وجهة نظر
إلى من هجرت وطنها، وقد مرَّ أكثر من عشر سنوات على غربتها:
جلست والشؤم بعينيها
تتأملُ في شخصٍ مقلوبْ
قالت:
ياولدي
لاتَحْتَرْ
فالهجرُ عليكَ هو المكتوبْ
ياولدي
فبالبعدُ الأبديُّ هو المطلوبْ
ياولدي...............................
ياولدي قد مات شهيداً
ياولدي قد مات غريباً
قد ماتَ فداءَ المغتربينْ
قد شربَ دواءَ المبهورينْ
بحضارة أمريكا الملعونهْ
اعلمْ
ياولدي
وحبيبي:
أنَّ استقطاباً مدروساً
قد دُبِّرَ في ليلِ دامسْ
لنهجِّرَ أفلاذ الأكبادِ
كي ينسوا حباً لبلادِ،
نتذوقُ آلامَ بعادِ
ونعيشَ حياةً بسهادِ
ونضيعَ تلادَ الأمجادِ
وهمُ قد ظنُّوا أنهمُ
خيراً قد فعلوا، لكني
أتلمس أثر الأجدادِ
.................................
ياولدي قد مات بعيداً
ياولدي قد مات شريداً
قد مات فداءاً للمحبوبْ،
فحبيبة قلبكَ في كندا
قد لبستْ فستانَ العرسِ
تدعوكَ لتخطب أوطاناً
كي تذهل عن مجد الأمسِ
قد كانت غلَّقتِ الأبوابا
ودعتكَ الليلة في همسِ
كي تخطب أدناسَ الرجسِ
هيَّا، أقبلْ، خذ مني ماشئت من اللمسِ
لكنَّ حضارةَ أمريكا
قد حفرت تحت سرير العرس ِ
لعريس الشؤم قرارة رمسِ
.............................................
عدْ يا ولدي
يا بضعة خيرٍ من كبدي
عدْ للبلدِ
عدْ للتلدِ
عدْ للمجدِ
وستلقى حُضناً وحنانا
وستلقى الجنَّةَ أوطانا
وتعيشَ حياتَك إنسانَا
وستسمعُ في الفجر أذانَا
فتكونَ لمجدكَ عنوانَا
.....................................
يا ولدي قد ماتَ شهيداً
في ترْب البلد من الأوطانْ
ستُخَلَّدُ في ذاكرة الأزمانْ
أنك لم تُخدعْ (بزليخا)
وتركتَ (ترودو) من خلفكَ ظِهريَّا
قد عدتَ إلى الوطن نجيَّا
كي تسمع أنغاماً لأذانْ
وتشنِّفَ للحقِّ الآذانْ
..............................................
عدْ يا ولدي
عدْ للبلدِ
عدْ للسعدِ
عدْ للخُلدِ
فهنا جناتُ المأوى في عمَّان
في عمَّانْ
عمَّان
عمَّان
عمَّان
وسوم: العدد 804