في رثاء الشهيد محمد عطا درويش من حلب ضابط طيار برتبة ملازم أول، أعم في 4/10/1980 ومعه ثلة من الضباط
اسمع مآسي محنتي بيبان=ما فيها من عبر ومن أحزان
وانقل إليهم ما قرأت مفصلاً=واكتب عن التعذيب والسجان
أخوان في السجن الرهيب تلاقيا=من غير وعد مسبق وبيان
هذا يقيد في دمشق وتنتهي=رحلاته في الجو كالعصبان
وأخوه في حلب يشد وثاهة=وبسجن تدمر حيث يلتقيان
وتجود عينهما بدمع ذارف=ويسلمان الأمر للرحمن
كل يهون عن أخيه مصابه=ويطير فوق الخطب بالإيمان
ومضت شهور ثم يطلب واحد=منهم إلى الشام فيفترقان
للآمرية حيث سيق أبو العطا=ومضى عليه بسجنها شهران
وأخوه يحرسه ولا يدري به=وأعيد بعد لسلخ لإنسان
حدث هناك عن الذي فعلوا به=بخصوص أحقدهم علي شعبان
رسم السياط على محاسن صدره=وجبينه وتخضب الساقان
وانهال يكوي ظهره وضلوعه=فاحمر منه الظهر والجنبان
أخوه بعد الجلد منهوك القوى=للعنبر المخزون والفرمان
(4)ومضى يصافحهم بكف حراة=لا الظهر يثنيه ولا القدمان
أخذوه للحمام بعد أن انتهى=لإزالة الأوساخ والأدران
وأخوه يدلكه ويلثم رأسه=والدمع يجري مثل حب جمان
أوصى أخاه وقال احفظ يا أخي=هي الوصية دونما نسيان
حافظ على الأولاد واعهد أمهم=بالبر والإنعام والإحسان
سلم على أهلي وقل لا تحزنوا=إني غدوت بروضة وجنان
ومعي كثير من شباب عقيدتي=ممن قضوا نحباً على الميدان
والآن أهديكم سلامي فاقبلوا=وإلى اللقاء بمنزل الرحمن