النفس حيرى والذنوب كثيرة= والعمر يمضي والحياة ثواني
يا نفس كفي عن معاصيك التي= كادت تميت الحس في وجداني
أنسيت أن الموت آت فاجمعي= يا نفس من طيب ومن إحسان
أنا لست أخشى الموت بل أخشى= الذي بعد الممات وعسرة السؤلان
ماذا أقول إذا فقدت إرادتي= وتكلمت بعدي يدي ولساني
ماذا وكل جوارحي تحكي بما= صنعت ولست بعالم النسيان
أخشاك يا شمس الصيف فكيف = لا أخشى العذاب وحرقة النيران
أنا يا إلهي حائر فتولني= ولأنت تهدي حيرة الحيران
أنا إن عصيت فهذا لأني غافلٌ= ولقد علمت عواقب العصيان
أنا إن عصيت فهذا لأني ظالمٌ= والظلم صنع من يد الإنسان
لكنك الغفار فاغفر ما جنت= نفسي على نفسي فأنت الحاني
أشكو إليك ضآلتي ومذلتي= فارفع بفضلك ما أذل زماني
أدعوك في صمتي وفي نطقي= وفي همسي بقلب دائم الخفقان
أدعوك فاقبل دعوتي وارفع بها= شأني وكن لي يا عظيم الشان
لك في الفؤاد مهابة ومحبة= يا من بحبك يستضيء كياني
أنا يا إلهي عائد من وحدتي= أنا هارب من كثرة الأشجان
من لي سواك يجيرني ويعيذني= من عالم الأهواء والشيطان
سدت بوجهي كل أبواب المنى= فأتيت بابك طالب الغفران
يارب إني قد أتيتك تائباً= فاقبل بعفوك توبة الندمان
كم جئت بابك ســائلاً فأجبتني= من قبل حتى أن يقــول لساني
واليوم جئتك تائــباً مستـغفراً= شيءٌ بقلـــبي للـهدى ناداني
عيناي لو تبكي بقــية عمرها= لاحتجت بعد العمر عمراً ثاني
إن لــم أكن للـعفو أهلا ً خالقي= فأنـت أهل العفو والغفران
روحي لنـورك يا إلهي قد هفت= وتشققت عطـــشا لهُ أركاني
فاقبل بفضلك توبة القـلب الذي= قد جاء هرباً من دجى العصيان
واجعله في وجه الخـطايا ثابتاً= صـلباً قوياً ثابـت الإيمان
وامنن بعفوك إن عفوك وحده= سيعـيد نبض النـور في إنساني