هوامش :
1 ـ سلم : وادٍ في المدينة
2 ـ وادي العقيق : واد مشهور في المدينة
3ـ عميس : واد آخر فيها ــ في جثم : في عطاء كثير
4 ـ عوال : جبل قرب المدينة
5 ـ سفا : موضع على طريق المدينة ــ عَلَم : موضع آخر
6 ـ السقيا : من قرى المدينة المنورة
7 ـ الحميدية : أحد أحياء مدينة ديرالزور في سوريا ـ الرَّسم : حُسْنُ المشي
8 ـ اللدم : صدق العهد والوعد والوفاء بهما
9 ـ القرم : هنا بمعنى المشتاق
10 ـ السليم : من منازل العقيق
11 ـ الغسق : ظلمة أول الليل ــ الفلق : أول ظهور الصباح
12ـ اليهم : ضربٌ من الجنون
13 ـ العسم : اليَبس
14 ـ خَصِم : شديد الخصومة والمجادلة
15 ـ السُّطُم : الأُصول الثابتة من الدين
16 ـ العثم : جَبْرُ الشيءِ بعدَ كسرِه .
17 ـ من فكر مَن فسقوا : المراد : المذاهب الهدَّامة
18 ـ شِيَة : علامة
19 ـ الأشوس : الناظرُ بمؤخرة عينِه ــ العِصَم : القيم المحفوظة
20 ـ زخم : النتَن
21 ـ باء : رجع بسوء فعلته
22 ـ خبَّاب : هو خباب بن الأرت t وكان مولى لأم أنمار الخزاعية 23 ـ أبو فكيهة : واسمه : أفلح t وكان مولى لبني عبدالدار
24 ـ الدُّهُم : المظلمة ، الشَّديدة البأس
25 ـ النَّخَم : الإعياء
26 ـ جرجيس : هو الراهب بحيرا ، وكانت صومعته على طريق الشام
27 ـ الغتم : شدة الحر وأثره على الجسم
28 ـ الأطم : القصر
29 ـ عن كثم : عن قرب
30 ـ زأم : خوف
31 ـ لم يجم : لم يخف أو يتراجع
32 ـ الأجم : عرين الأسد
33 ـ شُكُم : كناية عن كثرة خيل الأعداء
34 ـ وَجِمِ : حزين .مطرق
35 ـ لم يَثِم : لم يعجز
36 ـ والقحم :الشَّدائد ( وما أكثرها على الأمة !! )
37 ـ أخو الجعم : أخو الجشع والطمع
38 ـ الرُّنُم : المغنيات
39 ـ الرَّأَم : الأُلفة والمودة
40 ـ الذّاعر : الغادر المخيف
41 ـ الثَّدم : ثقل اللسان ، أو الحيرة في الكلام
42 ـ السَّدم : الحزن الشديد
43 ـ أشأمتْ سارت نحو الشام ــ أعرقتْ : سارت نحو العراق ــ لم يشم : لم يَرَ
44 ـ الجُضُم : هم كثيرو الأكل ( أهل البطون )
45 ـ النَّخَم : الإعياء
46 ـ الكزم : قِصَرُ اليد عن نيل الحاجة
47 ـ الأكهب : المغبر ــ الغَلِم : الهائج
48 ـ النِّجار : الأصل الكريم
49 ـ الَّلزِم : المراد هنا ملازمة التقوى وطاعة الله تبارك وتعالى
50 ـ مُنفحم : عاجـز
51 ـ الوثَم : القلة من الأعوان والأنصار
52 ـ شَبِم : عَذْب بارد
53 ـ الثَّكَم : قصُّ الأثر ، واتباعُه
54 ـ لم يئم : لم يبتعد
55 ـ الأثِم : لصاحب الذنوب الكثيرة
56 ـ صقيل كمي ـ سيف شجاع
57 ـ كالبهم : الشُّجعان ــ ما أناف : ما ارتفعَ بهم ودفعهم ...
58 ـ البشم : المتخَم ، البطِر
59 ـ يد الرَّجم : الرميُ بالحجارة
60 ـ الأضم : الكُره والبغض
61 ـ الجعم : الطمع
62 ـ البَهَم : صغار الضَّأن
63 ـ بدر ، إضم : مواطن في الحجاز
64 ـ بئر البضَّة : بئر كانت قرب البقيع
65 ـ غُرَّته : المراد شعر الرأس
66 ـ غسال الرأس : غسالة الرأ س ــ نشيب : طيب
67 ـالألباء : جمع لبيب
68 ـ لم أسم : لم أهجر
69 ـ غير ملتدم : غير نادم
أَهَاجَكَ الشَّوْقُ يَاقَلْبِي فَلَمْ تَنَمِ ؟ = وَرَاْوَدَتْكَ مَغَانِي الشَّوْقِ فِي ( سَلَمِ )(1)؟
أَمْ هَلْ سَبَاكَ فُتُوْنٌ فِي مَرَابِعِهَا ؟ = أَمِ الرُّؤى أَضْرَمَتْ نَارَ الهَوَى بِدَمِي ؟
أَمْ عِشْتَ نَجْوَى حَبِيْبٍ فِيْ تَبَسُّمِهِ = يُسْتَمْطَرُ اَلأُنْسُ رَغْمَ الْكَرْبِ وَالأَلَمِ ؟
فَمَا لِعَزْمِكَ قَدْ أَوْهَى جُذَاهُ أَسَى ؟! = وَمَا لِخَطْوِكَ أَخْوَى عَاثِرًا وَعَمِي ؟!
