حانوت قاضي القضاة
أبو المنصور
قصدتُ إن ما أظلم الزمان واضطربْ
قاضي القضاة شيخنا المقدّم الأحبّْ
لعلّه يفيدني شيئاً من الغضبْ
يردّ حقّ أمّةٍ قد بات مستلَبْ
يصون عرض نسوةٍ والعرض منتهبْ
أو يوقف النزيف في حمص وفي حلبْ
أو يرفع الغطاء عن حثالة العربْ
قصدتُ شيخنا فيا لأعجب العجبْ
وجدت حانوتاً حوى بدائع اللُّعبْ
واللحمَ والشرابَ والرمانَ والعنبْ
والخمرَ والحريرَ والجمانَ والذهبْ
والنردَ والقمارَ والقيانَ والطربْ
وفيه خزنةٌ حَوَتْ روائع الأدبْ
من حكمةٍ وقصّةٍ، وأمتن الخُطبْ
وفيه ركنٌ ساحرٌ: "خياطة الأربْ"
يفصّل الفتوى على : "المقاس والطلبْ"
وكلّ ميزانٍ لديه مال وانقلبْ
وجدتُني مبعثراً كالرمل في المهبّْ
كأنّني النزيل في دار أبي لهبْ
تنحنح الحُويجبُ المُعتَمّ واقتربْ
يستكشف الزبون والسعر الذي وجبْ
فقلت عذراً سيّدي.. لا مال لا رغَبْ
قد جئت أقرئ اللحاء* حضرة الذنبْ
* اللحاء: اللعنة.