذ بالثأر.
2- إشارة للآية القرآنية: "وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرة، وليتبّروا ما علوا تتبيرًا".
الإسراء 7.
3- حاص يحيصُ حيصًا ومحيصًا. محيص: مهرب، مفرّ. حاص القوم: طلبوا الفرار.
أغضّ طرفي حياءً أن أرى الأقصى = تحت الحرابِ وجرحًا غارَ واستعصى
بلى، وأكبادنا الحرّى مقرّحةٌ = والرّوحُ ظمأى وعن محرابها تُقصى
وخنجرُ الغدرِ في كفّ المنونِ بدا = كأنه القدر المقدور لا يُعصى
أما مددنا له الأعناقَ خاضعةً = يغوص في دمنا حتى متى غوصا
يا قدسُ حسبُكِ ما لاقيتِ من شططٍ = فما اعتذاري إذا لم انتفض شخصا
ماذا نجيبُ إذا الفاروقُ يسألنا = وقد رجعنا على أعقابنا نكصا
والبومُ[1] تصرخُ في بيداء غربتنا = حيث المدى بالدّم المسفوحِ قد غصّا
ما للصوارمِ لم تومض أسنّتها = والخيل صافنة ما بالها تُخصى
لبيك يا قبلتي الأولى ويا حرمًا = قد خصّهُ الله في تنزيلهِ نصّا
أما مَحَضنا لكِ الأرواحَ خالصةً = فما ترى خورًا فيها ولا نقصا
يا أيها الحرمُ القدسيّ هاكَ دمي = زلفى يقرّبني، يا عشقنا الأقصى
يا وعدَ أمّتنا الآتي سندخلهُ = وهل سوانا ليومِ الفتحِ يستوصى[2]
لا تسألوا كم شهيدًا فوق ساحتهِ = في ساحه مهجُ الأرواحِ لا تُحصى
هذا دمي لم يزل فوق الثرى خضلًا = فكم روى عبقَ الماضي وكم قصّا
فربما خبت الثاراتُ أو سكنتْ = فما يظنون إن شبّتْ فهلْ تُقصى
كلّا فيا ويلهُم، الصبحُ موعدهم = من فوق أشلائنا قد أدمنوا الرّقصا
سيُغلبون ولا منجى غداة لهم = ويُهرعون على أدبارهم حَيْصا[3]
إذ الكتائب حين الخيلِ ضابحةٌ = تأتي البراق على صهواتها رصّا
هناكَ أنصبُ للطّغيانِ محكمةً = ثأرًا من الغاصب المُحتلّ مُقتصّا
نمضي قصاصًا سريعًا للخلاص فلا = يبقى الحمى فوقه مُستوطنًا لصّا
وصيّة المصطفى يا قدسُ خالدة = بلى ونصدع إيمانًا بما وصّى
اليومَ نسرجُ لا بالزّيتِ، بل دمنا = نهدي قناديل هذا المسجدِ الأقصى