فَقُمْ ـ فَدَتْكَ حَيَاةٌ لَيْسَ يُعْتِقُهَا = حُبُّ النَّبِيِّ r ـ إلَى نَجْوَاهُ وَانْتَظِمِ
فَذِكْرُهُ الْعَطِرُ الْفَوَّاحُ مَا بَرِحَتْ = بِهِ الْجَوَانِحُ تَحْثُوْ مِنْ شَذَا الْعَنَمِ
وَالْمَدْحُ نَظْمُ قَوَافٍ كَيْفَمَا هَزَجَتْ = وَ وَاجِبُ الْمَدْحِ بَعْضُ الْحُبِّ فِي الْكَلِمِ
وَإِنَّمَا الْحُبُّ فَوْقَ الْمَدْحِ رُتْبَتُهُ = وَنَظْمُهُ الْشَّوْقُ : يُوْرِي الرُّوْحَ بالضَّرَمِ
هواهُ كُلُّ هَوى قلبي ، وَمُعْتَقَدِي = ماجاءَ يَومًا بِه مِنْ بَارِئِ النَّسَمِ
فَلَيْسَ لِيْ وِجْهَةٌ إلاَّ الَّتِي بَرَقَتْ = نُوْرًا بِها دِيْرَةُ الْعُشَّاقِ في ( إِضَمِ )
فَصَفُّ أَهْلِ هَوَاهُ مَانَأَوْا أَبَدًا = عَنْ روضَةٍ مُسْتَقَاها خَيْرُ مُغْتَنَمِ
وَاسْتَقْبِلِ النَّفْحَ مِنْ ( وادِي العَقِيْقِ ) وَسِرْ = حَثِيْثَ سَيْرِ اشْتِيَاقٍ غَيْرِ مُنْكَتِمِ (2)
وَانْزِلْ ( عميسًا ) فَفي بُرْدَيْهِ مَابَرِحَتْ = يَـدُ الحَبيبِ تَصُوْغُ البِرَّ في جَثَمِ (3)
وَاصْعَدْ ( عوالاً ) تَلُحْ أَنْوَارُ طَلْعَتِهِ = مِن المدينةِ ذَاتِ المَجْدِ والْعِظَمِ ( 4)
وَناجِ في أُفْقِهَا يَاقلْبُ مَنْ سَهِرُوا = عَلَى ضِيَاءِ مُحَيَّا بَدْرِهَا التَّمِمِ
وَإِنْ أَتَوْا مِنْ ( سفا ) فَاهْنَأْ بِمَقْدَمِهِمْ = فَإِنَّهُمْ وَفْدُ أَهْلِ البِرِّ والكَرَمِ (5)
يَاحَادِيَ العِيْسِ أَغْرَتْنِي مَرَابِعُهُمْ = وَ قَدْ هَفَوْتُ إِليْهَا حَيْثُ لَمْ أُضَمِ
ففي بَسَاتِيْنِهَا خُضْرُ المُرُوجِ بَدَتْ = وَ لَمْ يُغَادِرْ سَمَاهَا دَافِقُ الدِّيَمِ
* * *=* * *
مِنَ الفُرَاتِ نَهَلْتُ الحُبَّ مُبْتَهِجًا = مُيَمِّمًا قَرْيَةَ ( السّقْيَا ) بِقَلْبِ ظَمِ ( 6)
( فالدْيْرُ ) وَجْهُ مَغَانيْهَا هَفَا عَبِقًا = يَحْكِي مَوَاجِدَهُ في شَاطِئَيْهِ فَمِي
فِيْهَا شَرِبْتُ قَرَاحًا ظَلَّ مُمْتَزِجًا = بِأَعْذَبِ الشَّهْدِ أَغْنَى بالوَفَاءِ دَمِي
وفي ( حَمِيْدِيَّةِ الدَّيْرِ )التي ابتَهَجَتْ = فيها خُطَايَ بِحُبٍّ شَيِّقِ الرَّسَمِ (7)
عانَقْتُ طيْبَ نسيمٍ جاءَ منْ أُفُقٍ = صَوْبَ الحِجَازِ فأَحْيَا مَيْتَ مُبْتَسَمِي
فَافْتَـرَّ للطَّيْفِ لم يَأْبَهْ لِسَاجِعَةٍ = غَنَّتْ ، ولا لِهَوًى ما فازَ بِالَّلدَمِ ( 8 )
و راحَ في زَهْوِه يشدو بفرحتِه = في كُلِّ مُبتَدَأٍ حُلْوٍ و مُخْتَتَمِ
قد هَيَّجَتْهُ حِجازُ الشَّوقِ ، ما عَثَرَتْ = يومًا رغائبُهُ في غيرِها و لَمِ ...
