سَعيُ الشّاعِر!
سَعيُ الشّاعِر!
صقر أبو عيدة
في شاشةِ الأخبارِ كانَ الموتُ ينهشُ أمَّتي
شيطانُهم مَسكَ الضّفائرَ كاللّجامِ لِشقوتي
عقدَ الحبائلَ غيلةً، وظنَنتُ أنْ قد وَلَّتِ
في كلِّ زاويةٍ أرى الأصفادَ تخطفُ قريَتي
تبكي الرّجالُ ولمْ تجدْ سيفاً يُجلّي ظُلمَتي
وعلى الأريكَةِ يقطفُ المِذْعانُ قُرَّةَ ثورَتي
ربطَ الرّقابَ بِلُقمةٍ، والخوفُ يَكتمُ غَضبَتي
أَمِنَ العِقابَ منَ الشّعوبِ ومنْ تَراخي الحِسْبةِ
جَمرُ المَصائبِ لا يُرَى والشّمسَ إنْ هيَ جَلَّتِ
وَطِنَتْ عُيونُ رجالِنا ذُلَّ النُّفوسِ وَحَلَّتِ
نادَيتُهم، في الحَلقِ نارٌ أَجَّجتْ منْ صَرخَتي
وكَأنَّني أدْعو الصّخورَ إلى تَوَلّي نصْرَتي
أَسَفا على عينٍ تَناومَ جَفنُها عنْ نَخْوةِ
يا مَوتُ أينَ قُبورُنا، أعْراضُنا قدْ ذَلّتِ
يا أرضُ أينَ رِماحُنا، فَخُيولُنا قدْ كَلّتِ
يا وُدُّ أينَ قلوبُنا، مُلِئَتْ بِملحِ الجَفوَةِ
يا قومُ أينَ سبيلُنا، نَمشي بِغيرِ أُمومَةِ
مِنْ بعدِ عِزٍّ نَقتَفي ذُلّاً يُمزّقُ شَأفَتِي
يا أمَّنا لا تَبكِ عينُكِ واصْرَخي في إخْوَتي
إنَّ العشيرَ تَعثَّرتْ خُطُواتُهُ والْتَفَّتِ
وَلَبئْسَ مَنْ وَلِيَ العَقورَ ولَو بَدا في الجَنَّةِ