قوافل الشهداء

إلى جنات ربك يا وليد=مضيت وقد أظل الناس عيد ليهنك ما رزقت من العطايا=وذكرك في مجالسنا شهيد ولكني أرق لحال أم=فهل علمت بما فعل الوغود بغائبها الذي ترجو لقاه=فراح يضمه سكن جديد مشى لله محروساً بجند=وجوههم كجنح الليل سود يقودهم عتيد السجن كبراً=وابن الظلم جبار عنيد  خرجت ضحى وآمالي عراض=بأنك بعد ساعات تعود ولكن النهار مضى انتظارا=وما أفرحت قلبي يا وليد وبات القلب يولعه ضرام=وآلامي يرق لها الحديد وضاقت فسحة الدنيا علينا=وزفرات الصدور لها صعود لأن النار قد وصلت لحلقي=وأجأر أن يكون لها خمود وإن حكومة الفجار سارت=بنهج لا أرى عنها تحيد محاربة لدعوتنا جهارا=ومن نادى بها فله المزيد وحاكمها دنيء الأصل رجس=على الإسلام محتال حقود فيا ربي أغيثنا من قريب=فقد ضجت بأيدينا القيود فأنت رجاء من يدعو الضر=ومن يدعوك مضطرا تجود فكيف وأنت تعلم أن همي=تنوء به الجبال وقد تميد ضياء سراقب ووليد باب=وثالثهم أبو حسن شهيد أخي محمد التمر هنيئاً(9)=وطوبى في الجنان لك الخلود لقد سرتم إلى الرحمن وفداً=وفي الفردوس تجمع الوفود وفي الفردوس أطيار تغني=على شجر له ظل مديد هناك الماء والعسل المصفى=كما الزمان والطلح النضيد ظلال الروح دانية عليكم=بآفاق يطيب بها العقود عليكم من رضاء الله نور=وذا نور الشهادة يا وليد أعكرم والضحايا اليوم كثر=وبطش الظالمين بنا شديد ولا خبر يذاع ولا مقال=ولا برق يطير به البريد مؤامرة على الإسلام حبكت=سواء فيها جارك والبعيد وإلا أين هذا من ألوف=لوى أعناقهم حبل وعود بتدمر والمشانق ما ثلاث=وأيام يشيب بها الوليد فهل تأس أخي على زمان=تولى أمر سادته عبيد مضى ابن المبارك في ثبات=وإقدام تذل له الأسود  تردى عند طلعته قميصاً=ممزقة ويمكنه الجديد ونحن إزاء طلعته حيارى=أهذا حلم نوم أم شهود  جمال سار مبتسماً لموت=كأن الموت أفراح وعيد بوجه مسفر مشرب احمراراً=وهذا اللون تعشقه الورود وهذي نبذة من سفر جيل=هو الآمال والجيل الرشيد وتمام أجابهم سريعاً=لغاية أنه دهش الجنود إلهي طال في سجني سهودي=ومالي غير بابك يا ودود وقد فارقت أهلي منذ عهد=بعيد والزمان له صدود ومالي في فراقهم خيار=ولكن شئت فينا ما تريد ولي رحم تعرفني بوصل=فهل يوماً لوصلهم أعود سألتك بالأرامل واليتامى=وبالقرآن مزقه الجنود وبالبيت الذي قد روعوه=وأهل البيت هجبى أو رقود وعشرات المساجد هدموها=وقدماً أحرق الأقصى يهود إزالة حافظ ونظام بعث=وأهلكم كما هلكت ثمود علي النشمي جزاك الله خيراً=وأم الغيث قبرك يا فقيد ألست الليث في حرب ضروس=ومقداماً يفل له الحديد خرجت صبيحة الأحداث تبلى=وعن وين وعن بلد تذود بشهر شباط حيث حماة باتت=تغطيها الصواعق والرعود وقفت أمامهم جبلاً أشما=ووعراً لم تزحزحك الحدود تعننهم وتمطرهم شواظاً=وحولك إخوة الإيمان صيد  فأوقعت الخسائر فادحات=وراع لذكرك الخصم اللدود صبرتم للقتال وعيل صبري=لحالتكم وليس لكم عضيد سوى بالدمع يجري مثل نهر=وقلب الشعب يقطره الأسيد وما إن طبه جبن ولكن=مناياكم ودولتهم تسود وما غادرت ساح الحرب حتى=رأيت الحرب باتت لا تفيد فأمنت الضعاف وذا إباء=وحسن الرأي والفعل الحميد وما استسلمت للأعداء لكن=أشار إليك إنسان زهيد(11) فأوثقك الوحوش من السرايا=قلاقيظ الجبال ولا أزيد ومن معهم من البهم الشوايا=حمير البيد حيث له فديد ونالتك الشهادة بعد هذا=بتدمر حيث كللت الجهود فردحك في حواصل من طيور=ورفت فوق ترتبك الورود وما كنت الأخير أبا شريف=فحقد القوم ليس له حدود ونار الحقد تسري في جنون=شباب المسلمين لها وقود إله العرش أطفئها بغيث=هو الإفراج والنصر المجيد مساعد أحمد المدني عفواً=ومعذرة فماذا أستعيد من الذكرى وذكركم أريج=يطيب النثر فيه والقصيد  فأنتم رمز عزتنا وفخر=لأمتنا وفي الدنيا نشيد  أخي لا تنسني بظلال عدن=وقد أعطاك ربك ما تريد  من الدعوات أني في افتقار=وقلبي من محبتكم عميد مساعد كنت أرجو غير هذا=ولكن لم تحالفني السعود  يمين الله قد ذكرتمونا=بطولات وللتاريخ عود وعزاً عبر تاريخ مجيد=وهجاجاً يقارعه سعيد فابن منجد أبدى ثباتاً=قبين الموت ليس له نديد وألقى وهو أمي خطاباً=فلا سحبان أبلغ أو لبيد  وإبراهيم يمضي مطمئناً=تظن به لقريته يعود لثمت يديه والعبرات ثرى=فشد عزيمتي وهو الجليد ذهلت وقد نظرت إلى سمير=وبسمته كصبح فيه عند عرفته بابتسامته ولما=يغير حلوها الموت الأكيد وهذا فيصل اللبات يمضي=ومعه الوجه مبتسم فريد ولم يأبه بجبهم ويرنوا لهم=شذراً كأنهم القرود حكاواتي حباك اليوم ربي=بجنات مفرد يا شهيد  ونقل بين أزهار وملك=وملك لا يزول ولا يبيد رجاء فاقبلوا عذري إذا ما=تملكني لفرقتهم شرود وهذا ابن جمعة أعدموه=وعلق يا أخي وهو الوحيد لأم قلبها كجناح طير=هوى بشراك صياد يصيد وداعاً يا عبيد إلى لقاء=بجنات بها العيش الرغيد إذا قبلت عبارتنا وذكر=وركعات ركعنا والسجود مئات في المشانق كل حين=وآلاف بصحراء رقود ولم نسمع بصوت قد نعاهم=ولا قول يقال ولا ردود  حويفظ لا تظن بقاء حكم=يباركه النصارى واليهود لكم يوم بسورية فظيع=وأفظع أن يظل لكم وجود يلاقي بعضكم قولاً يقول=قضى سعد ولن ينجو سعيد