هيَ الحِجَازُ و شَوْقِي كَم أُكَابِدُهُ = مُذْ كُنْتُ أَدْرُجُ في ( دَيْرِي ) على قَدَمِ
ولو سَعَيْتُ على عَيْنِي لأُدْركَهَا = أوِ امْتَطَيْتُ جَناحَ الروحِ في الغَسَمِ
لَمَـا عَلِمْتُ بأَنِّي قد بَذَلْتُ لها = شَيْئًا أَرُدُّ بِهِ مِنْ لَهْفَةِ القَرِمِ ( 9)
ويَشْهَدُ الَّلهُ أَنَّ الشَّوْقَ أَرَّقَنِي = إِذْ لِيْثَ بِالشَّجْوِ قَبْلَ اليْومِ و الألَمِ
و كَمْ نَزَلْتُ بِرُؤْيَا غَيْرِ كاذِبَةٍ = رَحْبَ ( السليمِ ) وحُبٍّ غَيْرِ مُنْكَتِمِ (10)
نَمَتْ مَحَبَّتُه في القَلْبِ مِنْ صِغَرِي = و صَارَ خَيْرُ هَوَى روحِي لِحَيِّهِمِ
و كَفَّ عَنِّي هَوَاهُ العَذْبُ كلَّ هَوَىً = يُشَاغِلُ النَّاسَ بالأدْنَى و بِالتُّهَمِ
وَعِشْتُ أحلى سِنِيَّ العُمْرِ مُبتَهِجًا = على رَفيفِ تَثَنِّي طيفِهِ السَّنِمِ
رأيْتُهُ في ثَنِيَّاتِ الصِّبَا فَصَبَتْ = روحي إليهِ فَلَمْ أَقْصِرْ ولم أُلَـمِ
أُحَدِّثُ الأهلَ والأحبابَ عن فَرَحِي = عن الحبيبِ بَدَا للعَيْنِ في الحُلُمِ
لكِنَّني لا أُري الأغيارَ ما بيدِي = من السُّرورِ، وما في القلبِ من ضَرَمِ
فإنْ سَجَى الَّليلُ في داري هَمَتْ مُقَلي= أُرَدِّدُ الشَّدْوَ لم أغفلْ ولم أنَمِ
و تقطعُ الغسَقَ الممدودَ راحلتي= لطلعةِ الفلقِ الميَّادِ في الظُّلَمِ (11)
يُغِذُّ في السَّيرِ حاديها ، ويُطربُهَا = نّظءمُ الصَّلاةِ على الهادي r بملءِ فمي
وقِيْل في يومِها هذا الفتَى فَطِنٌ = أو أَنَّه طاشَ ، أو قد نِيْلَ باليَهَمِ (12)
فَمَا رَفَعْتُ يَميني كيْ أُجَادلَهم = بما علِمْتُ ، كأَنَّ الرُّسْغَ في عَسَمِ (13)
وليسَ يقلقُني ماقيلَ من خَصِمٍ = وقد علمْتُ بما في الشَّرعِ من حِكَمِ (14)
أَرُدُّ كلَّ حَديثٍ لا يُوافقُهُ = هَدْيُ النَّبِيِّ ولا يرقى إلى القِيَمِ
ولستُ أَرضَى بما لم يأْتِ في صُحُفٍ = من السَّماءِ ، ولا يرقى إلى السُّطُمِ (15)
صفاءُ شِرعتِنا مجْلَى محجَّتِنا = ولا نرى موئلاً للخلطِ والعَثَمِ ( 16)
إِنِّي أَرُدُّ عليهم كلَّ مُحْدَثَةٍ = وكلَّ بِدْعَةِ ذي زيغٍ بمُلْتَطَمِ
وكلَّ نهجٍ أتى مِنْ فِكرِ مَنْ فَسَقُوا = فأَلْحَفَ الكفرَ بالأهواءِ لم تَدُمِ (17)
وبانَ في شِــيَةٍ هيهاتَ يُنْكِرُها = أخو البصيرةِ شــرًّا غيرَ مُنحَسِمِ (18)
ما ضَيَّعَ الناسَ إلاَّ أشوَسٌ عَبِثٌ = مستهزئٌ بتُراثٍ بَيِّنِ العِصَمِ (19)
إذْ عاشَ تحملُ سوءَ الغيِّ نفرتُه = من البلاءِ وممَّـا ساءَ مِنْ زَخَمِ (20)
وباءَ ـ تَبًّا له ـ بالعارِ يلبسُهُ = وقد تخلَّى عن الميثاقِ والرَّحِمِ (21)
طأِ المفاسدَ أعْيَتْ أُمَّتي حِقَبًا = واربأْ بنفسِكَ عنْ غيٍّ وعنْ صَمَمِ
واسْمعْ نِداءَ رسولِ اللهِ r حذَّرَنا = منْ أَنْ نُسيْءَ لِشرعٍ غيرِ مُتَّهمِ
به نَهَضْنا ، فَسَلْ تاريخَ رفعتِنا = وفي يَدَيْنا لـواءُ العلمِ والخّذَمِ
فَمَنْ تنكَّـرَ للإسلامِ نحسَبُه = مُذَمَّـمًا أمرُه يُلْقَى بِلا نَدَمِ
ففيه قد صَبَرَ الأصحابُ ، وانتصروا = على الرزايا كَخَبَّابٍ ففيه رُمِي (22)
( أَبو فكيهةَ ) كم جَرُّوه ، أو نتفُوا = من شَعرِه بيدِ التَّنكيلِ والنِّقَم (23)
أيَّامُهم حَفَلَتْ تروي لنا قِيَمًـا = من الفداءِ : بِروحٍ ـ بذلُهُم ـ ودمِ
مُوَاعَدُون بجنَّاتٍ مُنَضَّرةٍ = من النَّبيِّ r لهم في خيرِ مُخْتَتَمِ
* * *=* * *
قد فازَ مَنْ تَبِعَ الهادي r وسُنَّتَه = وصابَرَ الظُّلمَ في أيَّامِنا الدُّهُمِ (24)
