بطاقة إلى المستقبل

على وجهها استلقت الأرض بين الكواكب كالطفلة الباكية،

فصاحت بها الشمس يا ابنتي!

ومرت براحتها الحانية،

على شعرها، والخيول الجريحة في الشرق تصهل تحت صفيح السماءْ

وحدّق عدنان في الأفق القرمزي وشمّ الهواء القليلَ

ودقّ بقبضته الرّمل، لم يأت بعد المطرْ

فعاد إلى قبره وانتظرْ

أنا العاشق العربيّ تمزق صوتي  ولم يبقَ   

في قبضتي غير هذا الوتر،

وجلد أعريه للرّيح ِ

وأنشره كشراع على عوسج الدّرب والبرْد مرٌّ،

 ومرٌّ هو الحبّ والانتظار،

على تلة في (يبوس) أضعت ظبائي فطاردْتها

غير أنّي أضعت حذائي، فألقيت جسمي إلى ظلِّ

زيتونة، خانني أنبيائي، فما السّاعة الآن؟

 فَجر من الأقحوان الذّبيح أضاء المحاجر ثمّ اختفى

ولم يبق منه سوى الوهم والقهقهاتْ

وحبل تدلّى على كلّ بابْ

وكانت بلادٌ وراء الضّباب 

تحدّث شيطانها الأجنبيّ عن السّهرة التّاليةْ

وتعلن أنّ الذي كان غاب

وهذا السّفار الطويل الطويل على صهوة الموت ِ

عمّد في الرّيح وجهي وأطلقني في سديم المجرّة سهمًا،

فهل أوقظ الكون قبل فوات الأوان؟

وتنمو على جرحنا قمّةٌ للعصافير لا

تعرف الأفعوان طريقًا لأعشاشها

ولا يتطاول سيف على عنق الأقحوانْ

وكان انتصاف الظلام على ضفّتيكْ

فقام من القحط جيش وصلّى عليكْ

فباركتَه عدّة وقلوباً

وأيّار أشعل في الأرض نارًا

فذاب الصّقيع اخضرارًا

وكانت ظبائي على راحتيك

وكانت ظبائي على راحتيك.

وسوم: العدد 807