ربّاه رفقاً بقلب ضجّ من ألم = وسال كالماء من صدري إلى قدمي
حزناً على الشام وما تلقى وما لقيت = من المآسي ونار الحزن في ضرم
جراح أهلي بسوريا وما اتسعت = وكان أعمقها ما حلّ في الخيم
فالثلج والبرد في الصحراء جمدهم = والريح تعصف والأكواخ كاللمم
والماء تحت سرير النوم تحسبه = قناة ري فهل يغفو على حلم
كوارث في بلاد الشام عاتية = جلّت عن العقل والتصوير والقلم
وها أنا الآن في شعري أصورها = والقلب يغلي بنار الحزن والألم
فطفلة اليتم في (سقبا) يحدثنا = الجار عنها بدمع ذارفٍ سجم
كانت تروح إلى البستان رأد ضحى = تلقي السلام وفي أدب محتشم
ترجو وتسأله عطفاً يبادلها = فيما لديها من النعناع ملء فم
بما تيسر من قثاء طازجة = ومن طماط عسى تحظى بقوتهم
فكان في فرحة عظمى يجاملها = وفي سرور ووجه مشرق بسم
تعود للأهل في زهو وفي فرح = وقد دنا الوقت من ميعاد
لكنها انقطعت عنه وما رجعت = وراح يسأل من أهل ومن رحم
أين الفتاة التي كانت تبايعنا = آهٍ وكان جواب الناس كالحمم
ماتت بقصفٍ ولم يظهر لها أثر = إلا شريطاً رفيعاً من خرير دم