وإنَّمـا حبُّ خيرِ الخلْقِ دَيْدَنُنا = ولم نُصَبْ في دروبِ الشَّوقِ بالنَّخَمِ (25)
وافى بني هاشمٍ في رَبعِهم فَزَهَتْ = بطاحُ مكَّةَ من بِشْرٍ بوجهِهِمِ
وضاءتِ الأرضُ في أيَّامِ مولِدِه = وأزهرتْ بالمُنَـى وديانُ أرضِهِمِ
واستبشَرَتْ في بني سَعْدٍ مراضعُهم = إلى التماسِ هناءٍ بعدَ بؤسِهِمِ
وسابقتْ بفتاها كلَّ مَنْ سبقتْ = ( حليمةُ السَّعدِ ) بابنِ الفضلِ والقيمِ
وبدَّلتْ سنةً شهباءَ طلعتُه = إذْ جاءَهم ربُّهم بالغيثِ والكرمِ
وفي مرابِعِهم بشَّتْ طفولتُه = وشقَّ ( جبريلُ ) صدرَ الطَّاهرِ الشِّيمِ
ليغسِلَ القلبَ من حظِّ الهوى ، ويَفي = مكانَه السَّامقَ الأعلى من القِسَمِ
وحينما أقحطَ الوادي بمكَّتِهم = بوجهِه هُرعوا للبارئِ النَّسَمِ
فاغدودَقتْ جنباتُ الأرضِ من مطرٍ = أحيا به الخيرَ إذْ جادتْ يـدُ الدِّيمِ
صلَّى عليهِ إلهُ العرشِ ما ابتسمَتْ = دنيا الربيعِ بزهرٍ فاحَ في الأكمِ
قد هامَ ( جرجيسُ ) مشدوها ومجتليًا = وجهَ النَّبِيِّ r بما في الكُتْبِ من سِيَمِ (26)
وقال : هذا رسولُ اللهِ r ، رحمتُه = ومنقذُ الخلقِ بالقرآنِ من ظُلَمِ
فأَرْجَعُوهُ إلى مغناهُ تحفظُه = من اليهودِ يدُ المولى إلى الحرمِ
واشتدَّ ساعدُه إذْ سارَ مُتَّجِرًا = بمالِ طاهرةٍ في كفِّ مُعتزمِ
فإن مشى في هجيرِ القيظِ ظلَّله =رِدْنُ الغَمامِ من الرمضاءِ والغَتَمِ ( 27)
وفكرُه راجحٌ في عذْبِ منطِقِه = وبالإصابةِ في رأيٍ لِمُحْتَكِـمِ
أمَّا الشَّمائلُ فاخْتَرْ عِقْدَ أَجودِها = تَجِدْهُ للمصطفى rفي كلِّ مُرْتَسَمِ
هو الأمينُ الذي تسمو مآثرُهُ = إذْ خطَّها الوحيُ للعلياءِ بالقلمِ
نالت خديجةُ من دنيا محاسِنِه = أغلى وأبهَى وأوفى حِليةِ العصمِ
وأَكرمَتْ بزواجٍ منه آصِرةً = أسمى من المالِ والأنشابِ والأُطُمِ (28)
وكلُّ أولادِه منها وقد سعدتْ = سوى المُحَبَّبِ إبراهيم حيثُ نُمي
وجاءَ مرضِيَّ آراءٍ إذِ اختلفُوا = في وضْعِ ما قدَّسوا للبيتِ عن كَثَمِ ( 29)
وكانتِ الكعبةُ الغرَّاءُ تجمعُهم = لِمَـا لها من عظيمِ القَدْرِ في الأُممِ
فشدَّ أزرَهُمُ بالحقِّ إذْ حَمِيَتْ = نارُ الشِّقاقِ لذي ريبٍ بمُخْتَصَمِ
روى البخاري حديثًا ـ صحَّ ـ يُخْبرُنا = محذِّرًا من أذىً يأتي مع الغُمُمِ
وفيه لن يطأَ الدجَّالُ مكَّتَنَا = ولا المدينةَ ، فالدَّجالُ في زأمِ ( 30)
على نِقابِ بواديها ملائكةٌ = تردُّه خائبًا في كلِّ مُصطَدَمِ
* * *=* * *
فَدَتْهُ روحي ـ أبا الزهراءِ ـ عـزَّ به = وجهُ التَّقيِّ فلم يخضَعْ ولم يَجِمِ (31)
يصولُ إنْ ما دهَى إسلامَه خَطَرٌ = كَضَيْغَمٍ هبَّ لايلوي من الأجَمِ ( 32)
ومَنْ حباهُ هُدَاهُ ليسَ يُرهبُه = سيفُ الطُّغاةِ بمَيْدانٍ ومُقتَحَمِ
ومَنْ أحبَّ رسولَ اللهِ r قامَ بِما = إليه نادى رسولُ اللهِ r من قِدَمِ
بَشِّرْ وأنْذِرْ ونادِ الأقربين إلى = شريعةِ اللهِ واصدَعْ بالهُدى وقُمِ
ويا مُحَمَّـدُ r أنتَ اليومَ مُنْقذَهم = فلا تهابَنَّ ما للكُفْرِ من شُكُمِ (33)
لن يخذلَ اللهُ في تبليغِ دعوتِه = مَنِ ارتَضى منهجَ الرحمنِ . فاعْتَصِمِ
وينصرَ اللهُ جندَ الحقِّ لم يهنُوا = ولا استكانُوا ‘ فَهُم في أوجِ عِزِّهِمِ
عنايةُ اللهِ ردَّتْ كلَّ نائبةٍ = عن الهُداةِ وما أبقتْ أسى وَجِمِ ( 34)
* * *=* * *
قد باتَ زادي من الإسلامِ مُغْتَنَمي = وباتَ شأْنُ سناه الحُلْوِ من قِيَمي
