إطلالة على الماضي والحاضر
15آذار2014
د. فلاح محمد كنه
إطلالة على الماضي والحاضر
د. فلاح محمد كنه
هنا كانت الدنيا نخيلا و أشجارا وليلا به النجمات تعزف صمتها وللقـمر العشاقُ تبكي وتشتكي وكانت دموع العاشقين حكاية وتحنو إلى النهر العتيق يمامة تعاتبني كيف المساء يخيفنا تسائلني عن بيت أهلي وما به و قلب به الأشواق تكتم لوعة تعاتبني والدمعُ يجري بمقلتي ألا أيّها القلبُ الجريحُ مشاعرا وتركن للصمت الأليم مهابة هي الأرض من عهد طويل نعيشها نعيش مع الماضي وننسى بأننا تسائلني تلك اليمامةُ عن أبي وهل كان مثلي يحملُ الحبَّ قلبُه وهل أنّ أحلامي كما هي في فمي وترحلُ عني كالرياح مواجعي وعن وطني حدثـتها عن سهوله كأنّي لمستُ الحبَّ في عرصاته وعن أصدقاء يشرقون بليلنا وأُسْمِعُها تغريد قلبي بلوعة ألا ليت أيام الجفاء قصيرة رأيت بعينيها المواجعَ كلّها وعن جثث مرميّة في شوارعٍ عجيب سكوت الناس عما يحيطهم بحسرة مهموم وروعة خائف تقولُ بأن الموتَ يسقي ربوعنا ولا فتية الحيّ القديم نجوا ولا كأن الردى مستأسـد في ربوعنا وأن دعاء البائسين دموعهم مساكنهم أطلال قوم تمزّقوا وشعب,على الأعشاب يغفو,مشرّدٌ أضاعته آثام ,وغفلة مذنبٍ تلوم خطاياهُ السماء وتدّعي سئمتك يا دنيا النفاق معيشة وتلهو بكِ النفسُ التي عبدتْ هوىً بمن تستجير الأرض ساعة موتها | وشمسا و أفياءً تظـلّلُ وبالشفق المعلولِ يبدأُ أسفارا فيرسلُ أنّاتٍ إليهم وأنوارا تردّدها النَسْماتُ حينا وأطوارا لتسمعه الأنغام لحنا و أوتارا وقد كان يوما يمنح العمر أزهارا تحيط به الأحزان قهرا وإجبارا به ترقد الأحلام توقظ تذكارا تكلمني صمتا فضوحا وإخبارا تكتّمُ مـن حزن جراحا وأسرارا إذا نطقت دنياك ذلاّ و إدبارا وما سَئِمَت غير الذي مات غدّارا بحاضرنا موتى ونأكلُ أحجارا أكان صديق الأرض أم كان جبّارا ؟ وكان تقيّـا يعبدُ الله إكبارا ؟ تسافر بي في عالم جاب أقطارا ؟ فترجع إعصارا يعانق إعصارا وعن زهرة حمراء تُخبر أخبارا بساتين ملتاع تردّد أشعارا كفجر ضحوك بشّر الأرض إعمارا عسى ساعة الذكرى تعاودُ تذكارا وأنّ زمان الوصل يفترش الدارا لتخبرني عن موطني الصار أكدارا تلملم أحزانا وتنبتُ أوزارا وأعجبُ منه الظلم يُظلمُ أبصارا وشهقة ملهوف يُقلّبُ أنظارا فلا الطفل ناجٍ,لا ولا العاش أعمارا نسـاء ولا الجدران تــنقذ أحجارا وأن قبور الأرض تسرق أسفارا يخالطها يأس يطاول أقمارا وفرّقهم بأس يمازج أخطارا يمدّ يد الإذلال يلبس أطمارا ليبرأ منه الإثم كفرا وأوزارا بأن الرزايا تستميحك أعذارا رأيتُ المنايا فيكِ تحصدُ أخيارا وكم هي في الأهواء تُغْـرِقُ أحرارا إذا رُويَتْ عجزا وذلاّ وإدبارا ؟ | أنهارا