23-10-2018
انتظر العالم كله الخطاب ليوضح التفاصيل و لكنه أجمل الإشارات و ترك التفاصيل للتحقيقات
**
البعض يسأل لماذ الاهتمام بقضية جمال خاشقجي و ترك آلاف الجرائم من حبس و قتل و تعذيب و .. و...
، فكان الرد : الظلم و القهر ننكره كله ، الظاهر منه و المستتر في المملكة و في غير المملكة ، و الأسى يعتصر قلوب الملايين من المظالم التي أشرتم إليها و هي موجودة في كل بلاد المسلمين التي يتحكم فيها من يُوالون أعداء الله سرا و يدعون الشرف و الوطنية أمام شعوبهم .. و هم أكابر مجرميها و مظالمهم فوق الحصر .. و أظن أن سبب اهتمام الناس بهذه القضية هو أنها جسدت المظالم في نموذج واضح توفر فيه ما لم يتوفر في غيره :
لله درُّكَ أردوغان فلم تَزِدْ= في القول عن ذكر الخلاصة و المفيد
و القول لم يشف الصدور و ربما= الناس قالت لم نجد فيه الجديد
لكنَّكَ في حكمةٍ قد قلتَ ما= فيه الكفايةُ أو به بيت القصيد
و تركتَ تفصيل الدلائل للقضاء= و للمحقق و القرائن و الشهود
كذَّبتَ قول المُدَّعين بباطلٍ= أن الشجارَ هو الذي قتل الفقيد
و ذكرتَ أن جريمةً قد بُيِّتت= بالقتل و الفُجر الذي فاق الحدود
و ذكرتَ سلمانا بوُدٍّ إنما= أغفلتَ ذِكرَ الابن تقصدُ ما تريد
و رميْتَ أسئلةً بملعبهم بها= الإشهادُ للناس القريب أو البعيد
وتركتهم في حيرة من أمرهم= هل تنتهي تلك الفضائح أم تزيد
1 - فالمجني عليه صحفي مشهور= يصعب أن يطلق عليه تكفيري أو إرهابي فتتم تصفيته سرا كمئات الحالات في بعض الدول ،، 2 – مسرح الجريمة قنصلية ليست أبدا مكان اشتباه أو مكان شجار و هرج ،، 3 – وقت دخول المجني عليه إلى القنصلية محدد و الناس تنتظر خروجه .. فبصعب إدعاء أنه اختفى قسريا كآلاف الحالات في بعض البلدان=و يصعب التكتم عليه كما يتكتمون على أساتذتنا العلماء فلا نعرف بالقبض عليهم إلا من ذويهم بعد فترات كبيرة ،،=3 – قدوم رجال في مناصب رسمية عالية إلى القنصلية على طائرات خاصة وقت الحادث يشير إلى أمر بُيِّتَ بليل،، 4 – القرائن قوية و الدلائل متواترة= : أين جثمان المجني عليه - لماذا الإنكار أولا ثم لاعتراف آخرا – لماذا اصطحب القنصل بعض رجال التحقيق يطلعهم على مكاتب خاوية إن صح أن المجني عليه مات في شجار - أو لماذا لم يقم فورا باستدعاء الإسعاف و رجال الأمن= كيف يموت فرد في السفارة و يقول الكبراء إننا لا نعلم عنه شيئا .. وإن كان حقا شجارا فلماذا لا يُذكر اسم الطرف الآخر في الشجار ،، 5- أصابع الاتهام لا تشير إلى جندي أو ضابط متهور و إنما تتجه إلى " الكبير "=الذي لا يتحرك أحد إلا بأمره في صغائر المهام فكيف بكبارها
كل هذا جعل الناس تتابع و تأمل أن تظهر الحقيقة جلية في قضية و لو واحدة خلاف آلاف الجرائم التي تغيب فيها الحقائق و يتستر عليها المجرمون= ..=إنها قضية نموذج تجسدت فيها مظالم كثيرة و هذا سبب اهتمام الناس بها=لعلهم يجدون نصرة للحق و لو مرة= ..= و ليس في هذا عدم اهتمام بكل القضايا و الجرائم الأخرى التى يتألم لها الناس جميعا .. و الله أعلم