فما سعتْ لفؤادي بالهوى قَدَمٌ = إلا إذا يمَّمَتْ شطرَ الهدى قَدَمي
نبذْتُ زيغَ أُصَيْحابِ النُّكوصِ على = عقوقِ أنفُسِهم للهِ ذي الكرمِ
لوحشةِ الروحِ في تيهٍ وفي ظُلَمٍ = عجفاءَ بين عجاجِ الهَمِّ والسَّقمِ
إنَّ الشَّقيَّ الذي ماتتْ مروءَتُه = وقد أُصيبَ بداءِ الزَّيفِ والثَّرَمِ
أولَى اهتِضامَ مُحَيَّاها تَوَسُّدُه = للموبقاتِ ، فما أبقتْ سوى النَّدمِ
شريعةُ اللهِ أحيتْنا سحائبُها = وأوسعتْ فخرَ،ا من خيرِها العَمِمِ
وطوَّقتْنا بفضلٍ ليس يُنكرُه = إلا الخؤونُ لِسِفرِ الحقِّ والذِّممِ
لولا ربيعُ مثانيها لَمَـا ابتهجتْ = عبرَ القرونِ مغاني العُربِ والعجمِ
ولم تَقُمْ في مغانيهم حضارتُهم = لولا بهيجُ علومِ الآيِ والفَهَمِ
قد زيَّنتْهم بأثوابٍ مقدسةٍ = بالبِـرِّ للنَّاسِ والإيثارِ والحِكمِ
بها أتانا رسولُ اللهِ r فارْتَحلتْ = مكارهُ الدَّهرِ ردَّتْها يـدُ الهممِ
بنورِ سُنَّتِه جدَّتْ مراكبُنا = وإنْ عَرَتْها الرِّياحُ الهوجُ في الغسمِ
وافتْ خُ"أ÷ا بخيراتٍ ومرحمةٍ = فاستبشرتْ أُممٌ بالفتحِ والشِّيَمِ
و ردَّدَتْ شفةُ الأكوانِ مانطقتْ = به المآثرُ في اليسرى بلا سأمِ
تسبِّحُ اللَّهَ ـ جلَّ اللهُ ـ بارئُها = في كلِّ إشراقةٍ ميمونةٍ بفـمِ
تيَّاهةٍ بالهدى لم تُبقِ مَظلَمَةً = بينَ العبادِ ، فحُكمُ اللهِ لم يَثِمِ (35)
فعـزَّ بالشَّرعِ قومٌ لم يَرَوْا أبدًا = وجهَ النَّهارِ بنورِ العـزِّ والشَّممِ
وآثرتْهم بلادٌ كانَ ظالمُها = يسومُ أبناءَها بالقهرِ والقحَمَِ (36)
فأقبلتْ بشُموخٍ غيرِ آبِهةٍ = بالظَّالمين ، فليلُ الظُّلمِ لم يَدُمِ
وما نبتْ بأمانيها يـدٌ رغبتْ = براحةِ البالِ ، أو في وفرةِ النِّعَمِ
أتى النبيُّ r بخيرٍ ليس يصرمُه = جَوْرُ الطغاةِ ولا الغازي أخو الجعَمِ (37)
نُعماهُ ما مُلئتْ إلاَّ بِرأْفتِه = ولا توانتْ عطاياهُ إلى الأُممِ
ويُكرَهُ البخْلُ والإسرافُ إنْ قَلَبا = وجهَ التَّوَسُّطِ بين الجوعِ والبشمِ
إلا عطايا الهُدى فاليُمْنُ أرسلها = من السَّماءِ سحابًا غيرَ مُنصَرِمِ
بها استظلَّ بنو الدنيا على رَغَبٍ = وقد يُباري الفتى في الجودِ والعِظَمِ
تأوَّهَ النَّاسُ من يؤْسٍ أصابَهُمُ = قبلَ النُّبُوَّةِ ، وانجرُّوا لِمُـلْتَطَمِ !!
والجاهليَّةُ أَدْمَتْهُم أَظافرُها = وفرَّقَتْهُم لأمرٍ غيرِ مُنْحَسِمِ
واستَعْبَدَتْهُم على جهلٍ رغائبُهُم = مُذَمَّمينَ بلا رأيٍ ولا حِلِمِ
كأنَّما استَعْذَبُوا فيها مثالبَهُم = فأدلجوا خَلْفَ كذَّابٍ لهم و عَمِي
وباعدوا عنهُمُ الماءَ القراحَ وكم = فاضتْ رَكَايَاهُ تسقي البِـرَّ كلَّ ظمي
وأَبدلوا المنهجَ الأعلى بِما صَنَعَتْ = يـدُ الأسافلِ من غيٍّ ومِنْ وَخَمِ
وسامَهُم بالرَّزايا كلُّ مُقْتَرِفٍ = للموبقاتِ وسمَّاعٍ إلى الرُّنُمِ (38)
عن المآثرِ نامتْ عينُه بطرًا = وعنْ تَمَايُسِ ذاتِ الفِسقِ لم تَنَمِ
وما ارعَوَى لانحطاطٍ في مواطنِه = أوش اجتلى ما بحالِ النَّاسِ من سقمِ !
تـبًّا لكلِّ يـدٍ ما أحسنتْ عملاً = ولا هفـا أهلُها بالوُدِّ والرَّأَمِ (39)
وأسلَمَتْ حُللَ الأمجادِ ، لاهيةً = لكلِّ متَّهَمٍ ، أو عابثٍ خَصِمِ
وحوَّلتْ ما بسفرِ الإرثِ منْ شِيَمٍ = إلى تبارٍ بلا معنىً ولا قيمِ
وجذوةُ الدِّينِ والإيمانِ أَطْفَأَها = سيلُ الكبائرِ ـ بين الناسِ ـ والَّلممِ
* * *=* * *
أَقْصِرْ خُطاكَ إلى الهادي r فأُمَّتُنا = تَغُطُّ في وَهَنٍ مُخْـزٍ على أَلَمِ !!
