نِعمَ النِّساء التي قرَّت بمسكنها = لله تخبتُ بالإسلام تعتصمُ
كالكنزِ تُحفظ من ريبٍ ومن دنسٍ = في سبحة الفطرة المِطهار تنتظمُ
مليكة الدَّار تاج العزِّ زينتُها = تُحمى ، تُحبُّ ، تَنالُ الأجر ، تُحترمُ
نبعُ الحنان وحضن الطفل صائنة ٌ = للعرض والجيل بالأخلاق تلتزم ُ
وتشكر الله ثمّ الزوج قانعة ٌ= بالصّبر والرِّفق والإحسان تتَّسم ُ
خير الديار التي قرَّ النساء بها = فالعرض ممتنع ٌ والشَّمل ملتئمُ
بمثلهنَّ فقط أرض الفدا انتصرتْ = بمثلهنّ جنود الكفر قد صُدِموا
سل الحقائق في أرض الجزائر كم = صدَّت مُحجَّبة ٌبالطُّهر من هَجمُوا
ربَّت بطيبتها الأجيال فاعتصمتْ = بالدِّين صادقة ًما غالها وَهَمُ
كم كوَّنت وبنت ، كم ألهمت وهدت = فالأمُّ مدرسة تعلو بها الأممُ
بنتُ الجزائر كانت كالملاك تُقَى = الصَّون ديدنها والصِّدق والكرمُ
لكنَّها رضعت بعد التَّحرُّر من = سمِّ الذين غووا من طهرها انتقموا
سمِّ الذين غدوا للحاقدين يدا = انَّ الذين غوَوْا هم الذِّئاب هُمُو
ُنادوا بعصرنةٍ العريُ مظهرها = والعهر مرتعها والغاية العدم
قد اضمروا لبلاد الذكر هاوية ً= ها قد أتت علنا بالفعل ما كتموا
قد خطَّطوا لاجتثاث الطُّهر من وطني = ها قد قفا أسفا في الدَّهر ما رسموا
هل التَّقدم يا اهل العقول خنا ؟ = هل الحضارة ان تُسترذل الأممُ ؟
هل التَّحرُّر ان يزجى النِّساء الى = سوق النَّخاسة والأعراض تنثلمُ ؟
هل الوظيفة رهنُ العرض في حُلُمٍ = قوامه القشُّ والأصباغ والزَّهَمُ ؟
كم سخَّروا جسد الأنثى كمصيدة ٍ= للمال في حمْأة الإشهار تُرتغَمُ
قد أرخصوها وأغلوا ما يباع بها = كم نذَّلوها فما عزّت وما رحِموا
هل التَّعلُّمُ للأنثى مخادنة ٌ؟ = ويح الفتاة فقد أغروا وما عصموا
هل الثّقافة إغراء بفتنتها ؟ = كم في الرَّذائل ما أوحى به النَّغمُ
من للأجنَّة من قد بالحرام أتوا = من عاش مضطربا منهم ومن رُدِموا ؟
كم في الجزائر من طفل بلا نسبٍ = ويل الجزائر إن ضاعوا وان نقموا
هل الحداثة ُ غَمْطُ الحقِّ وا أسفا ؟ = هل التَّطوُّرُ أنَّ الدِّين ينعدمُ ؟
لا .. ليس كلُّ جديدٍ صالحا ابدا = لا يَلزَم الحقَّ إلا عاقلٌ فَهِمُ
إنَّ الحقيقة روح الدَّهر خالدة ٌ= ان الفضيلة لا تُزري بها القَدَمُ
يا قوم إنَّ سبيل الغرب جائحة ٌ= بها تُدكُّ صروحُ العزِّ والقِمَمُ
صونوا الضّعيفات من ذئبِ البغاة فهل = الذِّئب مُؤتمن تُرعى به الغنمُ ؟
يا ايها النّاس إنَّ العيش عارية ٌ= فالمال والجاه والأعمار تنصرمُ
لا تهلكوا الدين والأعراض في شُبهٍ = تبًّا لمالٍ إذا حلَّت به التُّهمُ
إن تتَّقوا الله يرزقْكم ولو مكثتْ = في كلِّ ضائقة يزجي الرَّجا لكمو
توبوا الى المالك الرَّزَّاق تنتفعوا = بالعيش والرِّزق والأولاد فاغتنموا