حضارة ُالرّدى

الحِقدُ يمشي في أزقَّة عالَمٍ مُتوحِّشٍ نسيَ القِيَمْ

الحقدُ أضحى مظهرًا ...

لحضارةٍ دمويَّةٍ تُردي الأممْ

الحقدُ عنوانُ الأنا...

عند الألى زعموا الوصول إلى القِممْ

سفكوا الدِّماء غزيرةً

نشروا الألمْ

كم في الورى من صارخ...

يشكو المظالم الظُّلمْ

عبثوا.. وعاثوا.. واعتدوا

عبدوا الصَّنمْ

لا يخدعنّك مظهرٌ مُتمدِّن فيهم بَدَا

فالسِّر وحشٌ  في الشّراسةِ والشّراهةِ والنِّقمْ

لا تخدعنَّك في الوجود حضارةٌ غربيةٌ

تُزجي الشعوبَ إلى المسالخ كالغنمْ

فعلومُها صارت أداةً للرّدى

تلدُ التّعاسةَ والمجازرَ والسَّقَمْ

تبًّا لها...

قد دمّرت بالزُّورِ ابن زمانها

فغدا غريبا عن هدايات السَّمَا

وعن الفضيلةِ والسَّماحةِ والحِكَمْ

بُعدا لها...

بُنيتْ على نهجِ الصّلافة والعمى

تُزجي الوجود إلى النّكائبِ والعَدَمْ

وسوم: العدد 816