أَوْدى بها غيُّها في كلِّ مُهْتَضَمٍ = من الحقوقِ ، وأزرى كلُّ ذي نَهَمِ
ماذا تقولُ لِمَـنْ أَحيَتْ شريعتُه = ماماتَ من فطرةٍ ، أو ضاعَ في الرِّممِ ؟؟
وكيفَ تقوى إذا ما جئتَ روضَتَه = مُسَلِّمًا أَنْ تُجيدَ البثَّ في الحَرَمِ ؟؟
واحسرتاهُ على قومٍ نأَوْا خَطَلاً = عن الحِمَى المُجْتَلَى في خيرِ مُعْتَصَمِ !!
هذا النبيُّ r الذي باهتْ بِشرعتِه = قُرونُ أُمَّتِه الأولى ، ولم تُلَمِ
فللأعادي جِناياتٌ بأَربُعِنا = عجَّتْ بذاعرِ ذي بطشٍ وذي نِقَمِ (40)
والمسلمون بلا راعٍ يُوحِّدُهُم = وصَفُّهُم في لقاهُم غيرُ مُلْتَئِمِ
كم يشتكون ؟ وكم تُصلَى لهم مُهَجٌ = ورأيُهُم باءَ بالتَّفريطِ والثَّدَمِ (41)
وشأْوُهُم قاصرٌ عن كلِّ مكرُمَةٍ = وسهيُهُم عاثرٌ ماجدَّ في الأُممِ
قـدِ استُبيْحَتْ دماهم في منازلِهم = فالدمعُ من شجوِهِم مسترسِلٌ بِدَمِ
وللشَّكاوى وجيبٌ في أَضالُعِهِم = إِذْ حارَ وصفُ الأسى عن حالِهِم بفمِ
يقودُهُم لهوانِ العيشِ ظالمُهُم = بكفِّ مُؤذٍ غوى ، أَو فاجرٍ وعـمِ
كانتْ تُظلِّلُهُم بالأمسِ عِزَّتُهم = واليومَ عارضُهُم يُلْقي من الحِممِ
فللنَّوازلِ في بلدانِهِم وجعٌ = وللرَّزايا لظًى من وَقْدَةِ الحَدَمِ
وكم لَهَتْ أُمَّـةٌ منهم بحالكةٍ = من التَّخَرُّصِ ـ بئسَ الَّلهوُ ـ والسَّدَمِ (42
مَنْ ضيَّعَ النُّورَ ضاعتْ من شكيمتِه = أجلى الفُتُوَّةِ للأعلاقِ والعَصَمِ
إنْ أَشأَمَتْ للعلى عيناهُ مارأتَا = أَو أَعرقتْ قدماهُ اليومَ لم بشِمِ (43)
مليارُ غافٍ على ضيمٍ ، لوى يـدَهُم = قيدُ الونى بحبالِ الضُّـرِّ والوصَمِ
وفرَّقتْهُم بها أَهواؤُهُم ، ومضى = كلٌّ إلى حتفِه أعمىً ، فلم يَقُمِ
ولمْ تجـدْ لِمُنادي الحقِّ من أُذُنٍ = تُصغي إِليكَ كأَنَّ النَّاسَ في صَمَمِ
للمفلسينَ جيوبٌ غيرُ فارغةٍ = إلا من الحـقِّ والإيمانِ ، والنَّدَمِ
كم أسهموا بخرابِ المجدِ ، والْتَزمُوا = بحاجةِ البطنِ والَّلذَّاتِ كالجُضُمِ (44)
ولم يُبالوا وقد خفُّوا لِلَذَّتِهم = بأيِّ مستنقعٍ حطُّوا هوى الرَّخمِ
هم يرغبون عن التقوى ورفعتِها = ويرغبون بفعلٍ غيرِ مُحتَرمِ
وإنَّهُمْ للهوى ألقَوْا عِصِيَّهُمُ = ولازموه لزومَ النَّفسِ للوَحَمِ
فساءَ أُمَّتَهُم طوفانُ خِسَّتِهم = وحطَّ من قدرِها ما حـلَّ من نَخَمِ (45)
فإنْ سألْتَ عن العلياءِ ألجَمَهُم = سوءُ المصيرِ ، وحالٌ آلَ للكَزَمِ (46)
* * *=* * *
أَهذه أُمَّـةُ الإسلامِ !! واأسفي = قـد رُوِّعَتْ بعجاجِ الأكهبِ الغَلِمِ (47)
أين الذين أَحبُّوا الَّلهَ وانتَظَمُوا = صفًّا وراءَ رسولِ اللهِ r في الغُمُمِ ؟؟
ياربِّ نبرأُ مِمَّنْ باتَ يخذلُنا = إليكَ أو أرهقَ الإسلامَ بالتُّهَمِ
فلا التَّفانيَ يبدو في طبيعتِه = ولا إلى نخوةِ الحُلْوِ النِّجارِ نُمِي (48)
هلاَّ أفاءَ أخو الإسلامِ مُنْتَدَبًا = لنُصْرَةِ الدينِ شهمًا غيرَ مُلْتَثِمِ
إنَّ المعاصي لها شُؤمٌ وما انتصرتْ = كتائبُ اللهِ إلاَّ بالهدى الَّلزمِ (49)
مَنْ ناصَرَ الَّلهَ لم يَعْدَمْ رعايتَه = ولستَ تُبْصِرُهُ في ثوبِ مُنفَحِمِ (50)
فكيفَ نركنُ والجنَّاتُ مطلبُنا = وندَّعي حبَّ خيرِ الخلقِ كلِّهِمِ !!
