بمناسبة عيد الفطر 1985 كتبت هذه القصيدة وألقيتها على الشباب:
أمسكت بالعيد الحزين يراعي=ودفعت في بحر القريض شراعي
الشعر صندوق البريد فهل له=من حاملٍ أو شئت قل من ساعي
يا حامل الصندوق بلغ مسرعاً=أخبار آلاف الشباب الواعي
في سجن طاغوتٍ عميلٍ مجرمٍ=لا نور فيه ولو كخيط شعاع
شنقاً يموت وما سمعت رثاءه=من شاعر يبكي وصوت إذاعي
لو مات قسيسٌ لثارت ضجةٌ=تطغى على الأبصار والأسماع
والحق من قدمٍ ومنذ وجوده=أبداً مع الكفر بحال صواع
والباطل المنقوش في جبروته=متحصن بحصونه وقلاع
والحق يحشد جنده ويصفهم=صفاً ليوم كريهةٍ وقراع
فثبتوا يا مسلمون وسددوا=وتوحدوا في الله دون نزاع
وابنوا قواعدكم صلاباً صلدةً=في كل زاويةٍ وكل قطاع
حتى إذا أزفت فشدوا شدةً=هو جاء كالإعصار في الإصقاع
لا ترحموهم واثأروا لحرائرٍ=يندبن في بيت جريحٍ ناعي
والطفل يسأل عن أبيه ويشتكي=فقدان جو الأنس والإمتاع
أماه أين أبي تجيب بلهفةٍ=إن الأبي غدا ببطن سباع
برمال تدمر أو ثوى بصخورها=من غير قانونٍ وحق دفاع
قد كان يا أماه في الحي لنا=جارٌ ذو خلقٍ كريم طباع
قد غاب من زمن وطال غيابه=متحشرج الأم بصوت نزاع
في السجن يا ولدي وخلف .....=ورعيةً شقيت بفقد الراعي
عطفوا على البلد المهيض بمبداء=صاغته أوربا لبعض رعاع
أمثال أكرم والثلاثة(1) دونه=يحكون من خلفٍ بساط رقاع
هم جند إفرنسا وكم سبقت لها=منهم عظائم خدمةٍ ومساعي
هم قلبها ولسانها وذراعها=ودسائسٌ للحاقد الطماع
وإذا أخرجتم فاشحنوا أبناءكم=واتلوا دروس السجن مثل الداعي
من جلد سوطٍ أسودٍ يروى دماً=وهراوةٍ تهوي على الأضلاع
وإذا استزادوا من حديثك قل لهم=لم يتركوا نوعاً من الأنواع
إلا بتدمر والفروع استخدموا=مع صفوة الجيل الكريم الواعي