حباهُ خالقُه في الغارِ إذْ عَمِيَتْ = عنه العيونُ ، وآبَ البغيُ في رَغَمِ
وجاءَ ( يثربَ ) والإسلامُ في وَثَمٍ = من الرجالِ ، ففازَ النَّصرُ بالوثَمِ (51)
مُؤَيَّدُون من الرحمنِ ينصُرُهُم = ربٌّ ، ويكلؤُهُم في كلِّ شأنِهِمِ
تَغَنَّتِ الجِنُّ في أوصافِ هجرتِه = وأَهلُ مكَّةَ قـد أَصغوا إلى الكَلِمِ
( وأُمُّ معبد ) لم تُنْكِرْ شمائلَه = وقـد سقتْ شاتُها العجفاءُ كلَّ ظَمِي
مباركُ الخطوِ ميمونُ اليدينِ ، وكم = بالجودِ أَغْنَى الورى من سلسلٍ شَبِمِ (52)
والمعجزاتُ له من ربِّه مِنَنٌ = للخلْقِ جاءتْ هُدَىً في كلِّ مُنْبَهِمِ
به المهيمنُ أسرى ، والبراقُ له = جناحُ فضلٍ ، وقد أعيا أُولي الثَّكمِ (53)
لايُدْرَكُ الرَّكبُ فالمعراجُ دارتُه = وسدرةُ المنتهى مرقى نبيِّهِمِ
نالَ الرِّضا والعلى والجاهَ مستبقًا = أهلَ النُّبوةِ والتكريمِ من قِدَمِ
وجلَّ عمَّـا يصوغُ الشِّعرُ من دُرَرٍ = مُنَضَّداتٍ بوصفِ الطاهرِ العَلَمِ
كبا جوادُ قوافيهِ فما لحقتْ = بأكرمِ الخلْقِ في هَدْيٍ وفي حِكَمِ
الأرضُ مسجدُه ، والبيتُ قبلتُه = وفي السَّماءِ عن العلياءِ لم يئِمِ (54)
أقام للمسلمينَ المجدَ وارفةً = ظلالُهُ بسنىً في الخيرِ مُتَّسمِ
فإنْ هُمُ صدقُوا مولاهُمُ نُصِرُوا = وإنْ هُمُ نكَصُوا فالذُّلُّ للأثِمِ (55)
أرى بهم عصرَهُم قد غامَ في محنٍ = ولا أرى في أياديهم صقيلَ كمي (56)
كأنَّهم صَرَمُوا حبلَ الوفاءِ لِمَـنْ = قد شيَّدوا ـ قبلُ ـ هذا الصَّرحِ بالهممِ
وقد رماهم أعاديهم بِمَهلكةٍ = للعائثاتِ من الأوجاعِ والسَّقَمِ
وسيمَ أبعدُهم بالذُّلِّ مُدلجةً = بهم خُطاهم على ما حلَّ كالخَدَمِ
واقتيدَ ـ لمْ يكُ أَدْناهُم بأَفضلَ من = أخِ الخُنُوعِ ـ إلى ديجورِ بغيِهِمِ
ياربِّ :قومي شتاتٌ ما أنافَ بهم = خطبٌ أَلَمَّ إلى النَّجداتِ كالبُهُمِ (57)
ولا أَفاقوا على زلزالِ قارعةٍ = فارتْ تُمَحِّصُ ما أبقتْ لعذْرِهِمِ
فاغفرْ خطيئتَهُم ، وارحمْ تضَرُّعَهم = واجبرْ بهم ، ولهم ياواسعَ الكرمِ
فكسْرُهُم ليس في مالٍ ولا ولدٍ = بل جاءَ ـ يابؤسَهم ـ في الدينِ والقيمِ
لقد هَجْرْنا مثاني عزِّنا فهوتْ = جُذَى المآثرِ في الدَّيجورِ ذي البشمِ (58)
وأنتَ ذُخْرُ رجانا دونَ شدَّتِنا = في كلِّ غَمَّـاءَ تغشاها يـدُ الرَّجمِ ( 59)
وقد تداعتْ علينا بالأذى أُممٌ = فمجدُنا بينَ منهدٍّ ومُنْهشِمِ
وقد جرى دمُنا ـ ياربِّ ـ منثعبًا = في كلِّ أرضٍ سفتْها ريحُ غزوِهِمِ
ومزَّقوا صُحُفَ التَّنْزيلِ ، وانتَهَكَتْ = بأرضِنا حُرُماتٍ كفُّ غدرِهِمِ
وأفسدَ العيشَ ماساقوهُ من نَتَنٍ = إلى التَّليدِ المُحَلَّى سِيْمَ بالأضَمِ (60)
وطارفٌ رامَهُ الإسلامُ مبتسِمًا = فأفسدُوهُ فأَضحَى غيرَ مُبتسِمِ
وقاتلُوا أَهلَه يُقصُون فطرتَهُم = كيلا تقومَ أمانيهم إلى القِممِ
و روَّعَ النَّاسَ عدوانٌ لهم أَشِرٌ = فلم يُبالُوا بطفلٍ ريعَ أَو هَرِمِ
حديدُ غارتِهم في الأرضِ مشتعلٌ = وفي الفضا ينفثُ الأحقادَ بالحممِ
فهذه هي للدنيا حضارتُهم = وهْيَ الحقوقُ التي لم تُرْعَ من جعَمِ (61)
بكَ اعتِصامُ قلوبٍ ليسَ يُرهبُها = ماهاجَ من خطرٍ يابارئَ النَّسمِ
ولا اعتِسافُ أمانٍ في مرابِعِنا = بعصفِ حقدِ أُوارٍ فاغرٍ نَهِمِ
ياربِّ فرِّجْ بلطفٍ منكَ كُربتَنا = واحفظْ بلادَ الهدى من شـترِّ مكرِهِمِ
واجمعْ على المصحفِ الميمونِ أُمَّتَنا = كيلا تضِلَّ ، وتلقى سوءَ مُرْتَطَمِ
هو البيانُ وفيهِ كلُّ مُعجزةٍ = تبلى الليالي ولا يبلى مع القِدَمِ
يقودُ للخيرِ في دنيا وآخرةٍ = لامثلما أفلستْ أُحدوثةُ النُّظُمِ
وهْوَ الدَّليلُ إذا ضلَّتْ مراكبُنا = في لجَّـةِ الغلسِ المشحونِ بالقُحَمِ
وهيِّئ اليومَ ياربِّي لها ولنا = أسبابَ عـزٍّ كريمٍ غيرِ مُنْصَرِمِ
وآتِها منكَ روحًا لاتُغادرُها = من الهدايةِ والتَّوفيقِ في الأُممِ
واصفحْ إلهي فقد أغوتْ شبيبَتَها = مراتعُ الَّلهوِ بالآلاتِ والبَهَمِ (62)
قد مسَّها الضُّـرُّ والتَّضليلُ أوجعَها = وما سواكَ لقيدِ الخطبِ و الألمِ
ففي بنيها رجالٌ ماحنوا أبدًا = للذُّلِّ قاماتِهم في أَيِّ مُصطَدَمِ
دعوْتُ يابارئي فاستبشرَتْ مقلي = بنورِ عفوِكَ يجلو ظلمةَ الوَصَمِ
كأَنَّما قد أُجيبتْ دعوةٌ حَمَلَتْ = همِّـي وهـمَّ بني قومي ومُكتتََمي
أنتَ المجيبُ دعاءً فارَ في مُهجٍ = وباتَ يجأَرُ ياربَّاهُ في الظُّلَمِ
أُقْعِدْتُ لولا الرَّجا في نجدةٍ سبقتْ = لَمَـا وقفْتُ بأيَّامي على قَدَمِي
فارحمْ عُبَيْدَكَ مِمَّـا قد أَلـمَّ به = وانصُرْهُ وانصُرْ به دينًا كذاكَ رُمِي
فاليومَ تنبضُ بالسِّتِّين أوردتي = ويخفقُ القلبُ بالتوحيدِ لـم يَجِمِ
ونوَّرَ الشَّيبُ فُودَيْ مؤمنٍ حَزِنٍ = ما لانَ للبغيِ أو ألقى يـدَ السَّلمِ
يعيشُ حبَّ رسولِ اللهِ مبتهجًا = بنفحةِ البِـرِّ : من بدرٍ ومن إضَمِ (63)
ولم تكُنْ للهوى أشعارُ رحلتِه = لولا هواه ( ببئر البضَّةِ ) الشَّبِمِ (64)
بمائِها غسلَ المختارُ r غُرَّتَه = في يومِ جُمْعَةِ خيرٍ غيرِ مُنبهِمِ (65)
وقد أراقَ غُسالَ الماءِ في فَمِها = فأغدقتْ بنشيبٍ فاحَ عن أَمَمِ (66)
ياسعدَ مَنْ صَحِبَ الهادي وآزرَه = ونالَ من جودِه الفيَّاضِ كالدِّيمِ
رفعْتُ كفِّيَ ياقيُّومُ مبتهلاً = إليكَ أرجو الرِّضا من عفوِكَ العمِمِ
ففرِّجِ الكربَ فالأرزاءُ مابرحتْ = تُعيي الألبَّاءَ في دوَّامةِ السَّأمِ (67)
وباسمِكَ الفردِ ياديَّانُ أرقبُهُ = وعن نـدى بابِكَ القدسيِّ لـم أُسَمِ (68)
فآتِ قلبيَ ياذا العفوِ حاجتَه = فقد محـا حزنُهُ إيماءَ مُبْتَسَمِي
وصلِّ ربِّ على الهادي r وعترتِه = مالاحَ نجمٌ على الأكوانِ في الغسَمِ
والآلِ والصَّحبِ والأتباعِ ما ارتفعتْ = شمسُ الضُّحَى ، وشدا أهلُ الهدى بِفَمِ
تقرُّ فيها عيونٌ ليسَ يُسعِدُها = إلاَّ رضاكَ وحبٌّ غيرُ مُنصرمِ
لن أبْرحَ البابَ يامولايَ حيثُ كبتْ = روحي عليه ، فَجُـدْ ياصاحبَ الكرمِ
والحمدُ للهِ أدنى من هدايتِه = قلبي ، فحازَ بها فخري ومُعتَصَمي
هفا نسيجُ معانيها طواعيةً = ولـمْ أُزَوِّقْ بها ماجاءَ من كَلِمِ
واسترسلتْ تتثنَّى في يَدَيَّ ضُحَىً = وما انثنتْ إذْ جنى إيماءَها قلمي
تطيفُ بي ، ودعتْني في الغُدُوِّ إلى= ملاحةِ السَّيرِ بين الوجدِ والرَّسَمِ
لبَّيْتُ دعوتَها لمَّـا رَنَوْتُ إلى = مدارِها الآهلِ الممدودِ بالعِظَمِ
وبَـرَّ قلبي ولم يأْلَفْ مُصارمةً = لِمَـا أتاهُ بها من سابقِ النِّعَمِ
إنْ طابَ عيشي بها عهدَ الشبابِ فلي = دلاؤُها اليومَ تروي العزمَ في هرمي
فقد حبتْني بفيءٍ غيرِ منصرمٍ = وعشتُ أَسْرَ هواها غيرَ ملتدمِ (69)